آخر الأخبار

إضراب عمال النظافة يغرق تعز بالنفايات ومخاوف من تفشي الأوبئة

شارك

تعز- يواصل عمال النظافة الاعتصام أمام مقر السلطة المحلية في قلب مدينة تعز ، احتجاجا على اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة إفتهان المشهري، مما أدى إلى تكدس أكوام القمامة بشكل كبير، وسط مخاوف من مخاطر صحية قد تؤثر على سلامة المواطنين، في بلد يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.

ومن بين هؤلاء المعتصمين والعمال المضربين عن العمل شهاب التبيع، مسؤول قطاع النظافة في عدة أحياء تمتد من دوار المرور إلى نقطة الهنجر التي تمثل المدخل الغربي للمدينة، إذ يبدو عليه الحزن والغضب من حادثة اغتيال المشهري (45 عاما) بنيران مسلحين صباح يوم الخميس الماضي.

وبنبرة غاضبة وساخطة يتحدث التبيع للجزيرة نت "نحن هنا نعتصم كل يوم، ولا أعود إلى منزلي إلا منتصف الليل، لا نريد شيئا سوى تحقيق العدالة بالقبض على قتلة الأستاذة إفتهان ومحاكمتهم".

وأضاف "لا نستطيع العودة للعمل إلا بعودة الأمن والأمان، صحيح إضرابنا سبب كارثة بيئية غير مسبوقة في تعز، لكن الإضراب سلاحنا لتحقيق العدالة".

جريمة صادمة

اغتيلت المشهري بنحو 20 طلقة اخترقت رأسها أثناء مرورها بسيارتها في شارع سنان وسط مدينة تعز صباح الخميس، وتحولت الحادثة إلى قضية رأي عام خلقت غضبا واسعا في أرجاء البلاد.

وقوبلت الحادثة بإدانات واسعة من قبل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا وجماعة أنصار الله، إضافة إلى أحزاب سياسية ونقابات ومنظمات حقوقية متعددة.

وأعلنت السلطات الأمنية في تعز القبض على عدد من المتهمين بارتكاب الجريمة، وتعهدت في أكثر من بيان بضبط جميع الجناة حتى تحقيق العدالة.

واليوم الأحد، شهدت مدينة تعز مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من المحتجين، ورفعوا فيها صور المشهري ولافتات تطالب بسرعة القبض على الجناة ومحاسبتهم فورا، كما سبق أن شهدت المدينة عددا من الوقفات الاحتجاجية بينها وقفات نسوية غاضبة تم تنفيذها أمام مقر إدارة الأمن.

مصدر الصورة تكدس القمامة في معظم أحياء وشوارع تعز عقب إضراب عمال النظافة (الجزيرة)

لا حل قريب

وحول الأضرار البيئية لتكدس النفايات علق التبيع "نعتذر كل الاعتذار لجميع المواطنين، نحن لدينا عائلات وأولاد مثلكم وقد يتعرضون لمخاطر صحية؛ لكن الحل ليس بأيدينا بل بأيدي السلطات التي ينبغي أن توفر لنا الأمان والعدالة".

إعلان

وأشار إلى أن حادثة اغتيال المشهري سبقها الاعتداء بالرصاص على أحد عمال النظافة في شارع التحرير وسط المدينة، قبل شهر ونصف، ولم يتم ضبط المتهم، وجميع العمال حاليا متأثرون كثيرا من هذه الأحداث التي تهدد حياتهم.

وحول مدى إمكانية الوصول إلى حل قريب لهذا الوضع أوضح التبيع "لا أتوقع ذلك، سلطات الدولة ضعيفة والمحافظ غير موجود في المحافظة، وعمال النظافة متمسكون بمطالبهم، وهذا الإضراب هو سلاحنا الوحيد لتنفيذ مطالبنا واستعادة أمننا واستقرارنا داخل الشوارع".

مصدر الصورة المواطنون اشتكوا من انتشار الروائح وقلقون على صحتهم بسبب تكدس القمامة (الجزيرة)

روائح كريهة

في شارع جمال، أهم شوارع مدينة تعز، تتكدس أكوام القمامة منذ أيام، ناشرة روائح كريهة وصلت حتى الطوابق العليا من المباني السكنية.

ويقول الناشط المجتمعي علي الصبري، الذي يقطن في الدور الخامس في إحدى العمارات المطلة على الشارع "الرائحة النتنة تصل إلى شقتي ولا نستطيع التنفس".

وأضاف للجزيرة نت "هذه الروائح لا تطاق، والوضع بات مأساويا في ظل تكدس القمامة وازدياد حجمها مع مرور كل ساعة"، وتابع "حتى البعوض والذباب أول مرة أراها بهذا الانتشار، حيث تصعد حتى إلى الطوابق العليا".

وناشد السلطات تحقيق مطالب عمال النظافة حتى يعود الوضع كما كان، "قبل أن نشهد كارثة صحية نحن في غنى عنها"، حسب تعبيره.

أما المواطن عبدالله الحمادي فقد عجز عن المرور في شارع جمال نتيجة الروائح الكريهة واضطر إلى ارتداء كمامة نتيجة معاناته من بعض الأمراض.

وقال للجزيرة نت "انظر كيف بات الوضع، النفايات تسيطر على معظم شوارع المدينة، وبراميل القمامة امتلأت في أغلب الحارات، وصحتنا في خطر إذا لم يرحمنا الله برحمته".

ونبه إلى أن نزول الأمطار يوم أمس السبت زاد من خطورة الوضع، حيث تجمعت المياه في أماكن وجود القمامة، وأنتجت روائح كريهة، ما قد يهدد بانتشار أمراض خطيرة.

مصدر الصورة الآلاف تظاهروا تنديدا باغتيال المشهري في تعز (الجزيرة)

مخاطر متعددة

تأتي هذه الأزمة بعد أن شهدت تعز هذا العام أزمات متكررة، بينها ندرة مياه الشرب، وعدم ضبط أسعار الأدوية التي باتت بعيدة عن متناول الكثيرين، فضلا عن استمرار انتشار بعض الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة.

وفي السياق، يحذر تيسير السامعي، مدير الإعلام في مكتب وزارة الصحة بتعز، من مخاطر متعددة لتكدس القمامة في المدينة، مشيرا -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن تراكم النفايات يؤدي إلى انتشار الأوبئة وزيادة الأمراض، خاصة الكوليرا والأمراض المعوية.

ونبه إلى أن تكدس القمامة يشكل بيئة خصبة للبعوض والحشرات والقوارض التي تنقل الأمراض، لافتا إلى أن هذا الوضع يفاقم من مشاكل تلوث المياه والهواء.

وأشار إلى أن الروائح الكريهة والدخان الناتج عن إحراق النفايات من قبل بعض المواطنين يؤديان إلى تهيج الجهاز التنفسي، مما يزيد من حدة حالات الربو والحساسية الصدرية، كما أن التلوث المباشر بالنفايات أو المياه الراكدة يسبب مشاكل جلدية متعددة تشمل التهابات وحكة وظهور أمراض على البشرة.

ولفت إلى أن الوضع الصحي حاليا يواجه واحدة من أسوأ الأزمات على مستوى العالم، وأن تكدس القمامة يفاقم المشاكل الطبية التي يعاني منها البلد عموما وتعز خصوصا التي تعد أكبر المحافظات سكانا في اليمن.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا