آخر الأخبار

تفكيك حماس.. عقدة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

شارك
تفكيك حماس يد بمثابة عقدة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب في 29 ديسمبر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما تتجه الأنظار إلى اتفاق غزة في مرحلته الثانية، التي تشكّل جوهر الترتيبات الجديدة داخل القطاع.

وفي خضم ما تنقله الصحافة الإسرائيلية عن "خطة انتظار" تتّبعها تل أبيب لتفادي الاندفاع في تنفيذ المبادرة الأميركية، قدّم الخبير في الشؤون الإسرائيلية نائل الزعبي قراءة معمّقة للموقف الإسرائيلي خلال حديثه إلى برنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية"، مؤكداً أن إسرائيل لا تعمل على إفشال الخطة، بل تنظر إليها بوصفها فرصة استراتيجية لتحرير غزة من حركة حماس ونزع سلاحها بالكامل، مع بقاء قلقها الأمني يقظاً تجاه أي ترتيبات ميدانية قد تتيح للحركة إعادة تنظيم صفوفها.

حماس والسلاح… النقطة التي لا تقبل الجدل

يشدّد الزعبي منذ البداية على أن إسرائيل "لم توقّع على خطة لإفشالها"، بل تريد هذه الخطة وتسعى إليها، لأنها ترى في المرحلة الثانية منها – والمتعلقة بتفكيك سلاح حماس – جوهر المسار كله. وهنا، وفقاً له، ينبثق السؤال الذي يشغل الجانب الإسرائيلي: هل تريد حماس فعلاً تجريد نفسها من السلاح؟

ويشرح أن إسرائيل مستعدة لإبداء مرونة في ملفات عديدة مثل إعادة الإعمار، وإدارة المعابر، وهويات الشخصيات التي ستقود القطاع، بل وحتى القبول بقوة دولية عربية فلسطينية داخل غزة. لكن كل هذا يظلّ خاضعاً للنقاش باستثناء مسألة واحدة "ليست للنقاش ولا للجدال": سلاح حماس.

الهواجس الإسرائيلية: شبح جنوب لبنان

يضع الزعبي مقارنة واضحة بين غزة وجنوب لبنان، مبيّناً أن إسرائيل لا تريد تكرار نموذج حزب الله مع اليونيفيل، حيث لم تتمكن القوة الدولية – بحسب الرؤية الإسرائيلية – من ردع الحزب أو منع تمكينه العسكري. لهذا السبب، تشكّك تل أبيب في قدرة أي قوة أممية جديدة على تفكيك حماس أو مراقبة سلاحها، خاصة أن الحركة ما تزال تمتلك جنوداً وأنفاقاً وقدرات ميدانية قائمة.

ويضيف أن إسرائيل تنظر إلى هذه التساؤلات بوصفها "منطقية" ويمكن للعالم تفهّمها، لأنها ترتبط مباشرة بأمن السكان، وهو ما تصفه تل أبيب بأنه خط أحمر غير قابل للمساومة.

الفترة الانتقالية… نافذة تعافي محتملة لحماس

يشير الزعبي إلى تقديرات أميركية تتحدث عن فترة تمتد بين ستة أشهر واثني عشر شهراً للتنفيذ الميداني، وهي مدة يراها هو نفسه مثيرة للقلق، لأن حماس يمكن – خلال هذا الفاصل – أن تعيد تكوين جزء من قوتها أو شبكاتها الأنفاقية. وهنا يبرز سؤال حرج: من سيراقب هذه الفترة الحساسة؟

ويؤكد أن تفكيك سلاح الحركة لن يتم "لا خلال يوم ولا يومين ولا حتى شهر"، وأن العملية تمتد بطبيعتها إلى ما بعد نصف عام، ما يستوجب مراقبة لصيقة من إسرائيل، التي تريد أن تكون على اطلاع مباشر على ما يجري داخل غزة وعلى أداء القوة الأممية المفترضة.

تناغم إسرائيلي–أميركي… وقلق متبادل

يشدد الزعبي على وجود "انسجام كامل" بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الخطة، وأن الأجهزة الأمنية تعمل "جنباً إلى جنب". كما يرى توافقاً واضحا بين رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرؤية والأولويات، لكن هذا الانسجام لا يلغي الحذر الإسرائيلي من أي إخفاق محتمل خلال عملية التفكيك أو التنسيق الميداني.

ويضيف أن إسرائيل تريد الخطة، وتميل إلى تنفيذها، لكنها تتعامل مع كل سيناريو ممكن، مستبعداً أن تكون هناك "استراتيجية انتظار" أو محاولة ترك الأمور تتعثر، لأن تل أبيب – بحسب تعبيره – "تعرف ماذا تريد".

رفض قاطع لوجود حماس… مهما تغيّرت الأسماء

يتوقف الزعبي عند نقطة يعتبرها مركزية في التفكير الإسرائيلي: منع حماس من الوجود في غزة بأي صورة كانت. ويشرح أن إسرائيل لا تريد الحركة "لا سلطوياً ولا عسكرياً ولا قريباً ولا بعيداً، لا بإدارة ولا بتصنيع ولا بميليشيا جديدة". ويؤكد أنّ تل أبيب تدرك جيداً أن حماس قد تغيّر أسماءها أو منظماتها أو واجهاتها للبقاء، وهي – في تقديرها – تكتيكات معروفة.

المساعدات الدولية… بين المستفيد الحقيقي والمستفيد الفعلي

يلفت الزعبي إلى أن إسرائيل ميّزت بين دعمها الإنساني لسكان غزة وبين استفادة حماس من تلك الأموال والموارد. ويقول إن الحركة استغلت المساعدات لتمويل ذاتها وحفر الأنفاق، بدلاً من توجيهها إلى الأطفال والنساء وكبار السن والمؤسسات المدنية. ويضيف أن أموالاً جاءت من دول عربية وغربية وحتى من إسرائيل، وكان يفترض أن تصل إلى المواطن في بيته ومدرسته وعمله، لكنها انتهت – حسب الرؤية الإسرائيلية كما ينقلها – في يد حماس.

ويرى أن الحركة "انقلبت على الغزيين" وأدخلتهم في واقع مأساوي، ويمكن مقارنة حياتهم اليوم بما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر لتبيّن "الاختلاف بألف درجة".

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا