آخر الأخبار

ما أهمية "طوفان" الاعترافات بدولة فلسطين؟ وما حدود رد إسرائيل؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

أثار اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال رسميا بدولة فلسطين جملة من التساؤلات عن مدى أهميته وتأثيره على القضية الفلسطينية وحرب الإبادة في قطاع غزة ومخططات الضم والتهويد والاستيطان في الضفة الغربية .

وفي خضم موجة الاعترافات المتتالية، حظي اعتراف بريطانيا بأهمية خاصة، إذ كانت قد وضعت الأساس لإنشاء "دولة إسرائيل "، التي بدا الغضب واضحا في رد سياسييها على الخطوة، واعتبروها مكافأة كبيرة لـ"الإرهاب" على حد وصفهم.

ومن هذا المنطق، يؤكد أستاذ النزاعات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات إبراهيم فريحات أهمية الاعترافات الغربية بدولة فلسطين، إذ كسرت إجماع الموقف من إسرائيل، وتعني كثيرا لقضية فلسطين ومشروعها الوطني.

ويبرز لأول مرة -وفق حديث فريحات لبرنامج "مسار الأحداث"- انفصال بين المسارين الأوروبي والأميركي منذ اتفاق أوسلو ، مما يضع ضغطا كبيرا على الإدارة الأميركية.

كما أتت هذه الاعترافات بعد تغيير المواقف الغربية وإجبارها على الاستماع لضغط الشارع، وأكد فريحات أنه "ما لم يتغير بالضغط فإنه يتغير بمزيد من الضغط"، في ظل مضي إسرائيل في مشروع الضم وحسم الصراع وإنهاء القضية الفلسطينية.

في الإطار ذاته، قال زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربن، إن الاعتراف البريطاني يبقى خطوة مهمة إلى الأمام، ويأتي ثمرة سنوات من حملات مناصرة القضية الفلسطينية وضغط الرأي العام في بريطانيا.

ماذا بعد؟

لكن الاعترافات وحدها لن تقدم كثيرا، في وقت يتعرض فيه سكان غزة للإبادة والتجويع، إذ طالب فريحات بضرورة أن تقترن بخطوات عملية، مثل فرض عقوبات على إسرائيل، حيث لم يستبعد ذلك في ظل تحول الموقف الرسمي الأوروبي.

وشدد كوربن على ضرورة أن يتبع الاعتراف فرض عقوبات على إسرائيل لوقف حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة، ضمن خطوات وقف الإبادة والتجويع وإنقاذ أرواح الأطفال والمدنيين ووقف التهجير القسري.

إعلان

وأعرب عن قناعته بأن الخطوة التالية يجب أن تكون وقف إمداد إسرائيل بالأسلحة، مؤكدا أن الحكومة البريطانية عليها مسؤولية تاريخية وسوف تتعرض لضغوطات أكبر لإقرار ذلك خاصة أن الولايات المتحدة صارت منعزلة.

جنون إسرائيلي

أما الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين فقد وصف ردود إسرائيل على الاعترافات بالجنون، إذ كانت تتعامل سابقا معها كورقة مناورات، قبل أن تضع نفسها في فخ.

لكن طوفان الاعترافات -حسب جبارين- تحول إلى بنية تحتية تعيد تعريف إسرائيل من "دولة محاصرة إلى قوة احتلال دائم، مما يضرب صلب المشروع الصهيوني".

وبناء على ذلك، يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقاربة الرد على أنه "رد مشترك مع الولايات المتحدة، وإظهار إسرائيل تواجه المجتمع الدولي بدعم أميركي كبير".

ولم يستبعد جبارين إقدام إسرائيل -التي بدأت تخشى فعليا "دفع الأثمان"- على ضم أجزاء من الضفة ومعاقبة السلطة الفلسطينية في محاولة منها لقتل ملاذ الدولة الفلسطينية، لكنه توقع أن يكون سقف الرد محدودا بإملاءات أميركية.

كما أن أي خطوة إسرائيلية قد تؤدي إلى عواقب أمنية ودبلوماسية مثل اندلاع موجة أخرى من الاعترافات وتصعيد أكبر من الدول الغربية التي اعترفت رسميا بدولة فلسطين.

في المقابل، يرى مسؤول الاتصالات السابق في البيت الأبيض مارك فايفل الاعترافات شكلية وذات تأثير محدود على عملية السلام برمتها في الشرق الأوسط ومفاوضات التوصل لوقف إطلاق النار بغزة.

واستبعد فايفل استمرار نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو في التعامل مع الإسرائيليين والفلسطينيين بعد فشل الإستراتيجية بشأن حرب غزة، رغم قناعة المسؤول السابق بأن حل الدولتين لا يزال بعيد المنال.

وفي سياق متصل، نقلت القناة الـ15 الإسرائيلية عن مصدر سياسي، إن روبيو أعطى إسرائيل ضوءا أخضر لفرض السيادة في الضفة الغربية.

كما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين أوروبيين، إنه إذا كان نتنياهو وحكومته يسعون لتعزيز احتلال الضفة فسيتحملون العواقب.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا