في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
غزة – في زاوية داخل مزرعة دجاج قيد الإنشاء (فقاسة) ب منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة يقيم ناهض أبو عرمانة وأسرته، وأسر أخرى نازحة، تقطعت بهم السبل، في ظل أوامر إخلاء إسرائيلية متكررة، تؤدي باستمرار إلى تقليص مساحة وجود الكثافة السكانية في القطاع.
لا تحتمل منطقة المواصي، وهي شريط ساحلي ضيق وصغير، المزيد من النازحين، حيث تترامى فيها خيام متلاصقة على امتداد البصر، وبدون بنية تحتية، وتنعدم فيها مقومات الحياة الأساسية.
ونتيجة عدم توفر أماكن مهيأة للنزوح، وأزمة خيام جراء منع الاحتلال إدخالها منذ تشديد الحصار وإغلاق المعابر في 2 مارس/آذار الماضي، يذهب نازحون لكل مكان متاح ويحولونه لمركز إيواء.
ويقدّر المكتب الإعلامي الحكومي نسبة العجز في الإيواء بأكثر من 96%، ولم تعد مناطق جنوب القطاع قادرة على استيعاب مزيد من النازحين، في ظل مخططات إسرائيلية متنامية لتهجير نحو مليون فلسطيني من مدينة غزة في الشمال، تمهيدا لاجتياح المدينة وتدميرها.
ويؤكد المكتب، في بيان، أنه "لا تتوفر مساحات آمنة للنزوح في جنوب قطاع غزة، إذ يفرض جيش الاحتلال سيطرته العسكرية على ما يقارب 77% من مساحته (نحو 360 كيلومترا مربعا)، ما يجعل أي عملية نزوح جديدة شبه مستحيلة وتهدد حياة النازحين".
وتؤوي مدينة خان يونس، كبرى مدن القطاع من حيث المساحة، في نصفها الغربي، الذي يضم منطقة المواصي، نحو 800 ألف من سكانها والنازحين إليها، جلهم من مدينة رفح المجاورة التي دمرها الاحتلال كليا.
ورصدت الجزيرة نت -في جولة لها بمنطقة المواصي- حكايات لنازحين في أماكن غريبة وغير صالحة للسكن والحياة، ففي حين نزح أبو عرمانة إلى مزرعة دجاج، أوت الأرملة الثلاثينية غدير العرجا مع أطفالها الأيتام لكنيس مهجور يُعرف بين الغزيين بأن قوات الاحتلال خلفته وراءها بعد انسحابها من مستوطنات القطاع في عام 2005.
وقد وجد المحامي سالم الجزار له مكانا أقام به خيمة للنزوح والعمل كمكتب محاماة داخل جامعة الأقصى المكتظة عن آخرها بآلاف العائلات النازحة.