وقالت الصحيفة في تقرير إنه عندما وافق الرئيس ترامب على حملة لإعادة فتح حركة الملاحة في البحر الأحمر من خلال قصف جماعة الحوثي المسلحة لإخضاعها، كان يريد رؤية النتائج في غضون 30 يوما من الضربات الأولية قبل شهرين.
وأضاف التقرير أنه "بحلول اليوم الحادي والثلاثين، طالب ترامب، الذي يخشى باستمرار من التورط العسكري الطويل الأمد في الشرق الأوسط، بتقرير عن التقدم المحرز، وفقا لمسؤولين في الإدارة، لكن النتائج لم تكن مُرضية".
وأوضح أن الولايات المتحدة لم تُحقق حتى تفوقًا جويًا على الحوثيين، بل إن ما ظهر بعد 30 يومًا من تصعيد الحملة ضد الجماعة اليمنية كان انخراطًا عسكريًا أمريكيًا آخر باهظ التكلفة وغير حاسم في المنطقة.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الحوثيون أسقطوا عدة طائرات أمريكية مسيرة من طراز MQ-9 Reaper، وواصلوا إطلاق النار على السفن الحربية في البحر الأحمر، بما في ذلك حاملات الطائرات.
وتابعت "أحرقت الضربات الأمريكية أسلحة وذخائر بقيمة تُقدر بنحو مليار دولار في الشهر الأول وحده، ويُظهر الإعلان المفاجئ من ترمب عن النصر على "الحوثيين" كيف استخفّ بعض أعضاء فريق الأمن القومي للرئيس بجماعة معروفة بمرونتها".
كما أوضحت أن تكلفة الحملة العسكرية على اليمن كانت باهظة، فقد نشر البنتاغون حاملتي طائرات، وقاذفات بي-2 إضافية، وطائرات مقاتلة، بالإضافة إلى منظومتي دفاع جوي باتريوت وثاد، في الشرق الأوسط، وفقًا لما أقر به مسؤولون سرًا.
وأضافت أنه خلال الأيام الثلاثين الأولى من الحرب، أسقط الحوثيون سبع طائرات أمريكية مُسيّرة من طراز MQ-9 (بتكلفة حوالي 30 مليون دولار لكل طائرة)، مما أعاق قدرة القيادة المركزية على تتبّع الجماعة المسلحة وضربها.
وأردفت أن عدد من المسؤولين الأمريكيين صرحوا بأن الدفاعات الجوية الحوثية كادت أن تُصيب عدة طائرات أمريكية من طراز F-16 وطائرة مقاتلة من طراز F-35، مما زاد من احتمال وقوع خسائر بشرية في صفوف الأمريكيين.
كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسؤولون السعوديون أيدوا خطة الجنرال كوريلا، التي تقضي باستهداف قيادات الحوثيين، وقدموا قائمة أهداف تضم 12 من كبار قادة الحوثيين، الذين قالوا إن مقتلهم سيشل الحركة.
وأضافت أن " الإمارات العربية المتحدة، وهي حليف قوي آخر للولايات المتحدة في المنطقة، لم تكن على يقين من ذلك، فقد صمد الحوثيون لسنوات تحت وطأة القصف السعودي والإماراتي".
كذلك، لفتت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه خلال الحملة تم استخدام الكثير من الذخائر الدقيقة، وخاصة الذخائر المتقدمة بعيدة المدى، لدرجة أن بعض مخططي الطوارئ في البنتاغون كانوا يشعرون بقلق متزايد بشأن المخزونات الإجمالية والعواقب المترتبة على أي موقف قد تضطر فيه الولايات المتحدة إلى صد محاولة غزو الصين لتايوان.
وأكدت أنه "على الرغم من كل ذلك، كان الحوثيون لا يزالون يطلقون النار على السفن والطائرات بدون طيار، ويعززون مخابئهم وينقلون مخزونات الأسلحة إلى تحت الأرض".
وأضاف أن البيت الأبيض بدأ بالضغط على القيادة المركزية الأمريكية لمعرفة مدى نجاح الحملة، وردّت القيادة بتقديم بيانات تُظهر عدد الذخائر التي أُلقيت، فيما أفاد مسؤولون بأن أجهزة الاستخبارات أشارت إلى "بعض التراجع" في قدرات الحوثيين، لكنها جادلت بأن الجماعة قادرة على إعادة بناء نفسها بسهولة.