استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، رئيس جمهورية كوريا، لي جيه ميونغ، الذي قام بـ«زيارة دولة» إلى دولة الإمارات.
وجرت للرئيس لي جيه ميونغ مراسم استقبال رسمية، لدى وصول موكبه إلى قصر الوطن في العاصمة أبوظبي.
واصطحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الضيف إلى منصة الشرف، حيث عُزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات وجمهورية كوريا، بينما أطلقت المدفعية 21 طلقة، واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له.
وبحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورئيس جمهورية كوريا، لي جيه ميونغ، أمس، مختلف مسارات التعاون والعمل المشترك لتحقيق أهداف الشراكة الاستراتيجية الخاصة، والشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، وفرص توسيع آفاقهما، بما يخدم المصالح المشتركة لهما، ويعود بالخير والنماء على شعبيهما.
جاء ذلك خلال جلسة المحادثات الرسمية التي عقدها سموه في قصر الوطن، مع الرئيس الكوري الذي قام بـ«زيارة دولة» إلى دولة الإمارات.
ورحب سموه بالرئيس الكوري في بداية الجلسة، متطلعاً إلى أن تُسهم زيارته في مواصلة دفع العلاقات الإماراتية - الكورية إلى الأمام، بما يُعزّز رؤية البلدين نحو تحقيق الازدهار المستدام لشعبيهما.
واستعرض الجانبان خلال الجلسة مختلف أوجه التعاون، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والطاقة المتجددة، إلى جانب العديد من المجالات الحيوية الأخرى، وفي مقدمتها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والاستدامة والتعليم والثقافة، إضافة إلى الفرص الطموحة لتطوير هذا التعاون، بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين ويلبّي متطلبات التنمية خلال المرحلتين الحالية والمستقبلية، مؤكدين حرصهما على تنويع جوانب التعاون في ظل الرؤية التنموية المشتركة، إلى جانب توفر مقومات التعاون وفرصه المتنوعة الطموحة.
كما بحث سموه والرئيس الكوري عدداً من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، وفي مقدمتها أهمية دعم جميع المساعي الإقليمية والدولية لإرساء أسباب السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن دولة الإمارات وجمهورية كوريا تجمعهما علاقات استراتيجية تقوم على الثقة والاحترام المتبادل، والعمل المشترك من أجل التنمية والازدهار في البلدين والعالم، مؤكداً سموه حرص الدولة على مواصلة تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية والاستثمار ضمن شراكة البلدين التي تركز على المستقبل، وأشار سموه إلى أن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة خلال عام 2024، دشّن مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والنمو المشترك بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا.
وأضاف سموه أن كوريا تُعدّ أحد أهم الشركاء التجاريين للإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيراً سموه إلى النجاحات التي تحققت في مسار العلاقات الإماراتية - الكورية خلال السنوات الماضية، ما يجعلها نموذجاً للعلاقات البناءة بين الدول الصديقة.
وأعرب سموه عن تطلعه إلى مواصلة العمل مع الرئيس لي جيه ميونغ لتحقيق الرؤية المشتركة للتنمية المستدامة، في ظل الحرص المتبادل على تعزيز علاقاتهما في مختلف المجالات، مؤكداً نهج دولة الإمارات الراسخ في بناء الشراكات التنموية مع الدول التي تشاركها رؤيتها، لتحقيق التنمية والازدهار للجميع.
تعزيز العلاقات
من جانبه، أكد الرئيس الكوري عمق علاقات دولة الإمارات وكوريا، والحرص على مواصلة تعزيزها، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة والثقافة وغيرها.
وكتب الرئيس الكوري كلمة في سجل كبار الزوار، أعرب خلالها عن سعادته بزيارته إلى دولة الإمارات، التي ترتبط مع كوريا بعلاقات استراتيجية وثيقة، مضيفاً أنهما تُمثّلان نموذجين تنمويين ملهمين، وعلاقاتهما تسير بخطى حثيثة نحو مزيد من التطور والنماء لمصلحة شعبيهما.
وشكر الرئيس لي جيه ميونغ سموه لحفاوة الاستقبال التي حظي بها والوفد المرافق، منذ وصوله إلى دولة الإمارات، متمنياً للدولة مزيداً من التقدم والازدهار.
وأقام صاحب السمو رئيس الدولة، مأدبة غداء تكريماً للرئيس الكوري والوفد المرافق.
وكان صاحب السمو رئيس الدولة والرئيس الكوري قد صافحا مجموعة مجتمعية شاركت في مراسم الاستقبال احتفاء بالرئيس الضيف، ضمت عدداً من الطلبة المتميزين، إضافة إلى مجموعة من المهندسين والمهندسات والعاملين في مجال الطاقة النووية، ضمن مشروعات الدولة التنموية، إلى جانب وفد اقتصادي من الجانبين الإماراتي والكوري.
اتفاقيات
وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورئيس جمهورية كوريا، لي جيه ميونغ، أمس، تبادُل عدد من مذكرات التفاهم وأطر عمل للتعاون، تهدف إلى تعزيز مختلف جوانب الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تجمع البلدين، وذلك في إطار «زيارة دولة» قام بها الرئيس الكوري إلى دولة الإمارات.
وشملت مذكرات التفاهم وأطر العمل، التي تبادلها الجانبان خلال المراسم التي أقيمت في قصر الوطن، التالي:
1- إطار عمل استراتيجي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي (مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة)، تبادله رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، خلدون خليفة المبارك، ومن الجانب الكوري نائب رئيس الوزراء وزير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، باي كيونغ-هون.
2- مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، تبادلها من جانب دولة الإمارات خلدون خليفة المبارك، ومن الجانب الكوري، باي كيونغ-هون.
3- مشروع تعاون بين وكالة الإمارات للفضاء ووكالة الفضاء الكورية، تبادله وزير الرياضة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، ونائب رئيس الوزراء وزير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، باي كيونغ-هون.
4- مذكرة تفاهم للتعاون الشامل في مجال الصحة الحيوية، تبادلها وزير دولة، سعيد الهاجري، ومن الجانب الكوري وزيرة سلامة الغذاء والدواء الكورية، يو- كيونغ أوه.
5- مذكرة تفاهم بشأن إدارة وعمل لجنة التعاون الاقتصادي الإماراتية - الكورية، مثّل دولة الإمارات وزير دولة، سعيد الهاجري، ومثّل كوريا وزير التجارة والصناعة والموارد، كيم جونغ-كوان.
6- إطار تعاون في مجال الملكية الفكرية تبادله وزير الاقتصاد والسياحة، عبدالله بن طوق المري، ومن الجانب الكوري، وزير هيئة الملكية الفكرية الكورية، كيم يونغ-سون.
7- شراكة لتعزيز الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي والتعاون في السوق العالمية، تبادلها العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية، محمد إبراهيم الحمادي، ومن جانب كوريا الرئيس التنفيذي رئيس مجلس إدارة شركة الطاقة الكهربائية الكورية (كيبكو)، كيم دونغ- تشيول.
حضر جلسة المحادثات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، كما حضرها الوفد المرافق للرئيس الكوري الذي يضم عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين.
وكان رئيس جمهورية كوريا لي جيه ميونغ، وصل أول من أمس، إلى دولة الإمارات في «زيارة دولة».
ورافق الطائرة التي تُقله لدى دخولها إلى أجواء الدولة سرب من الطائرات العسكرية، حيث استأذنه قائد السرب بمرافقته إلى مطار الرئاسة في أبوظبي تحية وترحيباً بزيارته إلى الدولة.
وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار الرئاسة، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية رئيس بعثة الشرف المرافقة للرئيس الضيف، خلدون خليفة المبارك، ووزيرة دولة، الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، ووزير دولة، سعيد بن مبارك الهاجري، وسفير الدولة لدى جمهورية كوريا، عبدالله سيف النعيمي وعدد من المسؤولين.
محمد بن زايد:
• كوريا أحد أهم الشركاء التجاريين للإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي.
• نجاح مسار العلاقات الإماراتية الكورية خلال السنوات الماضية، يجعلها نموذجاً للعلاقات البناءة بين الدول الصديقة.
لي جيه ميونغ:
• الإمارات وكوريا تُمثّلان نموذجين تنمويين ملهمين، وعلاقاتهما تسير بخطى حثيثة نحو مزيد من التطور والنماء.
• كوريا حريصة على تعزيز العلاقات مع الإمارات، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والطاقة والثقافة وغيرها.
المصدر:
الإمارات اليوم