أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه يستعد لضرب مدينة غزة "بقوة غير مسبوقة"، داعيا السكان إلى إخلاء المنطقة التي تعرّضت لقصف مكثّف منذ بدء هجومه البري فيها الثلاثاء.
وتعدّ مدينة غزة كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظا بالسكان لا سيما بعد أن تكدس فيها عدد كبير من النازحين بعد تدمير بلداتهم في الشمال.
وكانت الأمم المتحدة قدّرت في أغسطس عدد سكانها ومحيطها بأكثر من مليون نسمة.
والجمعة قال الجيش الإسرائيلي إن نحو 480 ألفا نزحوا منها خلال الأيام الأخيرة.
وقال المتحدث باللغة العربية باسم الجيش أفيخاي أدرعي في منشور على منصة إكس، إن الجيش "سيواصل العمل بقوة شديدة وغير مسبوقة ضد حماس وباقي المنظمات الإرهابية"، مضيفا "من هذه اللحظة يتسنى الانتقال جنوبا عبر شارع الرشيد فقط حفاظا على سلامتكم".
وأنذر من بقوا في المدينة الواقعة في شمال قطاع غزة، بالانضمام "إلى مئات الآلاف من سكان المدينة الذين انتقلوا جنوبا إلى المنطقة الإنسانية".
وأفادت مستشفيات وطواقم الإسعاف والطوارئ بأن 33 فلسطينيا على الأقل قتلوا في الغارات والقصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع غزة منذ منتصف ليل الخميس-الجمعة.
وفي الأيام الأخيرة، بدأت إسرائيل تنفيذ عمليات قصف مكثّفة على مدينة غزة، ما أدى إلى نزوح مزيد من السكان باتجاه الغرب والجنوب.
والثلاثاء، أعلنت بدء الحملة البرية والجوية في غزة، في إطار هدفها المعلن للسيطرة الكاملة على المدينة التي تعتبرها آخر معاقل حركة حماس.
وأصبحت الطريق الساحلية على طول القطاع مكتظة بالنازحين نحو الجنوب، سيرا أو في سيارات أو على عربات تجرّها حمير، بحسب ما أفاد مراسلو فرانس برس.
وفيما أثار توسيع إسرائيل الهجوم على مدينة غزة تنديدا دوليا، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن أسفه للوضع "غير المقبول أخلاقيا وسياسيا وقانونيا" في القطاع.
من جانبها، حثّت باريس إسرائيل على "وضع حد لهذه الحملة المدمّرة"، بينما وصفتها لندن بأنها "غير مسؤولة ومروّعة تماما".
وجاء التصعيد الكبير في غزة الثلاثاء فيما اتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلّفة من الأمم المتحدة في اليوم ذاته، إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا للأرقام الرسمية.
وأودت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بحياة ما لا يقل عن 65174 شخصا، معظمهم أيضا من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2.4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.