في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أجرى برنامج البودكاست السياسي الألماني "يونغ اند ناغيف" (Jung & Naiv) مقابلة خاصة مع أحد مؤسسي ويكيبيديا جيمي ويلز، والتي عرفت كأقصر مقابلة في تاريخ البرنامج منذ تأسيسه، ومنذ اللحظة الأولى طرح المضيف تيلو يونغ سؤاله الأول: "هل أنت المؤسس أو المؤسس المشارك؟"، وهو ما لم يرق لويلز، إذ بدأت علامات التوتر تظهر عليه، وارتشف من كأس الماء الذي كان أمامه ثم قال "لا أهتم.. هذا أغبى سؤال في العالم".
وسأل المضيف يونغ عن وجود خلاف على لقب المؤسس، ولكن ويلز نفى ذلك وقال: "لا يوجد خلاف، لست مهتما لذا قل ما شئت"، ولكن يونغ استفزه بشدة عندما سأله "بالنسبة لك.. أنت المؤسس؟"، فانفجر ويلز غضبا وخرج من المقابلة.
وقد فوجئ المضيف يونغ بردة الفعل، وسأل "ما الذي يحدث؟"، ولكن ويلز الذي كان يتجه نحو الباب رد وهو يبتعد "إنه سؤال غبي.. لا تسألني أسئلة غبية"، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فعندما تساءل يونغ مستغربا "كيف يكون ذلك سؤالا غبيا؟" كان صوت ويلز يُسمع من بعيد وهو يكرر: "إنه سؤال غبي"، وفي النهاية ختم يونغ الموقف قائلا: "لقد كان السؤال الأول فقط" قبل أن يقرر إيقاف المقابلة بالكامل.
يُذكر أن ويكيبيديا أُطلقت عام 2001 برعاية شركة "بوميس" (Bomis) التي كان يمتلكها جيمي ويلز، ولكن لاري سانجر -الذي عيّنه ويلز ليشغل منصب المحرر الرئيسي- لعب دورا محوريا في بدايات المشروع، فقد كان سانجر هو من اقترح استخدام برمجيات "ويكي" (Wiki) القابلة للتطوير والتي سمحت بانتشار ويكيبيديا بشكل سريع.
وخلال تلك الفترة، كانت البيانات الصحفية والتقارير المبكرة، بما في ذلك مقالات في صحيفة نيويورك تايمز، تشير إلى ويلز وسانجر معا باعتبارهما شريكين في تأسيس ويكيبيديا.
وفي عام 2005 اندلع خلاف بين الطرفين، عندما قام ويلز بتعديل صفحته الشخصية على ويكيبيديا ليقلل من دور سانجر في تأسيس الموقع، وعلى الرغم من أن ويلز اعتذر لاحقا عن تلك التعديلات، فإنه ظل مصرا على أن مساهمة سانجر مبالغ في تقديرها، أما سانجر الذي غادر المشروع عام 2002 فقد اتهم ويلز بممارسة السيطرة الاستبدادية ومحاولة التقليل من دوره الحقيقي.
ومنذ ذلك الوقت، اعتاد ويلز في مقابلاته أن يسخر من هذا الجدل، واصفا إياه بأنه "أغبى خلاف في تاريخ العالم"، ومن المفارقات الساخرة أن صفحته الحالية على ويكيبيديا باسم "جيمي ويلز" تعرضه على أنه شريك في تأسيس ويكيبيديا وليس المؤسس.
يُذكر أن المضيف تيلو يونغ معروف بأسلوبه الحاد في المقابلات من دون مجاملات ولا مقدمات مطولة، بل أسئلة مباشرة وصريحة هدفها كشف التناقضات، ويركز البودكاست الخاص به على السياسيين والناشطين، ويدفع ضيوفه لمواجهة مواقفهم المتعارضة، أما ويلز الذي سافر إلى برلين لحضور مؤتمر كان يبدو يتوقع حوارا ترويجيا، ولكنه وجد نفسه بدلا من ذلك في مواجهة سؤال يعيد فتح جرح قديم، مما أدى إلى انتهاء المقابلة منذ لحظاتها الأولى.
بعالم الشركات الناشئة، يُطلق لقب المؤسس على الشخص الذي يبادر بتأسيس الشركة ويحّول الفكرة إلى مشروع فعلي يحقق أرباحا، إذ يضع هيكل الشركة ويعمل على إطلاقها من الصفر، أما شارك شخص ما في تأسيس الشركة منذ البداية فيطلق عليه اسم "المؤسس المشارك" وهو ليس صاحب الفكرة.
وفي بعض الشركات، قد يوجد مؤسس واحد بالإضافة إلى مؤسس مشارك واحد أو أكثر ممن التحقوا مبكرا بمسيرة التأسيس، ويعتمد تحديد هذه الألقاب غالبا على التسلسل الزمني لانضمام الأشخاص إلى الفريق المؤسس.
ويشير لقب "المؤسس" أو "المؤسس المشارك" إلى حقيقة تاريخية حول من كان مسؤولا عن تأسيس الشركة، وبالتالي، فهي ألقاب دائمة لا يمكن إلغاؤها لاحقا، أما الرئيس التنفيذي، فهو الموظف الأعلى رتبة في الشركة، وهو مسؤول عن اتخاذ قرارات إستراتيجية رفيعة المستوى لتنفيذ رؤية الشركة، ومن الجدير بالذكر أن منصب الرئيس التنفيذي هو وظيفة، وليس لقبا دائما.
وعلى عكس الرئيس التنفيذي، لا يمنح منصب "المؤسس" الشخص أي سلطة رسمية داخل الشركة، فقد انفصل العديد من المؤسسين عن الشركة التي أسسوها بعد خلافات حول توجهها، ومن الممكن للمؤسس أن يشغل منصب الرئيس التنفيذي خاصة في المراحل الأولى من تأسيس الشركة الناشئة، ولكن مع نضج الشركة غالبا ما يتنحى المؤسس ويسلم زمام الأمور إلى رئيس تنفيذي آخر.
المصدر:
الجزيرة