آخر الأخبار

كيف ترون استهداف إسرائيل لمناطق داخل سوريا بدعوى "حماية" الدروز؟

شارك
مصدر الصورة

أعلنت إسرائيل تنفيذ ضربة ضد من وصفتهم "متطرفين" هاجموا الدروز في سوريا، في وفاء بتعهدها بحماية هذه الأقلية مع انتشار العنف في مناطق الدروز قرب دمشق الأربعاء 30 أبريل/ نيسان.

وفي بيان مشترك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الجيش الإسرائيلي نفذ "عملية تحذيرية وقصف مجموعة متطرفة" بينما كانت تستعد لمواصلة الهجوم على الدروز في صحنايا.

وأضاف البيان "في الوقت نفسه، وُجهت رسالة إلى النظام السوري مفادها أن إسرائيل تتوقع منه التحرك لمنع إلحاق الأذى بالدروز".

وأعلن الجيش الاسرائيلي إجلاء ثلاثة مصابين من السوريين الدروز من سوريا لتلقي العلاج الطبي في إسرائيل.

رفض سوري

في المقابل، أكد بيان لوزارة الخارجية السورية رفض البلاد "القاطع لجميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية"، دون ذكر إسرائيل.

وشدد البيان على التزام البلاد "الراسخ بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية الكريمة".

وصرح مصدر في وزارة الداخلية السورية لوكالة رويترز للأنباء بأن ضربات بطائرات إسرائيلية مسيرة استهدفت قوات الأمن الحكومية، ما أسفر عن مقتل أحد أفرادها في بلدة صحنايا ذات الأغلبية الدرزية على مشارف دمشق.

وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن عمل عسكري لدعم الدروز السوريين منذ الإطاحة ببشار الأسد، الأمر الذي يمثل تحديا إضافيا لجهود الرئيس أحمد الشرع لبسط سيطرته على البلاد.

ومنذ الإطاحة بالأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، سيطرت إسرائيل على أراض في الجنوب الغربي وتعهدت بحماية الدروز، وفجّرت الكثير من الأسلحة الثقيلة للجيش السوري في الأيام التي تلت الإطاحة بالأسد.

تنديد ومطالبة بقوات دولية

من جانبها نددت فرنسا في بيان لوزارة الخارجية الخميس 1 مايو/ أيار بـ"العنف الطائفي القاتل في حق الدروز في سوريا" داعية كل الأطراف السورية والإقليمية ومن بينها إسرائيل، إلى وقف المواجهات.

وجاء في البيان "تدعو فرنسا كل الأطراف السورية والإقليمية إلى وقف المواجهات وتدعو السلطات السورية إلى بذل كل الجهود لإعادة الهدوء". كما دعا البيان "إسرائيل إلى عدم القيام بأعمال أحادية الجانب من شأنها مفاقمة التوتر الطائفي في سوريا".

كما ندد موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن بأعمال العنف "غير المقبولة"، مطالبا بوقف الضربات الإسرائيلية.

ووصف رئيس طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، وهو أبرز القادة الروحيين الدروز في سوريا، ما حدث بـ"هجمة إبادة غير مبررة" ضد "آمنين في بيوتهم"، وطالب بتدخل "قوات دولية لحفظ السلم".

وقال الهجري إن "القتل الجماعي الممنهج" يتطلب "وبشكل فوري أن تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري".

حماية الدروز

يأتي هذا في وقت أعلنت السلطات السورية نشر قواتها في بلدة صحنايا قرب دمشق لضمان "فرض الأمن".

وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن التوصل إلى "اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق".

وتعهدت السلطات بـ"حماية" جميع المكونات بمن فيهم الدروز، بعيد اشتباكات على خلفية طائفية أسفرت عن مقتل قرابة أربعين شخصا خلال يومين.

تقع منطقة صحنايا، على بعد نحو 15 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة دمشق، ويقطنها دروز ومسيحيون.

وشهدت بلدة أشرفية صحنايا التابعة للمنطقة اشتباكات بين قوات الأمن السورية وقوات رديفة لها من جهة، ومسلحين دروز من سكان المنطقة من جهة أخرى، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب وكالة الأنباء السورية، فإن الاشتباكات بدأت بعد أن هاجمت "مجموعات خارجة عن القانون" من منطقة أشرفية صحنايا حاجزاً يتبع لإدارة الأمن العام مساء الثلاثاء 29 أبريل/ نيسان، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر.

وعقب انتشار تسجيل صوتي نُسب إلى شخص درزي يتضمن إساءات إلى الرسول محمد، تعذر على وكالة فرانس برس التحقق من صحته، اندلعت اشتباكات ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة جرمانا التي يقطنها دروز ومسيحيون.

واتهمت السلطات "مجموعات خارجة عن القانون" بالوقوف خلف الاشتباكات في صحنايا بعدما هاجمت قوات الأمن.

وأكد محافظ ريف دمشق عامر الشيخ أن السلطات تمكنت من "تحييد" هذه المجموعات "وتوقيف غالب عناصرها ومصادرة أسلحتها وفرض الأمن على كامل" البلدة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس 1 مايو/ أيار بأن 73 شخصا على الأقل قتلوا خلال يومين من اشتباكات ذات طابع طائفي، غالبيتهم دروز لقوا حتفهم إثر كمين نصبته "قوات تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع ومسلحون مرتبطون بها".

وقالت مصادر أمنية إن مئات من أفراد قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية انتشروا في صحنايا ومحيطها بعد اتفاق مع شيوخ الدروز. وقال سكان إن الوضع هدأ إلى حد كبير بعد قتال محتدم، ويسمع فقط إطلاق نار متقطع.

وفي شهر مارس/آذار الماضي، هزت بعض المناوشات معقل الدروز في سوريا الواقع في جنوب البلاد، بالقرب من الحدود مع إسرائيل.

وهدد نتنياهو آنذاك ووزير دفاعه يسرائيل كاتس بالتدخل عسكريا إذا أقدمت السلطات السورية الجديدة على القيام بأي عمل عنيف ضد الدروز، وهو ما حدث أخيرا.

وجاء التصعيد حيال الدروز بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري قُتل خلالها قرابة 1700 شخص غالبيتهم العظمى من العلويين.


* كيف ترون استهداف إسرائيل لمناطق داخل سوريا بدعوى "حماية" الدروز؟
* ما تقييمكم مطلب الدروز تدخل قوات دولية لحفظ السلم؟
* ما دلالة أعمال العنف في صحنايا ومن قبلها الساحل السوري؟
* لماذا لم تتمكن الحكومة الجديدة من بسط سيطرتها على كافة مناطق سوريا حتى الآن؟
* كيف يمكن حماية الأقليات في سوريا؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 2 مايو/ أيار.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا