قال رئيس وزراء لبنان، نواف سلام، الأربعاء، إن بلاده "بعيدة" عن تطبيع العلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية مع إسرائيل، رغم وجود تحرك نحو مفاوضات مباشرة بين البلدين تهدف إلى تهدئة التوترات.
وجاءت تصريحات سلام لمجموعة صغيرة من الصحافيين في بيروت متناقضة مع بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إن إسرائيل سترسل مبعوثاً لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين الدبلوماسيين والاقتصاديين، ووصف ذلك بأنه "محاولة أولية لوضع أساس للعلاقات والتعاون الاقتصادي" بين البلدين.
وكان كل من لبنان وإسرائيل قد أعلنا تعيين أعضاء مدنيين في لجنة كانت تقتصر في السابق على العسكريين فقط، لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة، والذي أنهى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني قبل عام. وشارك الأعضاء المدنيون في اجتماع آلية المراقبة الذي عُقد الأربعاء.
ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، وهما بشكل رسمي في حالة حرب منذ عام 1948. وتبدو خطوة إجراء محادثات مدنية خطوة أولى صوب إجراء محادثات ثنائية مباشرة بين إسرائيل ولبنان تدفع إليها واشنطن.
إلا أن سلام قال إن لبنان لا يزال ملتزماً بخطة السلام العربية التي تم الإعلان عنها عام 2002 والتي تربط تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بإقامة الدولة الفلسطينية - وهي الخطوة التي تعارضها حكومة نتنياهو بشدة.
وأضاف أن "العلاقات الاقتصادية ستكون جزءا من هذا التطبيع، ولذلك فإنه من الواضح أن أي شخص يتابع الأخبار سيعرف أننا بعيدون عن ذلك تماماً".
وشدد سلام على أن المحادثات في إطار لجنة وقف إطلاق النار ليست محادثات "سلام". وقال إن "لجنة وقف إطلاق النار هي المنتدى.. لتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية. لم نصل بعد إلى مرحلة محادثات السلام".
وأضاف "أبلغنا اللجنة بأننا جاهزون.. لأن تقوم.. بإجراءات التحقق ميدانياً كلما كان لديهم أي قلق أو شكوك.. نحن منفتحون على التحقق" من قبل اللجنة.
وأكد سلام أن الاجتماعات تهدف إلى التوصل لـ"وقف للأعمال العدائية، وانسحاب إسرائيلي كامل" من الأراضي اللبنانية و"إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين".
وقال إنه يجب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 تنفيذاً كاملاً قبل النظر في اتخاذ خطوات أخرى، موضحاً أن على إسرائيل سحب قواتها ووقف الغارات الجوية وأن على حزب الله نزع سلاحه بالكامل.
المصدر:
العربيّة