آخر الأخبار

خطة ترامب بشأن غزة: "بلا سلاح" و"مجلس السلام" يحكم القطاع، ما أبرز بنود الخطة لإنهاء الحرب؟

شارك
مصدر الصورة

كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين في قطاع غزة، التي تتضمن نزع السلاح من القطاع وآلية لإدارته وإعادة إعماره، فضلاً عن تبادل للرهائن والسجناء الأحياء والأموات.

وتحدث ترامب عن خطته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، الذي عبر عن دعمه للمقترح، فيما تعهدت حماس أنها ستدرس المقترح "بحسن نية" وفقاً لما نقلته رويترز.

ووفقاً لبنود الخطة فإن سكان القطاع "لن يُجبروا" على الخروج منه، وهو موقف لوح فيه ترامب ونتنياهو سابقاً، وقوبل برفض عربي حينها.

وتشير الخطة إلى نشر قوة دولية في القطاع بالتزامن مع انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي.

ما بنود خطة ترامب؟

مصدر الصورة

وتتضمن خطة، ترامب، حزمة من البنود السياسية والأمنية والإنسانية، تهدف إلى "إنهاء القتال، وتثبيت هدنة دائمة، وتهيئة الظروف لإعادة إعمار القطاع". وهذا أبرز ما ورد فيها:

البنود الأمنية والعسكرية:

- وقف فوري لإطلاق النار، يتبعه انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، وذلك فور قبول الطرفين بالخطة.

- خلال 72 ساعة من قبول إسرائيل بالخطة، سيفرج عن جميع الرهائن الإسرائيليين (أحياء وأموات).

- مقابل ذلك، تفرج إسرائيل عن 250 سجيناً فلسطينياً من ذوي أحكام المؤبدات، إضافة إلى 1,700 معتقل من غزة تم احتجازهم بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

- مقابل الإفراج عن كل رفات إسرائيلي، ستفرج إسرائيل بالمقابل عن رفات 15 غزياً.

الترتيبات السياسية والأمنية في غزة:

- تحويل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح وخالية من "الإرهاب" و"لا تشكل تهديداً لجيرانها"، وفق تعبير الخطة.

- منح عفو لعناصر حماس الذين يسلمون أسلحتهم ويقبلون بـ "العيش السلمي"، ومن يُفضل مغادرة القطاع، سيُسمح له بـ "الخروج الآمن" إلى الوجهة التي تقبل استقباله.

- ستدار غزة عبر حكم انتقالي مؤقت من قبل لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، تتولى تقديم الخدمات اليومية للسكان، وتتكون من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين، تحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة تُسمى "مجلس السلام"، برئاسة دونالد ترامب، مع شخصيات وقادة آخرين، بينهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

- بحسب بنود أخرى وردت في الخطة، ستعمل الولايات المتحدة مع "شركاء عرب ودوليين لتشكيل قوة دولية لإرساء الاستقرار على أن تنتشر فوراً في غزة". وستتولى هذه القوة تدريب ودعم "قوات الشرطة الفلسطينية المتوافق عليها" بالتشاور مع الأردن ومصر.

- ستوافق حماس والفصائل الأخرى على ألا يكون لها أي دور على الإطلاق في حكم غزة، بشكل مباشر أو غير مباشر. وسيتم تدمير جميع البنى التحتية العسكرية، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة. وسيشرف مراقبون مستقلون على نزع سلاح غزة.

- وفقاً للخطة "ستلتزم غزة الجديدة التزاماً كاملاً ببناء اقتصاد مزدهر والتعايش السلمي مع جيرانها".

- سيعمل الشركاء الإقليميون على ضمان أن تفي حماس والفصائل ذات الصلة بالتزاماتها وألا تشكل غزة الجديدة أي تهديد.

- لن تقوم إسرائيل باحتلال غزة أو ضمها. وسيقوم الجيش الإسرائيلي بتسليم ما يحتله من غزة تدريجياً إلى قوة الاستقرار الدولية.

الشق الإنساني وإعادة الإعمار:

- فور قبول هذا الاتفاق، سيتمّ فوراً إدخال مساعدات كاملة إلى قطاع غزة. ستكون كميات المساعدات متوافقة على الأقلّ مع تلك المنصوص عليها في اتفاق 19 يناير/كانون الثاني 2025 بشأن المساعدات الإنسانية، بما في ذلك إعادة تأهيل البنى التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي)، وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، ووصول المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرق.

- الإغاثة ستدار من خلال الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وجهات دولية أخرى غير مرتبطة بأي من الطرفين.

- إعادة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين وفق آلية تستند إلى ما اتفق عليه في 19 يناير/ كانون الثاني.

- "لن يجبر" المقترح سكان القطاع على مغادرته مع منحهم حرية الخروج والعودة، مع "تشجيع الناس على البقاء وتقديم الفرصة لهم لبناء غزة أفضل" وفق ما ذكرت الخطة.

التنمية الاقتصادية:

- إطلاق خطة اقتصادية متكاملة لإعادة إعمار غزة، بإشراف خبراء شاركوا سابقاً في مشاريع بناء "مدن حديثة" في الشرق الأوسط.

- إنشاء منطقة اقتصادية خاصة تتمتع بامتيازات جمركية وحوافز استثمارية.

وفي السياق، تتسم الخطة بالغموض فيما يتعلق بمسار إقامة الدولة الفلسطينية، وفق وكالة رويترز، فهي تقول إنه بينما تتقدم عملية إعادة تطوير غزة وعندما يتم إصلاح السلطة الفلسطينية، "قد تتوافر الظروف أخيراً لمسار موثوق لتقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما نعترف به كطموح للشعب الفلسطيني".

فيما ستقيم الولايات المتحدة حواراً بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على "أفق سياسي لتعايش سلمي ومزدهر"، وفق الخطة.

انسحاب إسرائيلي تدريجي

وتُظهر خريطة ميدانية نشرها البيت الأبيض مراحل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، موزعة على ثلاثة خطوط ملونة ومنطقة مظللة، كل منها يحمل دلالات ضمن إطار الخطة.

اللون الأزرق: مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، ويُعد نقطة الانطلاق في تنفيذ مراحل الانسحاب.

اللون الأصفر: المرحلة الأولى من الانسحاب، وتتزامن مع عملية الإفراج عن الرهائن.

اللون الأحمر: المرحلة الثانية من الانسحاب، ونشر قوة الاستقرار الدولية.

المنظقة المظللة: المرحلة الثالثة والأخيرة من الانسحاب، وتشكل منطقة أمنية عازلة.

مصدر الصورة

نتنياهو يهدد إذا رفضت حماس الخطة

مصدر الصورة

وخلال المؤتمر الصحفي مع ترامب في البيت الأبيض، قال نتنياهو: "أدعم خطتكم لإنهاء الحرب في غزة، التي تحقق أهدافنا الحربية. ستعيد إلى إسرائيل جميع رهائننا، وتفكك القدرات العسكرية لحماس، وتنهي حكمها السياسي، وتضمن ألا تشكل غزة مجدداً تهديداً لإسرائيل".

وأضاف أن إسرائيل تتخذ "خطوة حاسمة نحو إنهاء الحرب في غزة"، مشيراً إلى أن مستقبل القطاع سيشهد "تحولاً جذرياً" في حال تنفيذ الخطة المطروحة.

وأكد نتنياهو أن إسرائيل "ستحتفظ بالمسؤولية عن الأمن" في غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية، مضيفاً أن انسحاب القوات الإسرائيلية سيكون مشروطاً بـ"حجم نزع سلاح حماس"، الذي وصفه بأنه عنصر أساسي في أي تسوية.

وحذّر نتنياهو من أن رفض حركة حماس للخطة المطروحة سيقود إسرائيل إلى "إنهاء المهمة بنفسها".

ترامب: "يوم تاريخي من أجل السلام"

مصدر الصورة

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اللقاء مع نتنياهو بأنه "يوم تاريخي من أجل السلام"، معرباً عن تفاؤله بإمكانية الحصول على "رد إيجابي" من حماس بشأن خطته لإنهاء الحرب.

وأوضح ترامب أن المحادثات تناولت ملفات متعددة، من بينها الملف النووي الإيراني، والتعاون التجاري، وتوسيع نطاق الاتفاقيات الإبراهيمية، إلى جانب ما وصفه بـ"الملف الأهم"، وهو وقف الحرب الدائرة في غزة، معتبراً أن ذلك يمثل خطوة نحو "سلام دائم طال انتظاره في الشرق الأوسط".

وبعدما وجّه شكره لنتنياهو على دعمه المقترح، قال ترامب إن الخطة "ستمهد الطريق لمرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار في المنطقة"، كما أثنى على مساهمات الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى الحلفاء الأوروبيين، في تطوير بنود المبادرة.

الجهاد الإسلامي: وصفة لتفجير المنطقة"

أعلنت حركة الجهاد الإسلامي -التي تقاتل إلى جانب حماس-، أن خطة ترامب "وصفة لاستمرار العدوان" على الشعب الفلسطيني.

وقال الأمين العام للحركة زياد النخالة في بيان: "ما تم الإعلان عنه في المؤتمر الصحفي بين ترامب ونتنياهو هو اتفاق أمريكي-إسرائيلي، وهو تعبير عن موقف إسرائيل بالكامل، وهو وصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني... وصفة لتفجير المنطقة".

في المقابل، تعهدت حركة حماس للوسطاء بمراجعة الخطة "بحسن نية، وستقدم الرد"، وفقاً لمسؤول أطلع رويترز على المحادثات.

يأتي هذا فيما نقلت وكالة صفا الفلسطينية عن القيادي في حركة حماس، طاهر النونو، أن "سلاح المقاومة مرتبط بإقامة دولة فلسطينية".

ترحيب عربي وغربي

في غضون ذلك، لاقى المقترح الأمريكي ترحيبياً عربياً وغربياً واسعاً.

ورحب وزراء خارجية 8 دول عربية ومسلمة بـ "الدور القيادي" لترامب و"جهوده الصادقة" لإنهاء حرب غزة، وأكدوا "ثقتهم بقدرته على إيجاد طريق للسلام".

وقال بيان مشترك لوزراء خارجية مصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر، إنَّ الوزراء يرحبون بإعلان ترامب "عن مقترحه الذي يتضمن إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة ومنع تهجير الشعب الفلسطيني ودفع عجلة السلام الشامل، وكذلك إعلانه بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية"، وشددوا على "أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في ترسيخ السلام في المنطقة".

وأكد الوزراء "استعدادهم للتعاون بشكل إيجابي وبنّاء مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية لإتمام الاتفاق وضمان تنفيذه، بما يضمن السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة"، على ما ذكر البيان.

كما أكدوا "التزامهم المشترك" بالعمل مع واشنطن لإنهاء الحرب عبر "اتفاق شامل يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع دون قيود، وعدم تهجير الفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن، وإنشاء آلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإعادة إعمار غزة، وتكريس مسار للسلام العادل على أساس حل الدولتين، يتم بموجبه توحيد غزة بشكل كامل مع الضفة الغربية في دولة فلسطينية وفقاً للقانون الدولي باعتبار ذلك مفتاحاً لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين".

وقالت السلطة الفلسطينية التي رحبت بجهود ترامب "الصادقة والحثيثة" لإنهاء الحرب، إنها تريد "دولة فلسطينية ديموقراطية عصرية، غير مسلحة، تلتزم بالتعددية والتداول السلمي للسلطة".

وأكدت السلطة "الالتزام بتنفيذ برنامج تطوير المناهج الدراسية وفق معايير اليونسكو خلال عامين، وإلغاء القوانين واللوائح التي يتم بموجبها الدفع لعائلات الأسرى والشهداء وإنشاء نظام رعاية اجتماعية موحد، يخضع للتدقيق الدولي".

من جانبه، أشاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير بخطة ترامب التي من المقرر أن يؤدي فيها بلير دوراً رئيسياً، واصفاً إياها بـ"الشجاعة والذكية".

وقال بلير في بيان: "لقد عرض الرئيس ترامب خطة شجاعة وذكية، يمكن إذا تم الاتفاق عليها أن تُنهي الحرب، وتُدخل الإغاثة الفورية لقطاع غزة، وتمنح فرصة لمستقبل أكثر إشراقاً وأفضل لسكانه، مع ضمان الأمن المطلق والمستمر لإسرائيل والإفراج عن جميع الرهائن".

من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إنّ المملكة المتّحدة "تدعم بقوة" خطة ترامب.

ورحّب رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، بالخطة، وحثَّ كلّ الأطراف على "اغتنام هذه الفرصة لإعطاء السلام فرصة حقيقية"، معتبراً الردّ "الإيجابي" لنتنياهو عليها "مشجّعاً".

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عبر منصة إكس: "آمل بالتزام إسرائيلي حاسم على هذا الأساس. لا خيار آخر لحماس سوى أن تفرج فوراً عن جميع الرهائن وتلتزم هذه الخطة".

ووصفت الحكومة الإيطالية، خطة ترامب، بـ "الطموحة الهادفة إلى إرساء الاستقرار وتنمية قطاع غزة"، ورأت فيها "منعطفاً ممكناً".

ورأى وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول أن الخطة الأمريكية "تقدّم فرصة فريدة لإنهاء الحرب المروّعة في قطاع غزة، وتقدّم الأمل لمئات آلاف الأشخاص الذين يعانون في غزة من القتال المرير والاعتقال الوحشي وأزمة إنسانية تفوق الوصف".

اعتذار إسرائيلي لقطر

من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن نتنياهو، عبر لرئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، عن "أسفه" للهجوم الذي نفذته إسرائيل على الدوحة، وذلك خلال اتصال هاتفي ثلاثي بمشاركة ترامب.

وأوضح البيت الأبيض في بيان، أن نتنياهو "أبدى أسفه لانتهاك إسرائيل للسيادة القطرية" و"أكد أن إسرائيل لن تنفذ مثل هذا الهجوم مرة أخرى في المستقبل".

وأضاف البيان، أن "نتنياهو أبدى أسفه البالغ بسبب مقتل فرد أمن قطري دون قصد في الضربة الصاروخية الإسرائيلية على قيادات حماس في قطر".

وناقش القادة مقترحاً لإنهاء الحرب في غزة وآفاق شرق أوسط أكثر أماناً، كما وافق القادة على اقتراح ترامب بإنشاء آلية ثلاثية الأطراف، وفق البيت الأبيض.

وأشار البيت الأبيض، إلى أن ترامب أبدى رغبته في وضع العلاقات الإسرائيلية القطرية على مسار إيجابي بعد سنوات من الشكاوى المتبادلة وسوء الفهم.

وأعلنت الخارجية القطرية في بيان أن إسرائيل قدمت اعتذاراً عن الهجوم الذي استهدف دولة قطر.

يأتي هذا فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، أنه من المحتمل أن تدفع إسرائيل تعويضات لعائلة ضابط الأمن القطري الذي قُتل في الهجوم الإسرائيلي على العاصمة الدوحة.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا دونالد ترامب اسرائيل حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا