آخر الأخبار

الناجون من مجازر الفاشر يروون لنيويورك تايمز مآسي الفرار من الجحيم

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

حين تسقط المدن، لا تنهار الجدران وحدها، بل تسقط معها كل معاني الإنسانية لتترك وراءها أخدودا من الوجع، ولعل أحدث تجليات هذا المشهد ما يحدث في إقليم دارفور غربي السودان، وتحديدا في مدينة الفاشر حيث تمتد مأساة الحرب الدائرة هناك من أزقتها التي تنزف دما إلى رمال تشاد القاحلة.

وفي تقرير مدعم بالصور في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أجرى المراسل إيفور بريكيت مقابلات مع عشرات اللاجئين خلال أسبوعين من العمل الميداني في مخيمي "تيني" و"كارياري" في شرق تشاد، بالقرب من الحدود مع السودان.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 السودان.. نزوح أكثر من 107 آلاف شخص من الفاشر
* list 2 of 2 غارديان: شركات مسجلة في بريطانيا تجنّد مرتزقة كولومبيين في السودان end of list

تقول الصحيفة إن مأساة مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، تجسد فصلا مرعبا من فصول الحرب السودانية التي شردت أكثر من 12 مليون إنسان.

إبادة ممنهجة

فعقب حصار خانق دام 18 شهرا، تحولت المدينة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى مسرح لعمليات إبادة ممنهجة على يد قوات الدعم السريع ، بحسب تقرير نيويورك تايمز.

وتشير الصحيفة إلى أن التقارير الواردة من مخيمات اللاجئين في تشاد ترسم صورة لمدينة تحولت إلى سجن كبير، حيث القتل العشوائي، وعمليات الاغتصاب الواسعة، والإعدامات الميدانية الموثقة.

ويظهر مقطع فيديو مروع تأكدت صحيفة نيويورك تايمز من صحته، أحد مقاتلي قوات الدعم السريع وهو يعدم ناجيا من العنف بينما كان يتوسل له.

وتقدر وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أن 100 ألف شخص فروا من الفاشر منذ انهيارها، مما يترك أكثر من 150 ألف شخص في عداد المفقودين.

التقارير الواردة من مخيمات اللاجئين في تشاد ترسم صورة للفاشر كمدينة تحولت إلى سجن كبير، حيث القتل العشوائي، وعمليات الاغتصاب الواسعة، والإعدامات الميدانية الموثقة

شهادات قاسية

ووفق الصحيفة، فإنه لا أحد يعرف الحصيلة الحقيقية للمجزرة، ولا تزال المدينة مغلقة أمام العالم الخارجي، على الرغم من أن بعض المساعدات بدأت تصل إلى أجزاء أخرى من دارفور.

وفي قلب هذه المأساة، تبرز قصص الناجين كشهادات حية على الجحيم الذي وجدوا أنفسهم يصطلون بناره. ومن بين هؤلاء امرأة تُدعى مناهل إسحق (35 عاما)، ذكرت أن المقاتلين "سيسألونك سؤالا واحدا فقط: هل أنت مع الحكومة أم مع قوات الدعم السريع؟".

إعلان

قبل أيام من سقوط الفاشر، أرسلت مناهل ابنها البالغ من العمر 14 عاما للبحث عن بعض الطعام. قالت والدموع تنهمر من عينيها، إن ابنها "لم يستطع التحدث أو قول أي شيء. كانت أحشاؤه خارج جسده وعظامه محطمة". ثم ولّت وجهها شطر الحدود وهي تحمل في أحشائها جنينا كُتبت له الحياة وسط رصاص القناصة.

روت مناهل قصة هروبها من الفاشر ورحلتها التي استغرقت شهرا إلى مخيم أوري كاسوني. وبينما كانت تجلس خارج المستشفى المتهالك والمغبرّ في المخيم، قالت إن شقيقها قُتل أثناء فرار العائلة، وإنها أصيبت برصاص قناص في ظهرها.

رعب

أما المراهق مصطفى (16 عاما)، فقد قال إنه و4 من أقرانه فكروا في مغادرة الفاشر، بعدما رأى 4 أفراد من عائلة جاره يُعدمون على أيدي مقاتلي قوات الدعم السريع أثناء سيطرتهم على المدينة.

وضع مصطفى وأصدقاؤه خطة للمغادرة تحت جنح الظلام، لكنهم لم يبتعدوا كثيرا قبل أن تقبض عليهم قوات الدعم السريع بالقرب من قرية "قرني".

قال مصطفى "كنا خائفين. قالوا لنا: اهدؤوا، لن نقتلكم". تم ربطهم بشجرة وتركوهم هناك لمدة يومين حتى فك قرويون محليون وثاقهم وأمروهم بالركض. نجا 3 ووصلوا إلى المخيم، في مشهد يعيد للأذهان صور التوحش البدائي.

وفي المستشفيات التي تفتقر لأدنى المقومات، كان الجرحى يواجهون الموت مرتين، مرة بالقصف ومرة بنقص الدواء، كما حدث مع حسام الطاهر الذي فر على عربة يجرها حمار قبل يومين فقط من وقوع "مجزرة المستشفى السعودي" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع وراح ضحيتها 400 مريض.

احتجاز وفدية

احتُجِز حسام ووالدته أثناء فرارهما، وطالبهم المقاتلون بـدفع 20 مليون جنيه سوداني (حوالي 5600 دولار) لإطلاق سراحهما، ودفع الأقارب الفدية.

وفي بلدة تيني الحدودية، التقى مراسل نيويورك تايمز بالشاب علي إسحق، الذي فقد ساقه في غارة جوية قتلت عائلته بالكامل العام الماضي. وعندما تأكد سقوط المدينة، قرر هو وصديقه يحيى رزق الهروب ليلا. وبما أن علي لا يستطيع المشي بسرعة، حمله يحيى على ظهره.

قال يحيى "نعم حملته على ظهري لمدة 7 أيام، حيث كنا نتحرك في جنح الظلام مثل الخفافيش، لأنهم إذا عثروا عليك فسوف يُقطعونك إربا".

اليوم، يقبع هؤلاء الناجون في مخيمات مثل "أوري كاسوني" شرقي تشاد، حيث يتضاعف عددهم يوميا وسط تجاهل دولي وشح في المساعدات.

وطبقا للصحيفة الأميركية، فإن هذا المخيم يضم الآن أكثر من 100 ألف لاجئ، وهو وجهة رئيسية للفارين من الفاشر. ورغم الحياة القاسية في المخيمات، يجد اللاجئون طرقا لجعلها تبدو كأنها وطن.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا