مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تصبح الرحلات إلى الشواطئ والمسابح واللعب في الحدائق من الأنشطة اليومية المفضلة للأطفال والعائلات. لكن خلف هذه اللحظات الممتعة قد تكمن أخطار صحية حقيقية ناجمة عن التعرض المطوّل لأشعة الشمس، والتي قد تصل في بعض الحالات إلى تهديد الحياة.
فرغم أن التعرض المفرط للشمس قد يسبب مضاعفات صحية لأي شخص، فإن الأطفال -وخصوصا من هم دون سن الرابعة- يُعدّون من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري. ويُعزى ذلك إلى ضعف قدرة أجسامهم على تنظيم حرارة الجسم، إضافة إلى عدم وعيهم لحاجتهم إلى شرب الماء أو تخفيف الملابس لتبريد أجسامهم.
كما أن الأطفال والمراهقين غالبا ما يندمجون في اللعب أو النشاط البدني دون انتباه للإرهاق أو ارتفاع حرارة أجسامهم، مما يزيد من خطر تعرضهم لمشكلات صحية مرتبطة بالحر الشديد، مثل الإجهاد الحراري أو ضربة الشمس.
الإجهاد الحراري وضربة الشمس
يحدث الإجهاد الحراري عندما يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء والأملاح؛ عادة بسبب التعرق، ويمكن السيطرة عليه والتعامل معه سريعا إذا تم التدخل في الوقت المناسب، أما ضربة الشمس فهي حالة طبية طارئة وخطيرة، تحدث عندما يفقد الجسم قدرته على تنظيم درجة حرارته الداخلية.
ورغم تشابه أعراضهما، فإن ضربة الشمس تعد أكثر خطورة وقد تؤدي إلى الوفاة، ولهذا من الضروري مراقبة المصاب عن كثب، إذ إن عدم تحسن أعراض الإجهاد الحراري خلال 30 دقيقة قد يعني تطور الحالة إلى ضربة شمس تستدعي تدخلا طبيا عاجلا، بحسب ما أفادت به الخدمة الصحية الوطنية البريطانية.
وعادة ما تتشابه أعراض الإجهاد الحراري لدى البالغين والأطفال، لكن الأطفال قد يُظهرون انفعالية زائدة وسرعة في التهيج أكثر من البالغين.
وإذا ظهرت علامات الإجهاد الحراري على الطفل، يجب تبريده بسرعة عبر الخطوات التالية:
إذا فقد الجسم قدرته على تبريد نفسه، ولم تتحسن الأعراض خلال 30 دقيقة، فقد يكون ذلك مؤشرا على الإصابة بضربة شمس، وهي حالة طبية طارئة إذا لم تعالج بسرعة، قد تسبب تلفا في أعضاء حيوية مثل القلب، الكلى، العضلات، الكبد، الرئتين أو الدماغ، ويزداد خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة، قد تصل إلى الوفاة.
وفي حالة ملاحظة أي من أعراض ضربة الشمس التالية يجب الاتصال بالإسعاف ومحاولة تبريد الطفل حتى وصول المساعدة الطبية، وتشمل الأعراض:
لحماية الأطفال وتجنب تعرضهم للإجهاد الحراري أو ضربة الشمس، إليك بعض النصائح:
وأجرى عالم الأرصاد الجوية في كاليفورنيا، يان نول، دراسة في عام 2005 حول ارتفاع درجة الحرارة داخل المركبات المغلقة مقارنة بالحرارة في الخارج.
وبحثت الدراسة في حالة وفاة رضيع نتيجة نسيانه داخل سيارة متوقفة في طقس بلغت حرارته نحو 30 درجة مئوية، وتوصلت إلى أن درجة الحرارة داخل السيارة قد تتجاوز نحو 49 درجة مئوية خلال ساعة واحدة فقط.
ولذلك يحذر تماما من ترك الأطفال داخل السيارة، إذ قد يسبب تركه لمدة لا تتعدى 15 دقيقة إلى وفاته، حتى لو كان الطقس معتدلا، أو تم ترك النوافذ مواربة.
لا تتوقف الحماية من الحرارة خارج المنزل فقط، بل يجب أيضا توفير حماية من الحرارة في الداخل، وذلك عن طريق: