آخر الأخبار

بسالة لا تُصدق : كيف استطاع الحوثيون الصمود أمام 25 ألف غارة ؟

شارك

ومع تصاعد الغارات الجوية والمناورات العسكرية، يواجه التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، تحديات كبيرة في النيل من الحوثيين الذين أثبتوا قدرة غير عادية على الصمود في وجه الضغوط العسكرية الضخمة.

وفي هذا السياق، قدم عدد من الخبراء الغربيين تحليلات تنبئ بصعوبة تحقيق هذا الهدف، مشيرين إلى أن الحوثيين قد أثبتوا قدرتهم على مقاومة الحروب التي استهدفتهم على مدار سنوات.

ـ صمود في وجه الضغوط العسكرية: 25 ألف غارة جوية:

أولى الإشارات التي تبرز في هذا التحليل تأتي من تصريحات إليزابيث كيندال، مديرة "كلية غيرتون" في جامعة كامبردج البريطانية، والتي أكدت في حديثها لفرانس برس أنه لا ينبغي الاستهانة بقدرة الحوثيين على الصمود.

كيندال، وهي خبيرة في شؤون الشرق الأوسط، ذكرت أن الحوثيين أظهروا قوة تحمل لافتة في مواجهة أكثر من 25 ألف غارة جوية شنتها قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، في محاولات لوقف تقدمهم منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في عام 2014.

وأكدت كيندال أن الحوثيين ليسوا مجرد مقاتلين عاديين، بل هم "مقاتلون صامدون" استطاعوا التكيف مع طبيعة الصراع المعقدة وغير المتكافئة.

وقالت: "منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء، حاول التحالف بكل السبل إيقاف تقدمهم، إلا أن الحوثيين استمروا في المقاومة، وأثبتوا مرونة استثنائية أمام الغارات الجوية، بل واستطاعوا الحفاظ على قدرتهم العسكرية بشكل كبير."

ـ الاستفادة من التضاريس والقدرة على تعطيل التجارة العالمية:

أحد العوامل الرئيسية التي تساعد الحوثيين في مقاومة هذه الضغوط هو استفادتهم من التضاريس الجغرافية الصعبة في اليمن.

تشير كيندال إلى أن الحوثيين استفادوا من الظروف الجغرافية الوعرة التي تعيق العمليات العسكرية التقليدية، ما يجعل من الصعب تدمير بنيتهم التحتية أو القضاء على قدرتهم على إطلاق الهجمات.

ورغم التفوق الجوي للتحالف، فإن الحوثيين تمكنوا من الانتشار في أنحاء متفرقة من البلاد، مما جعل من الصعب استهدافهم بشكل فعال.

لكن قدرة الحوثيين لا تقتصر على التحمل العسكري وحسب، بل تشمل أيضًا التأثير على أمن واستقرار التجارة البحرية العالمية.

وبحسب كيندال، فإن استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة في البحر الأحمر يشكل تهديدًا كبيرًا لحرية الملاحة والتجارة البحرية الدولية، وهو ما يعزز قدرتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية بعيدًا عن ساحة المعركة التقليدية.

ـ أسلحة متطورة ومنصات صواريخ متنقلة:

من جانبه، أشار أليكس بليتساس، الخبير في شؤون الدفاع في مركز "أتلانتيك كاونسل"، إلى أن أسلحة الحوثيين أصبحت أكثر تطورًا وصعوبة في الاستهداف.

وقال بليتساس: "القدرة على الصمود لدى الحوثيين تأتي جزئيًا من تنوع وتوزيع أسلحتهم عبر التضاريس الوعرة، حيث يصعب اكتشاف منصات الصواريخ المتنقلة التي يمتلكها الحوثيون. وهذا يشكل تحديًا كبيرًا للقوات المعادية التي تحاول تدمير هذه الأسلحة."

وأضاف بليتساس أن الحوثيين ليسوا فقط مدعومين من قبل إيران في إطار ما يعرف بـ "محور المقاومة"، بل إنهم أظهروا قدرة على التكيف مع الحروب الحديثة عبر استخدام تكتيكات غير تقليدية، مثل إطلاق الطائرات المسيرة والاعتداءات على أهداف استراتيجية في الخليج العربي.

ـ القدرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى:

أما الباحث في "المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية" في لندن، فابيان هينز، فقد أشار إلى قدرة الحوثيين على تنفيذ ضربات بعيدة المدى باستخدام الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز.

وقال هينز: "القدرة الصاروخية للحوثيين، التي تشمل صواريخ تصل مداها إلى ألفي كيلومتر، تعطيهم قدرة على ضرب أهداف استراتيجية في مناطق بعيدة عن ساحة القتال التقليدية، وهو ما يزيد من تعقيد مهمة التحالف بقيادة السعودية."

وأضاف هينز أن الحوثيين يواصلون تعزيز قدراتهم العسكرية باستخدام الطائرات من دون طيار، وهو ما يسمح لهم بالهجوم على أهداف بحرية وبرية على حد سواء.

وفيما يخص العمليات الاستخباراتية، أشار هينز إلى أن الحوثيين لم يتعرضوا للاختراق الاستخباراتي بشكل كبير، بعكس جماعات أخرى مثل حزب الله اللبناني أو حركة حماس الفلسطينية.

ـ التحديات الجغرافية والعسكرية في المواجهة البرية:

يشير الخبراء إلى أن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل هزيمة الحوثيين أمرًا صعبًا هو تفضيلهم للحرب غير التقليدية واستخدامهم تكتيكات الحروب العصابات.

في هذا السياق، أكد هينز أنه على الرغم من أن العمليات العسكرية ضد جماعات مثل حزب الله وحماس قد شهدت هجمات برية مكثفة، إلا أن الوضع في اليمن يختلف بشكل كبير.

فالحوثيون يسيطرون على مناطق شاسعة في الأراضي اليمنية، مما يجعل من غير المحتمل أن يتمكن الأمريكيون أو حلفاؤهم من شن هجوم بري شامل ضدهم.

ـ خلاصة:

تظل مسألة هزيمة الحوثيين في اليمن مسألة معقدة للغاية، فإلى جانب تواصل الدعم العسكري الإيراني لهم، استطاع الحوثيون أن يصمدوا أمام عشرات الآلاف من الغارات الجوية، مما يجعل مهمتهم أكثر تحديًا بالنسبة للتحالفات الدولية.

إذ أن الصراع في اليمن يعكس العديد من العوامل المعقدة، من بينها التضاريس الوعرة، والقدرة على استخدام أسلحة متطورة، فضلًا عن التحديات العسكرية التي تفرضها الحرب غير التقليدية.


* نقلا عن عرب جورنال


أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا