ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد اليوم الثلاثاء، مدعومة بتزايد التوقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة الأميركية، إذ يترقب المستثمرون خطاب رئيس المجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول في وقت لاحق من اليوم لاستشراف مزيد من المؤشرات السياسية.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنحو 1.1% إلى 3791 دولارا للأوقية وهو مستوى جديد غير مسبوق، قبل أن يتراجع قليلا عند 3785.5 دولارا في أحدث التعاملات حين كتابة التقرير.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي 1.22% إلى 3821.2 دولارا في أحدث التعاملات بعد أن بلغت 2842.6 دولارا في وقت سابق اليوم.
وتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس قوة العملة أمام 6 عملات رئيسية 0.05% إلى 97.29 نقطة.
ودعا محافظ الاحتياطي الفدرالي الجديد، ستيفن ميران، إلى تخفيضات كبيرة في الفائدة أمس الاثنين، مضيفا أن الاحتياطي الفدرالي أخطأ في تقدير مدى تشديد سياسته النقدية، وسيُعرّض سوق العمل للخطر، وهو رأي عارضته تصريحات 3 من زملائه الذين يرون أن البنك المركزي بحاجة إلى توخي الحذر بشأن التضخم .
وقال المحلل المستقل روس نورمان إن "موقف ميران المتشائم يعزز بالتأكيد توقعات تخفيضات أكبر في الفائدة، إذ يبدو أن الإدارة الأميركية حريصة على دفع هذا الاتجاه، وهذه نتيجة إيجابية للذهب".
ووفقا لأداة "فيد ووتش" التابعة لبورصة شيكاغو CME، يتوقع المستثمرون خفضين لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، أحدهما في أكتوبر/تشرين الأول والآخر في ديسمبر/كانون الأول، باحتمالية 90% و73% على التوالي.
ويميل الذهب غير المُدرّ للعائد إلى تحقيق أداء جيد في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وأضاف نورمان أن الذهب "يشهد طلبا جيدا من المستثمرين المؤسسيين الذين ربما يتخلّون عن الأسهم مع بلوغ تلك الأسواق ذروتها، إلى جانب طلب جيد من الهند ".
وارتفعت أقساط الذهب الفعلي في الهند إلى أعلى مستوى لها في 10 أشهر هذا الأسبوع، حيث لم تثن الأسعار القياسية قرب موسم الأعياد المستثمرين عن شراء السبائك تحسبا لمزيد من المكاسب.
وأضاف نورمان أن أسعار الذهب، على المدى القصير، تعتمد على استمرار الطلب الهندي، وانتعاش عمليات الشراء الصينية، ومدى استدامة ارتفاع حيازات صناديق الاستثمار المتداولة.
وأعلن صندوق "إس بي دي آر غولد تراست" (SPDR Gold Trust)، أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب في العالم، أن حيازاته ارتفعت 0.60% لتصل إلى 1000.57 طن يوم الاثنين، مسجلة أعلى مستوى لها في أكثر من 3 سنوات مقارنة بيوم الجمعة.
وبالنسبة لبقية المعادن النفيسة:
ارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، حتى مع دراسة المستثمرين لتوقعات الإمدادات العالمية، بعد أن توصلت الحكومة العراقية المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان إلى اتفاق مبدئي لإعادة تشغيل خط أنابيب نفطي يصل إلى تركيا.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.41% إلى 66.84 دولارا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 59% إلى 62.64 دولارا للبرميل، ليعوض كلاهما خسائرهما السابقة خلال جلسة التداول.
وانخفض خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط خلال الجلسات الأربع السابقة، بنحو 3%.
ونقلت رويترز عن المحلل في بنك "يو بي إس" جيوفاني ستونوفو أن مخزونات النفط المنخفضة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "لا تزال من العوامل الداعمة.. من ناحية أخرى، تُشكل زيادة صادرات النفط الخام من أوبك بلس عائقا أمام الأسعار، بالإضافة إلى عدم وجود عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الروسية".
وقال مسؤولان نفطيان إن المستثمرين يراقبون يوم الثلاثاء التطورات في الشرق الأوسط، بعد أن توصلت الحكومة الاتحادية العراقية وحكومتا إقليم كردستان العراق إلى اتفاق مع شركات النفط لاستئناف صادرات النفط الخام عبر تركيا يوم الاثنين، ويخضع الاتفاق لموافقة مجلس الوزراء العراقي يوم الثلاثاء.
سيتيح هذا الإنجاز استئناف صادرات تبلغ حوالي 230 ألف برميل يوميا من إقليم كردستان العراق، والتي كانت متوقفة منذ مارس/آذار 2023.
وبشكل عام، يستعد سوق النفط العالمي لارتفاع المعروض وتباطؤ الطلب، بفعل التطور السريع للسيارات الكهربائية والمشاكل الاقتصادية التي تغذيها الرسوم الجمركية الأميركية.
وفي أحدث تقرير شهري لها، قالت وكالة الطاقة الدولية إن المعروض العالمي من النفط سيرتفع بوتيرة أسرع هذا العام، وقد يتوسع الفائض في عام 2026 مع زيادة إنتاج أعضاء أوبك بلس ونمو المعروض من خارج المجموعة.
مع ذلك، تخيم المخاطر على السوق مع مراقبة المتداولين لدراسة الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات أكثر صرامة على صادرات النفط الروسية، بالإضافة إلى أي تصعيد للتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.