آخر الأخبار

السودان: من يتحمل مسؤولية المعاناة الإنسانية المتزايدة في الفاشر؟

شارك
مصدر الصورة

وضعٌ إنساني صعبٌ للغاية يعيشه السودانيون في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في ظل تصاعد وتيرة الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتحذير الأمم المتحدة من أن المدنيين داخل المدينة يدفعون ثمنا باهظا للصراع الدائر.

ومع استمرار القتال بين طرفي الحرب، تحولت مدينة الفاشر إلى مركز لمعاناة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني الآلاف من السكان والنازحين من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وانهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية.

وتدعو الأمم المتحدة إلى وقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة بشكل عاجل.

وتفرض قوات الدعم السريع حصارا مشددا على مدينة الفاشر في محاولة للسيطرة عليها وطرد عناصر الجيش منها.

وأعلنت المطابخ الجماعية التطوعية الموجودة في الفاشر، توقفها عن العمل في مجال تقديم الطعام، بسبب نفاد المواد الغذائية وتردي الأوضاع الأمنية.

وقال أحد المسؤولين عن هذه المطابخ، في حديث مع "بي بي سي"، الخميس 16 من أكتوبر/تشرين الأول، إن توقفها عن العمل، أدى إلى "تفاقم معاناة السكان العالقين في المدينة"، مشيرا إلى أن أسعار السلع الغذائية، وصلت إلى مستويات قياسية، وذلك حال توافرها من الأصل.

وقال الجيش السوداني، الخميس 16 من أكتوبر/تشرين الأول، إن قواته صدت هجوما شنه الدعم السريع على المناطق الشرقية من الفاشر.

وأفادت تقارير الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 600,000 شخص – نصفهم أطفال – من الفاشر والمخيمات المحيطة قد نزحوا عن المدينة في الأشهر الأخيرة.

وأشارت التقارير ذاتها إلى أن أعداد المدنيين داخل المدينة الآن، تقدَّر بنحو "260,000 مدني، من بينهم 130,000 طفل، ما زالوا عالقين في ظروف يائسة، ومقطوعين عن المساعدات".

وكان نشطاء محليون قد قالوا، الجمعة 10 من أكتوبر/تشرين الأول، إن "60 شخصا على الأقل قتلوا مساء الجمعة وصباح السبت في هجمات بطائرتين مسيرتين وقصف بالمدفعية شنتها قوات الدعم السريع على مركز إيواء للنازحين في مدينة الفاشر".

وأدان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، 10 أكتوبر/تشرين الأول، استمرار قتل وإصابة المدنيين في الفاشر.

وأضاف تورك في بيان: "أشعر بالفزع من تجاهل قوات الدعم السريع المتعمد وغير المحدود لحياة المدنيين. رغم الدعوات المتكررة، بما في ذلك دعوتي، لإيلاء عناية خاصة لحماية المدنيين، إلا أنهم يواصلون قتلهم وإصابتهم وتهجيرهم، ومهاجمة الأهداف المدنية".

وطالب تورك بضرورة وقف استهداف المدنيين.

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع استهدافها المدنيين داخل مدينة الفاشر أو محيطها.

وأضافت قوات الدعم السريع، في بيان 11 من أكتوبر/تشرين الأول: "نؤكد التزامنا التام بقواعد الاشتباك التي تراعي سلامة المدنيين وتحترم حقوق الإنسان. ولن تثنينا الحملات الإعلامية المضللة عن مواصلة جهودنا المشروعة في مكافحة الإرهاب، واستكمال مشروع تأسيس سودان يسوده العدل والمساواة والحكم الرشيد".

ويعاني أهل الفاشر من انتشار الجوع والمرض، نتيجة الحصار المفروض على المدينة واستمرار أعمال الحرب.

وتمكن الجيش السوداني خلال الأشهر الماضية من تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض، إذ استعاد السيطرة بشكل كامل على العاصمة الخرطوم، فضلا عن تمكنه من استعادة مناطق حيوية في شمال ووسط البلاد. إلا أن قوات الدعم السريع لا تزال تُسيطر على أنحاء واسعة من جنوب السودان، إضافة إلى معظم إقليم دارفور، في غرب البلاد.

ويعيش السودان أكبر أزمة نزوح في العالم بعد أن اضطر أكثر من 11 مليون شخص للفرار من ديارهم منذ اندلاع الحرب، منهم ما يقرب من 3 ملايين شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى انتشار سريع لأمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة الألمانية، نتيجة انهيار البنية التحتية، مع توقف عمل الأنظمة الصحية الحيوية وشبكات المواصلات وأنظمة المياه والصرف الصحي وخطوط الإمداد والإنتاج الزراعي.

وتطالب الأمم المتحدة طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بضرورة وقف الأعمال القتالية والتوافق على هدنة إنسانية لخلق فرص للحوار ودخول المساعدات الإنسانية.

وتشير تقارير أممية وحقوقية إلى انتهاكات إنسانية جسيمة يشهدها السودان، تشمل القتل العشوائي واستخدام المدنيين كدروع بشرية، فضلا عن الاغتصاب والاعتداءات الجنسية.

ولا يمكن التحقق بدقة من أعداد القتلى في السودان، لكن تشير تقديرات بعض المنظمات الإنسانية مثل "لجنة الإنقاذ الدولية"، (وهي منظمة غير حكومية أمريكية)، إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز حاجز 150 ألف قتيل.

برأيكم،


* كيف يمكن مساعدة المدنيين في الفاشر؟
* من يتحمل مسؤولية المعاناة الإنسانية المتزايد في الفاشر؟
* لماذا تُصر قوات الدعم السريع على فرض حصار على المدينة؟
* لماذا لا يسمح الجيش السوداني والدعم السريع بهدنة لمساعدة المدنيين العالقين؟
* وهل يبذل المجتمع الدولي ما يكفي لمساعدة المدنيين في الفاشر؟

نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 17 أكتوبر/تشرين الأول.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا .

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا