آخر الأخبار

المحليات "الطبيعية" تحت المجهر.. دراسة تكشف أضرارًا محتملة على الدماغ والقلب

شارك

تتماشى هذه النتائج مع دراسات رصدية سابقة شملت آلاف المشاركين، أظهرت أن الأشخاص ذوي أعلى مستويات الإريثريتول في الدم كانوا عرضةً لحوالي ضعف خطر التعرض لحادث قلبي وعائي رئيسي.

كشفت دراسة أن مُحلي الإريثريتول، المستخدم على نطاق واسع في المنتجات "الخالية من السكر" ، قد يتلف خلايا الحاجز الدموي الدماغي ويعطّل آليات حماية حاسمة ضد السكتات الدماغية والنوبات القلبية، في اكتشاف يُعيد التساؤل حول سلامة بديلٍ ظلّ يُصنّف على أنه "طبيعي وآمن" لعقود.

أظهرت الدراسة، الصادرة عن باحثين في جامعة كولورادو، أن تعريض خلايا الحاجز الدموي الدماغي لمستويات من الإريثريتول تُشابه تلك التي ترتفع بعد شرب مشروب غازي محلى به، أدى إلى تلف خلوي عبر تحفيز الإجهاد التأكسدي ــ أي ارتفاع الجذور الحرة مع تراجع مضادات الأكسدة الطبيعية ــ ما أضعف وظائف الخلايا بل وتسبب في موت بعضها.

كما خلّ المُحلي بتوازن تنظيم تدفق الدم عبر خفض إنتاج أكسيد النيتريك (المُوسّع للأوعية) وزيادة الإندوثيلين-1 (المُضيّق)، ما قد يؤدي إلى انقباض مستمر يحرم الدماغ من الأكسجين.

تعطيل آليات الطوارئ ضد الجلطات

ولاحظ الباحثون أن الإريثريتول منع الخلايا من إفراز "منشط البلازمينوجين النسيجي"، وهو البروتين الذي يُطلقه الجسم تلقائياً لتذويب الجلطات فور تشكّلها في الأوعية الدموية. وبدون هذه الآلية، تزداد احتمالات بقاء الجلطات فاعلة، ما يرفع خطر حدوث سكتة دماغية أو نوبة قلبية دون إنذار مبكر.

وتتماشى هذه النتائج مع دراسات رصدية سابقة شملت آلاف المشاركين، أظهرت أن الأشخاص ذوي أعلى مستويات الإريثريتول في الدم كانوا عرضةً لحوالي ضعف خطر التعرض لحادث قلبي وعائي رئيسي.

لكن الباحثين أشاروا إلى أن التجارب أجريت على خلايا معزولة في بيئة مخبرية، ما يستدعي تأكيداً عبر نماذج أكثر دقة، مثل أنظمة "وعاء دموي على شريحة"، التي تحاكي الديناميكيات الفيزيولوجية في الجسم الحي.

ويُصنّف الإريثريتول من فئة كحوليات سكر ــ وليس محلياً اصطناعياً ــ ويُنتَج طبيعياً بكميات صغيرة في الجسم، ما جعله خارج تحذيرات منظمة الصحة العالمية الأخيرة.

كما أن الهيئات التنظيمية، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والوكالة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA)، لا تزال تصرّح بسلامته للاستهلاك البشري. كما يُستخدم على نطاق واسع لخصائصه التقنية: فهو يوفر 80% من حلاوة السكر، ما يجعله سهلاً في الصناعات الغذائية، ويظهر اليوم في آلاف المنتجات "الخالية من السكر" أو "الكيتونية".

ومع ذلك، فإن هذه الدراسة تُضيف إلى أدلة متزايدة تشير إلى أن بعض البدائل "الطبيعيّة" قد تحمل مخاطر غير متوقعة مع الاستهلاك المتكرر، ما يطرح مفارقة صعبة بين فوائد ضبط السكر والوزن، وتكاليف صحية محتملة على المدى البعيد.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار