آخر الأخبار

حرب الوقود.. السلاح الجديد لمسلحي الساحل في مالي

شارك

قالت مجلة لو بوان، إن دولة مالي تعيش حصارا غير مسبوق، منذ أن اتخذت " الجماعات الجهادية المسلحة في الساحل " من الوقود سلاحا في حربها عليها، فلم تعد شاحنات الوقود تمر عبر الطرق الكبرى في جنوب البلاد.

وأوضحت المجلة الفرنسية -في تقرير بقلم فيفيان فورسون- أن الماليين يعيشون أزمة غير مسبوقة منذ أن فرض تنظيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (فرع تنظيم القاعدة في الساحل )، حصارا خانقا على إمدادات البنزين والديزل المتوجهة إلى العاصمة باماكو.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 إلباييس: انقسام كبير في معسكر ترامب كشفه حوار تاكر كارلسون
* list 2 of 2 كاتب روسي: شبح النووي يطل على العالم وهذه أهم التجارب السابقة end of list

ويضم التنظيم -حسب المجلة- ما بين خمسة وستة آلاف مقاتل، ولا يسيطر على أي مدينة كبرى، لكن قوته تكمن في حركته السريعة وتموضعه في الريف، مما يسهل عليه قطع الطرق ومهاجمة القوافل، وفرض "اتفاقات" على القرى المعزولة، لتكون النتيجة شللا اقتصاديا واسع النطاق في البلاد، وتبقى المستشفيات بلا كهرباء، والمدارس مغلقة.

مصدر الصورة تجمع عند محطة وقود في مالي بسبب أزمة نقص الوقود الخانقة (رويترز)

ويعود أصل الأزمة إلى قرار حكومي اتخذته السلطات في سبتمبر/أيلول 2025، يقضي بمنع بيع الوقود في عبوات صغيرة، في محاولة لقطع طرق الإمداد عن "الجهاديين"، إلا أن القرار -كما تقول المجلة- ارتد على الحكومة عندما رد "الجهاديون" بفرض حصار شامل على العاصمة، في خطوة عقابية شلت مفاصل الدولة.

حرب ليست تقليدية

ويؤكد محللون أن "جهاديي الساحل" لا يسعون إلى احتلال المدن الكبرى، بل إلى شلها تدريجيا ب حرب استنزاف طويلة الأمد، خاصة أن تأمين بلد شاسع المساحة محدود الموارد لم يكن يوما أمرا سهلا بالنسبة للجيش المالي.

ومع ذلك، لم تأت نتائج الحصار كما أراد "الجهاديون" -حسب المجلة- إذ عززت الأزمة روح التضامن والمقاومة المدنية داخل المجتمع المالي بدلا من إشعال الغضب على السلطة، بحيث تقاسم المواطنون ما تبقى من الوقود، ونظموا مبادرات محلية لمواجهة النقص.

إعلان

وتأتي هذه التطورات -حسب المجلة- في وقتٍ دعت فيه فرنسا رعاياها إلى مغادرة مالي، محذرة من تدهور الوضع الأمني حتى داخل العاصمة، لأن طرق البلاد صارت هدفا دائما لهجمات المسلحين، ولم تعد هناك وسيلة آمنة للخروج سوى الرحلات الجوية التجارية.

وعلى الصعيد الدولي، تعتبر باريس ما يجري دليلا على فشل التحالف بين باماكو وموسكو، إذ لم تنجح القوات الروسية في ضمان الأمن أو تأمين الطرق الحيوية، وانصب جهدها على حماية النظام والمناجم، حسب المجلة.

لكن محللين يرون أن اللوم لا يقع على موسكو وحدها، لأن الحرب في مالي ليست تقليدية بل هجينة، تجمع بين الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والسلاح، مما يجعلها عصية على أي جيش نظامي.

الساحل الأفريقي تحول إلى مختبر مفتوح لحروب القرن الحادي والعشرين، وهي حروب بلا جبهات واضحة، يختلط فيها الإرهاب بالتجارة غير المشروعة، ويصبح الوقود، لا السلاح، أداة الحسم

مختبر مفتوح

وتكشف المعطيات -حسب المجلة- أن العلاقة بين "الجهاديين" وشبكات التهريب صارت وثيقة، حيث يتبادلون الوقود والأسلحة والمعلومات، ويمولون عملياتهم من تجارة المخدرات والفديات، ليصبح مهدئ الآلام "الترامادول" أحد أهم العملات غير المشروعة في هذا الاقتصاد الموازي.

ويرى خبراء أن الأزمة الحالية تتجاوز حدود مالي، إذ تهدد بامتداد الفوضى إلى غرب أفريقيا بأكمله، خصوصا أن اقتصاديات الدول الساحلية، مثل ساحل العاج وغينيا، مرتبطة ارتباطا وثيقا بباماكو، وعليه ستتعرض المنطقة برمتها، إذا استمر الحصار، لانهيار اقتصادي وأمني متسلسل.

وحذر المراقبون من أن الساحل الأفريقي تحول إلى مختبر مفتوح لحروب القرن الحادي والعشرين، وهي حروب بلا جبهات واضحة، يختلط فيها الإرهاب بالتجارة غير المشروعة، ويصبح الوقود، لا السلاح، أداة الحسم.

وخلصت المجلة إلى أن نيران هذه الحرب الصامتة، إذا لم تبادر المنظمات الإقليمية والدول الأفريقية إلى تحرك عاجل، قد تمتد إلى عمق القارة مما يهدد استقرار غرب أفريقيا بأكمله.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا