أثارت أوامر الإخلاء في غزة، اليوم الثلاثاء، حالة من الذعر والارتباك بين السكان، حيث انهالت منشورات إسرائيلية على الفلسطينيين، الذين يعيشون على أنقاض مدينة غزة، وهي تحمل لهم أمرا بمغادرة المدينة، بعد أن قالت إسرائيل إنها على وشك شن هجوم على المنطقة للقضاء على حركة حماس.
ويتوقع سكان المدينة، البالغ عددهم مليون نسمة، هجوما شرسا منذ أسابيع بعد أن وضعت الحكومة الإسرائيلية خطة لتوجيه ضربة قاضية لحماس في ما تقول إنهما آخر معقلين للحركة الفلسطينية.
وقال بعضهم إنه لا خيار أمامهم سوى المغادرة إلى الجنوب، بينما قالت الغالبية العظمى إنها ستبقى في المدينة لأنه لا يوجد أي مكان آخر آمن.
وأكدت أم محمد (55 عاما)، وهي أم لست أطفال "برغم القصف طول الأسبوع إللي فات ما رضيت أطلع، كنت أعاند وما طلعت، بس (حاليا) راح أنزح عند بنتي".
وبدورها قالت أم صامد، وهي أم لخمسة أطفال تبلغ من العمر 59 عاما، إن الاختيار الآن ما بين "تبقى ونموت في مدينة غزة ولا نرد على أوامر إسرائيل وننزح من غزة وبعدها نموت في الجنوب".
وأعلنت السلطات الصحية في غزة أنها ستخلي المستشفيين الرئيسيين العاملين في مدينة غزة، وهما الشفاء والأهلي، موضحة أن الأطباء لن يتركوا المرضى دون رعاية.
"إعصار مدو"
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش سيكثف حملته لتصبح "إعصارا مدويا " إذا لم تفرج حماس عن آخر الرهائن المحتجزين لديها وتستسلم.
واستدعت إسرائيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للقيام بعملية برية. وقال نتنياهو إن القوات الإسرائيلية تنظم صفوفها وتتجمع في مدينة غزة لإجراء "مناورة" برية، لكن اليوم لم يشهد حتى الآن تقدما جديدا للدبابات لتكثيف الهجوم البري.
وتعمل القوات الإسرائيلية على مشارف مدينة غزة منذ الشهر الماضي. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر بالفعل على 40 بالمئة من المدينة.
وقد تعقد عملية إسرائيلية جديدة جهود وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الدائرة منذ قرابة عامين.
وانعقدت آمال على جهود الوساطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لمنع إسرائيل من تنفيذ خطة السيطرة على أكبر مركز حضري في القطاع.
انتقادات دولية
وقالت دول أوروبية عدة، تشعر بالغضب من القصف الإسرائيلي في غزة، إنها ستعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، وهي خطوة ترفضها إسرائيل.
ويقول منتقدون دوليون إن خطة إسرائيل، التي تتضمن إخلاء القطاع بأكمله من السلاح مع السيطرة الأمنية عليه، قد تفاقم المحنة الإنسانية لسكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة والذين يتعرضون لخطر المجاعة.
وتتعرض إسرائيل لضغوط من دول عربية وغربية بسبب ممارساتها في حرب غزة. وأعلن مرصد عالمي للجوع، تعتمد عليه الأمم المتحدة، عن مجاعة في مناطق بالقطاع، منها مدينة غزة.
وقال نتنياهو إنه لا خيار أمام إسرائيل سوى إكمال المهمة وهزيمة حماس لأنها ترفض إلقاء سلاحها. وتؤكد الحركة أنها لن تتخلى عن سلاحها إلا في حالة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.