افتتح الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، يوم 16 ديسمبر 2025، وحدةً لتجميع المركبات العسكرية التكتيكية، ثمرةَ تعاون مع كوريا الجنوبية.
و يهدف هذا المشروع إلى تقليص اعتماد البلاد إلى أقصى حدّ على الخارج في تجهيز القوات المسلحة.
و تزداد أهمية هذا المشروع في ظل ظرف إقليمي يتسم بتنامي المخاطر الأمنية، ولا سيما تصاعد نشاط الجماعات الجهادية في محيط البلاد.
و يمثل المشروع مكسبًا آخر بالغ الأهمية للسينغال، إذ تمتلك الدولة 35% من أسهم هذا الموقع الصناعي.
و تؤكد السلطات السنغالية، من خلال هذه الخطوة، التزامها بتنفيذ استراتيجية واضحة لتطوير صناعة عسكرية وطنية.
و من المقرر إرساء منظومة متكاملة تشمل مزودين محليين، ومقاولين من الباطن مؤهلين، ومراكز صيانة، ومعاهد تكوين، إضافة إلى مختبرات للابتكار.
و تتولى الصناعة السنغالية للمركبات العسكرية (ISEVEM) الإشراف على هذا المشروع، و قد تم إرساء الوحدة الصناعية في المدينة الإدارية الجديدة ديامنياديو، الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترًا شرق العاصمة داكار.
و تتميز هذه المدينة باحتضانها أقطابًا صناعية وبنية تحتية متكاملة، من قطار جهوي سريع، ومراكز تجارية، وأحياء سكنية مجهزة، وغيرها من المرافق. و تبلغ القدرة الإنتاجية السنوية للمصنع 1000 مركبة.
و بالإضافة إلى عمليات التجميع، يوفر الموقع الصناعي برامج تكوين ونقل تكنولوجيا موجهة إلى المهندسين والتقنيين السنغاليين.
و يشمل نطاق العمل مجالات متعددة، من بينها التجميع، ومراقبة الجودة، والاختبارات، وأعمال الصيانة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السنغالية الرسمية (APS) نقلًا عن الشريك الكوري الجنوبي.
و تُعد هذه الوحدة أول كيان صناعي بشراكة بين القطاعين العام والخاص مخصص لإنتاج مركبات قوات الدفاع والأمن، كما تمثل أول تجسيد عملي لخطة تطوير صناعة عسكرية وطنية. وتتولى الهيئة السيادية للاستثمارات الاستراتيجية في السنغال (FONSIS) إدارة حصة الدولة في المشروع.
و قال الرئيس فاي، خلال مراسم تدشين الموقع بحضور وزير القوات المسلحة بيرام ديوب:
«إن افتتاح مصنع الصناعة السنغالية للمركبات العسكرية (ISEVEM) هو قبل كل شيء خيار استراتيجي، وليس مجرد قرار صناعي، يندرج ضمن رؤية قائمة على الابتكار وتعزيز السيادة الوطنية للسنغال».
و أضاف رئيس الدولة أن إرساء صناعة دفاع وطني يعكس «الحاجة الملحّة إلى تقليص التبعية الهيكلية للبلاد تجاه الخارج» في مجال تجهيز القوات المسلحة، وذلك في سياق يتسم باضطراب سلاسل الإمداد العالمية نتيجة التقلبات الجيوسياسية.
و شدّد الرئيس السنغالي على أن «هذه التبعية قد تشكل نقطة ضعف استراتيجية من شأنها المساس بحرية تحرك الدولة واستقلالية قرارها»، مؤكدًا أن موقع ديامنياديو يمثل اللبنة الأولى في طموح صناعي كبير يتمثل في إنشاء منظومة محلية متكاملة تمتد على كامل سلسلة الإنتاج، من البحث و التطوير إلى التصنيع.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية