وقالت تقرير نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إن التدخل العسكري الأمريكي منذ منتصف مارس، ضد الحوثيين، كلف دافعي الضرائب في الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، فقد أنفق البنتاغون أكثر من 775 مليون دولار على القنابل والصواريخ ضد قوات صنعاء، بالإضافة إلى أن البحرية الأمريكية خسرت طائرتين في البحر الأحمر، تكلفة الواحدة منهما تتجاوز 65 مليون دولار.
التقرير وصف الإعلان الأمريكي عن وقف المواجهات مع اليمن بأنه مفاجأة سارة، خصوصاً إذا ما أُخذ في الاعتبار التكلفة الباهظة لتلك العمليات ونتائجها المحدودة، مشيراً إلى أن ذلك تطور إيجابي، ينبغي على ترامب أن يستخدمه كأساس لمزيد من الجهود الدبلوماسية، ومؤكداً أنه إذا أراد الرئيس الأمريكي ترامب وقف هجمات الحوثيين في المنطقة نهائياً وتجنب الانجرار إلى الصراع مجدداً، فعليه الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
التقرير أكد أيضاً أن الهجمات الأخيرة لقوات صنعاء- سواء على إسرائيل أو في البحر الأحمر- لم تكن عشوائية، بل مرتبطة بشكل وثيق بسلوك إسرائيل في غزة، مذكّراً بأن الحوثيين توقفوا عن مهاجمة السفن التجارية فور الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب، ووقّعته إسرائيل وحماس في يناير.، مشيراً إلى أن من بين شروط وقف إطلاق النار في ذلك الوقت، زيادة إدخال المساعدات إلى غزة، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق بعد 16 يوماً من توقيعه، وقد تراجعت إسرائيل عن هذا الشرط الأخير.
وأوضح أن قرار إسرائيل بفرض حصار على جميع المساعدات الداخلة إلى قطاع غزة- مطلع مارس- أدى إلى عودة المواجهات مع الحوثيين، حيث استأنفت قوات صنعاء هجماتها على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وأدى استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة في 18 مارس إلى تفاقم الاضطرابات في المنطقة، حيث أطلق الحوثيون صواريخهم الباليستية الأولى على إسرائيل خلال الشهرين اللذين أعقبا سريان وقف إطلاق النار.
وقال إن الوضع لا يزال هشاً رغم أن الهدنة الحالية بين صنعاء والولايات المتحدة تشكل خطوة نحو خفض التصعيد الإقليمي، حيث أعلنت قوات صنعاء أنها لن تسمح بعبور أي سفينة إسرائيلية حتى يتوقف العدوان على غزة ويرفع الحصار عنها، معتبراً أن الحل الدائم للمواجهات مع الحوثيين هو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
ولفت التقرير إلى أن استمرار المواجهات بين إسرائيل والحوثيين قد يُعرّض الجيش الأمريكي لتدخل مكلف، وبدلاً من تحمّل المزيد من التكاليف لتوفير غطاء لحرب إسرائيل التي وصفها بالمطولة، فإنه ينبغي على الرئيس الأمريكي ترامب الوفاء بوعده بأن يكون صانع سلام من خلال الدعوة إلى وقف الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة.