كخطوة نحو مستقبل رقمي أكثر تطورا، دخلت تونس عصر الجيل الخامس للاتّصالات وهو ما يجسد خارطة الطريق التي سبق وأعلنت عنها رئاسة الحكومة في نوفمبر من السنة الفارطة، من أجل تفعيل هذه التكنولوجيا وإمضاء اتفاقيات إسناد الإجازات إثر استكمال مختلف المراحل والإجراءات المستوجبة في الغرض.
يوم 14 فيفري من السنة الماضية، دخلت تقنية انترنت الجيل الخامس مرحلة الاستغلال رسميا، لتصبح تونس أوّل دولة في شمال إفريقيا تطلق هذه الخدمة.
مؤشرات ايجابية
كشفت مؤشرات الأداء الرئيسية لتقنية الجيل الخامس للإنترنت في تونس، الصادرة عن الهيئة الوطنية للاتصالات على صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي أن رقم معاملات مشغلي الاتصالات، حقق قفزة نوعية خلال بضعة أشهر، إذ سُجلت ذروة الارتفاع في شهر أوت، ببلوغ رقم المعاملات 326 مليون دينار. وأوضحت المعطيات أن هذا الارتفاع المتواصل طيلة عام 2025 يُعزى إلى الديناميكية التجارية القوية، ولا سيّما خلال فترتَي الصيف والخريف، مدفوعة بالتبنّي السريع للخدمات المرتبطة بتقنية الجيل الخامس.
و أظهرت بيانات الهيئة تسجيل تطور بنسبة 16.7% في رقم معاملات المشغلين منذ إطلاق خدمة الجيل الخامس للإنترنت، إذ بلغ إجمالي رقم المعاملات 302 مليون دينار خلال شهر نوفمبر الماضي وحده، مقارنة بـ258.8 مليون دينار في الشهر نفسه من عام 2024.
هذا وابرزت الاحصائيات تسجيل تحول هيكلي في المشهد الرقمي المحلي، إذ سجّل استهلاك البيانات عبر تقنية الإنترنت الثابت اللاسلكي نمواً لافتاً بلغ 7113% منذ إطلاق خدمات الجيل الخامس في فيفري 2025. وأظهرت الأرقام أن حجم البيانات المستهلكة شهرياً عبر هذه التقنية ارتفع من 0.8 بيتابايت فقط في فيفري 2025 إلى 57.7 بيتابايت في نوفمبر من العام نفسه، بما يعكس تطوراً كبيراً في سلوك المستهلك الذي بات يفضل السرعات العالية والحلول اللاسلكية المتطورة.
تعزيز البنية التحتية المعلوماتية
كانت خدمة الجيل الخامس للإنترنت قد أُطلقت في البلاد في فيفري المنقضي، لفائدة أكثر من 14 مليون مشترك لدى الشركات الثلاث الناشطة في السوق، كما أطلقت شركات الاتصالات حملات دعائية مكثفة لهذه الخدمة، في إطار تعزيز البنية التحتية المعلوماتية، وفتح المجال أمام الابتكار وريادة الأعمال، وتمكين القطاعات الحيوية من الاستفادة من التطبيقات الذكية. ويضمّ سوق الاتصالات في تونس، ثلاثة مشغلين لشبكات الاتصالات الجوالة العمومية (من الجيل الثاني والثالث والرابع) .
هذا وتبين معطيات نشرتها وزارة تكنولوجيات الاتصال، بلوغ عدد مشتركي الهاتف الجوال في البلاد 14 مليوناً و875 ألف مشترك خلال عام 2024، في حين بلغ عدد مشتركي الهاتف القار قرابة مليون و927 ألفاً و852 مشتركاً، بينما وصل عدد مشتركي الجوال المتنقل “الداتا موبايل” إلى نحو 11 مليوناً و140 ألف مشترك.
و يلعب قطاع الاتصالات دوراً محورياً ضمن البرنامج الاقتصادي والاجتماعي لسلط الاشراف، نظراً لأهمية رقمنة الخدمات في تسهيل حياة المواطنين وتحسين أداء الشركات. ومن المنتظر أن يوفّر الجيل الخامس في تونس إمكانات أوسع لاستخدام التطبيقات والحلول والمنصات الجديدة، إلى جانب تهيئة الأرضية التقنية لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي وربط عدد كبير من المستخدمين والأجهزة في الوقت نفسه، ضمن ما يُعرف بإنترنت الأشياء.
و في هذا الصدد، كشفت دراسة ميدانية أجراها مختبر المستهلك لشركة إريكسون في تونس، بهدف قياس مستوى رضا مستخدمي الهواتف الذكية عن خدمات الإنترنت المحمول واستطلاع آرائهم حول تقنية الجيل الخامس قبل إطلاقها، أن غالبية مستخدمي الهواتف الذكية في تونس يدركون هذه التقنية ويؤكدون استعدادهم لاستخدامها فور توفر الهواتف الداعمة لها. وكشفت الدراسة، التي أُجريت قبل أربع سنوات، أن نحو سبعة من كل عشرة مستخدمين للهواتف الذكية في تونس مرشحون للتحول إلى التدفق العالي المنزلي عبر الجيل الخامس عند توفره، فيما يرى المستهلكون التونسيون أن لهذه التقنية التأثير الأكبر على قطاع الخدمات.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية