تحليل إسرائيلي : الجيش الأمريكي يعاني فشلاً ذريعاً أمام جماعة لا أحد يستطيع هزيمتها

مصدر الصورة

وفسر يتسهار وضوح الفشل الأمريكي بأن الحوثيين لا يزالون يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية ويهاجمون السفن الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى توسيع مسرح القتال باتجاه إسرائيل، مؤكداً أنه "ورغم التفوق التكنولوجي للجيش الأمريكي أظهر الحوثيون مراراً وتكراراً قدرتهم على استعادة البنية التحتية وإعادة تأهيلها والحفاظ على قوتهم الرادعة".

وأضاف أن من أسباب الفشل الأمريكي أن الحوثيين عدو غير تقليدي، فقوات صنعاء تستخدم أساليب حرب العصابات، ولا يوجد لديها قواعد تقليدية يسهل تدميرها، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة عجزت عن فهم عقلية الحوثيين.

وأوضح أن الأمريكيين لا يفهمون عمق الالتزام الديني الأيديولوجي للحوثيين، مشيراً إلى أنهم مستعدون للقتال لعقود، ولا تهمهم الكلفة الاقتصادية أو البشرية، مؤكداً أن الحوثيين لا يصمدون وحسب، بل ويقاومون، وأنهم بذلك حطموا صورة الردع الأمريكي في الشرق الأوسط.

في سياق متصل، بشأن الإخفاقات الأمريكية في البحر الأحمر، قال تقرير لمجلة الدفاع الإيطالية، إن البحرية الأمريكية تجد نفسها أمام معضلة تقنية وعسكرية متشابكة، تعيق قدرتها على مجاراة التهديدات المتسارعة التي تشكّلها القوات اليمنية، وبينما تسعى واشنطن لدمج أنظمة دفاعية جديدة على متن مدمراتها المتقدمة، تكشف التقارير عن تحديات هيكلية وتشغيلية تهدد بعرقلة هذا المسار.

وذكر تقرير موقع مجلة الدفاع الإيطالية أن البحرية الأمريكية تجد معضلة في سعيها لدمج أنظمة جديدة لاعتراض الطائرات المسيرة على متن مدمراتها من فئة Arleigh Burke، وذلك على الرغم من الحاجة الملحة لهذه القدرات في مواجهة تهديدات مثل تلك التي تواجهها في البحر الأحمر.

وأشارت المجلة إلى أن قرار دمج نظامي COYOTE من شركة Raytheon ونظام ROADRUNNER-M من شركة Anduril، جاء كرد فعل للتهديد المتزايد من الذخائر المتسكعة والطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون، موضحةً أن أحد التحديات الرئيسية يكمن في مسألة دمج هذه الأنظمة مع نظام AEGIS القتالي المتطور الموجود بالفعل على متن مدمرات فئة Arleigh Burke. ففي الوقت الحالي، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت هذه الأنظمة الجديدة ستتمكن من العمل بسلاسة وتكامل مع نظام إدارة المعركة الحالي، الأمر الذي قد يتطلب تعديلات برمجية وهيكلية كبيرة ومستهلكة للوقت والموارد.

ولفتت المجلة إلى أن نظام ROADRUNNER-M من Anduril لا يزال قيد التقييم العملياتي ولم يتم تأكيد فعاليته القتالية بعد، الأمر الذي يثير تساؤلات عن مدى جاهزية هذا النظام للاعتماد عليه في بيئات قتالية حقيقية مثل البحر الأحمر، حيث تكون الاستجابة السريعة والموثوقة للتهديدات أمراً بالغ الأهمية، مشيرةً إلى أن الحاجة لتدريب الأطقم البحرية على تشغيل وصيانة هذه الأنظمة الجديدة يمثل تحدياً آخر.

وأكدت المجلة الإيطالية في تقريرها أن ما تواجهه البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يحتم عليها إيجاد حلول دفاعية فعالة ضد الطائرات بدون طيار، إلا أن عملية تطوير ونشر ودمج هذه الحلول الجديدة قد لا تكون بالسهولة المتوقعة وقد تواجه العديد من العقبات الفنية واللوجستية.