آخر الأخبار

قضية دمنهور: الحكم بالمؤبد على المتهم بهتك عرض "سبايدر مان"

شارك
مصدر الصورة

بملابس شخصية البطل الخارق "سبايدر مان" حضر الطفل، ضحية الاعتداء الجنسي بإحدى المدارس في دلتا مصر، إلى المحكمة يوم الأربعاء، والهدف الأساسي كان لإخفاء هويته.

تقول والدة الطفل في لقاء تلفزيوني إنها لم تتوقع أن يحدث كل هذا التضامن على مواقع التواصل الاجتماعي. وتضيف "شخصية ابني قوية جداً، وكان يتعامل على أنه ذاهب ليأتي بحقه".

وتجمعت حشود كبيرة من الأهالي، والمتضامنين، وعدد من طلاب المدارس في محيط المحكمة، مطالبين بتحقيق العدالة والقصاص العادل للطفل.

وقضت محكمة جنايات دمنهور بمعاقبة متهم بالاعتداء الجنسي على طفل داخل مدرسة خاصة بالمحافظة ذاتها بالسجن المؤبد (25 عاماً) في أولى جلساتها. وقررت المحكمة الاستجابة لطلبات الدفاع عن الطفل، بتعديل القيد والوصف في القضية، وتغيير قرار الإحالة من الاعتداء على الطفل بغير قوة، إلى الاعتداء بالقوة تحت التهديد.

وكانت النيابة قد وجهت للموظف السبعيني اتهامات بهتك عرض طفل يبلغ عمره 6 سنوات بعد استدراجه لإحدى دورات المياه في المدرسة قبل الاعتداء عليه وتهديده بعدم إبلاغ أسرته، وفقاً لمقتطفات من تحقيقات النيابة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت والدة الطفل: "من اليوم هناك صفحة جديدة، سيبدأ يتأهل تعليميًا ونفسيًا".

التغطية الإعلامية للقضية

كان في انتظار الطفل عدد كبير من الصحفيين ووسائل الإعلام ما دفع صديقة الأم لمناشدة الصحفيين بعدم تصوير الطفل أو أسرته لكي يعيش مستقبلاً أفضل.

وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وأيضاً نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي قد ناشدا جميع الصحف بالامتناعَ عن نشر أي معلومات أو صور تُخصّ الطفلَ في "قضية دمنهور" أو من شأنها أن تكشف عن هويته، حفاظًاً على مصلحته الفُضلى، ووقايةً له من أيِّ أذىً نفسي أو اجتماعي قد يلحق به وبأسرته حالياً أو يطارده مستقبلاً.

وتعلق رئيسة قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، رشا علام، على التغطية الصحفية لهذه القضية "ارتداء الطفل ملابس سبايدر مان خطوة ذكية جداً من والدته لإخفاء هويته، وكان من المفترض أيضاً ألا تنتشر صور لوالدته حتى وإن كان بعضها بالذكاء الاصطناعي لأن ذلك قد يلحق بهم الضرر، فطبقاً لميثاق الشرف الإعلامي والصحفي لابد من الالتزام بضوابط محددة للتعامل في قضايا الأطفال ومنها عدم نشر صور الطفل أو الاسم بالكامل أو صور الأب والأم".

وتوضح: "في وسائل الإعلام، هناك صراع دائم بين تحقيق السبق الصحفي والوصول لجمهور أوسع وبين الالتزام بالضوابط الأخلاقية لذلك لابد من الالتزام بضوابط النشر في تلك القضايا وضرورة احترام الحياة الخاصة للأفراد".

مصدر الصورة

عقوبة هتك العرض في القانون

احتفى كثيرون في مصر والوطن العربي بالحكم المؤبد. فبحسب قانون العقوبات المصري، يعاقب كل من هتك عرض صبي أو صبية لم يبلغ اثنتي عشرة عاماً بالسجن لمدة لا تقل عن سبع سنوات.

ويقول المحامي بالنقض والخبير الحقوقي في شؤون الطفل، محمود البدوي "جاء الحكم بالمؤبد لأن الطفل أقل من 18 عاماً ولأن المتهم من المتولين رعايته أو المسؤولين عنه وقامت المحكمة بتعديل القيد والوصف إلى هتك عرض بالقوة وبالتهديد. فلسفة القانون هنا تقول أنه من المفترض أن يكون هذا الشخص حامياً للطفل، فإذا كان هذا الشخص هو من انتهك حرمة جسد الطفل هنا تكون العقوبة أشد".

ويرى أنّ هذه الواقعة حركت المياه الراكدة فيما يخص التعامل مع هذه القضايا لأن أغلب الأسر تفضل عدم التحدث بسبب الوصم المجتمعي.

وعن صدور الحكم من أول جلسة يعلق: "هناك قضايا مستوفية ومكتملة، فالقاضي رأى أن القضية جاهزة للحكم. طالما يوجد دليل فني وأقوال المجني عليه وأقوال الشهود وتتوافر تحريات المباحث، فالمحكمة تحكم بما لديها من أوراق وأدلة وليس بسبب ضغط الرأي العام".

ويعتبر هذا الحكم أولياً ويمكن للمتهم الطعن عليه.

تفاصيل الواقعة

تعود القضية إلى شهر فبراير/ شباط 2024، لكنها لم تتداول في وسائل الإعلام إلا خلال الأيام الماضية.

لاحظت والدة الطفل علامات غير مفهومة على الطفل، وبعد التدقيق معه تبين تعرضه لاعتداء جنسي من أحد العاملين بالمدرسة فتقدمت الأم ببلاغ ضده.

القضية ذهبت إلى تحريات المباحث لكنها لم تتوصل لأدلة كافية فجرى قيدها كجناية عن جريمة هتك عرض طفل ضد المتهم المذكور والمقيد في الأوراق، لكنّ النيابة رأت عدم تقديم المتهم للمحاكمة الجنائية في ذلك الوقت لعدم كفاية الأدلة.

ثم تقدمت الأسرة بتظلم إلى النائب العام الذي أصدر قراره بإعادة فتح التحقيق.

وتداولت وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من تحقيقات النيابة وتقرير الطب الشرعي في القضية الذي كشف عن وجود اتساع بالمنطقة الشرجية لدى الطفل ما قد يشير لاحتمال حدوث اعتداء جنسي على الطفل.

وفور صدور حكم المحكمة، أعلنت وزارة التربية والتعليم أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إقالة مديرة المدرسة وتشكيل لجنة لمراجعة كافة أعمال المدرسة، وعرض تقرير عاجل بذلك الشأن.

مصدر الصورة

تضامن واسع

لاقت القضية تضامناً واسعاً قبل الحكم وبعد صدوره حيث كان الطفل ووالدته محور اهتمام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي.

كتب أسامة عواد على منصة أكس: "أمك هي جيشك الوحيد... والدة الطفل ياسين لم تستسلم أبداً، وظلت تناضل لمدة سنة كاملة من أجل حق ابنها بعد التعدي الجنسي عليه".

وكتب عمرو سمير على فيسبوك: "اللقطة الوحيدة المُضيئة في الموضوع واللي اتمنى يبقى نموذج وقدوة هو كفاح أهل الولد في القصاص ليه بالعقل والقانون بدون الرضوخ لخوف من فضيحة ووصم مجتمعي أو لتهديد معنوي أو إغراءات مادية.. أهل حفظت الأمانة وصانت آدمية ابنها بشرف وجسارة.. شيء حقيقي مُلهم وعظيم".

محتوى خارجي
شاهد على فيسبوك

وربط كثيرون بين قصة "طفل دمنهور" وبين مسلسل "لام شمسية" الذي تناول جرائم التعدي الجنسي على الأطفال وأثار جدلاً واسعاً أثناء عرضه في شهر رمضان الماضي.

وتدور قصة مسلسل لام شمسية، عن قضية تحرش ارتكبها أحد المقربين من أسرة الضحية، لتلجأ زوجة والد الطفل، إلى القضاء، لاسترداد حق الطفل. وتشابهت نهاية المسلسل إلى حد كبير مع القصة الواقعية ليطلق رواد التواصل الاجتماعي على طفل دمنهور " طفل لام شمسية".

محتوى خارجي
شاهد على فيسبوك
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا