توغلت دورية للاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة باتجاه بلدات العشة وبئر عجم وبريقة وأم العظام ورويحينة في ريف القنيطرة الجنوبي جنوبي سوريا، وفقما أفادت وكالة سانا، في وقت طالب فيه مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون بإنشاء منطقة منزوعة السلاح، تمتد من دمشق وصولا إلى المنطقة العازلة الحالية.
وأفاد مراسل الجزيرة بتوغل آليات مدرعة للجيش الإسرائيلي في أطراف بلدة الرفيد باتجاه بلدة العشة المجاورة في ريف القنيطرة الجنوبي، في حين قالت "سانا" إن قوة للاحتلال مؤلفة من ثلاث سيارات توغلت من مدخل بلدة بئر عجم باتجاه قرية بريقة، وتوقفت لمدة قصيرة عند بئر مياه الكباس.
وتوغلت أيضا قوة إسرائيلية مؤلفة من سيارة واحدة عند قرية أم العظام، وأقامت حاجزا عند تقاطع قريتي المشيرفة ورويحينة، كما توغلت قوة أخرى مؤلفة من ثلاث سيارات، بينها آليتا همر عسكريتان، في قرية رويحينة واتجهت نحو السد.
وكانت قوات الاحتلال توغلت، مساء أمس الخميس، في قريتي المعلقة والحيران، وتلة الدرعية بريف القنيطرة، واعتقلت شابا وجرفت أراضي، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
ومساء الأربعاء، أطلقت القوات الإسرائيلية قذائف مدفعية من مواقع تحتلها بمنطقة تل الأحمر الغربي باتجاه تل الأحمر الشرقي بمحيط قرية كودنة بريف القنيطرة الجنوبي.
وتتوغل القوات الإسرائيلية في الجنوب السوري بوتيرة شبه يومية، ولا سيما في القنيطرة، وتنفذ اعتقالات وتنصب حواجز وتدمر غابات، مما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي ضد تل أبيب .
ورغم أن الحكومة السورية لا تشكل تهديدا لتل أبيب، فإن الجيش الإسرائيلي يشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.
في جانب آخر، قال دانون إن إسرائيل لن تسمح "لإيران أو حزب الله أو حماس أو أي جماعات أخرى بإعادة التمركز أو الوجود عند الحدود الشمالية"، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول اليوم الجمعة.
وأكد المندوب الإسرائيلي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس الخميس أن "إسرائيل ستدافع عن حدودها الشمالية"، مشددا على عدم السماح لمن وصفهم بـ"الإرهابيين والمسلحين" بالعمل بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
من جهته، قال مندوب سوريا لدى المنظمة الدولية إبراهيم علبي إن دمشق ملتزمة باتفاقية فض الاشتباك المبرمة مع تل أبيب منذ عام 1974 ، في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته لها.
وأكد أننا "نحتاج إلى وجود قواتنا الأمنية على الحدود مع إسرائيل لبسط سيطرتنا عليها".
يذكر أن المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل هي منطقة فصل أنشأتها الأمم المتحدة بموجب اتفاق فض الاشتباك في هضبة الجولان ، وتعرف بـ"الخط البنفسجي"، وتوجد بها قوة مراقبة دولية، وهي تفصل بين الأراضي التي تحتلها إسرائيل والجزء الذي تديره سوريا.
وتتفاوض دمشق وتل أبيب للتوصل إلى اتفاق أمني، لكن سوريا تشترط أولا عودة الأوضاع على الخريطة إلى ما كانت عليه قبل 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.
ومنذ 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية.
وبعد إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فصل القوات المبرمة مع سوريا عام 1974، واحتلت المنطقة السورية العازلة.
ويقول السوريون إن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يحدّ من قدرتهم على استعادة الاستقرار، ويعرقل الجهود الحكومية لجذب الاستثمارات بهدف تحسين الواقع الاقتصادي.
المصدر:
الجزيرة