آخر الأخبار

شي جين بينغ يتحدى ترامب و ماكرون بفائض تجاري يبلغ 1080 مليار دولار : «الصين ستسحقنا…»

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

الصين وصعودها المتواصل الذي يبدو أنه بلا حدود، مقابل عجز منافسيها، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بدرجة أقل. هؤلاء لم يعودوا يعرفون ما الذي يمكن فعله في مواجهة الاندفاعة الصينية الهائلة في كل المجالات.

محاولة ترويض هذا العملاق لتخفيف شهيته، هو ما حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القيام به مجدداً يومي 4 و 5 ديسمبر، لكن دون جدوى، وفقاً لما كشفته البيانات الرسمية.

فلو حققت الزيارة أي نتائج، لما هدّد ماكرون فور عودته بفرض «رسوم جمركية» إذا لم تقلّص الصين العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي…

ماكرون يقلّد ترامب الذي كان قد قلّده قبل ذلك

ها هو رئيس الدولة الفرنسية يسير على خطى دونالد ترامب، وكأن الرسوم الجمركية يمكن أن تثير قلق العملاق الصيني.

هل نسيَت باريس سريعاً الهزيمة التي مُنيت بها واشنطن أمام بكين بعد كل خطاباتها عن الرسوم العقابية؟

الجميع يتذكّر كيف انتهت تلك القصة: استسلام في العراء بعد «لدغات بعوض»، قبل أن تنتهي الأزمة بمفاوضات في سويسرا بطلب من الولايات المتحدة.

و الآن تريد فرنسا و الاتحاد الأوروبي النجاح حيث فشلت القوة الاقتصادية الأولى في العالم — و لأول مرة يتساءل البعض : إلى متى ستظل الأولى ؟

و مع ذلك فقد وضع ماكرون كل ما يلزم في الشكل هذه المرة؛ فقد ذهب إلى نظيره الصيني دون أن ترافقه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي لا تحظى بشعبية كبيرة لدى الأوروبيين.

الرئيس الفرنسي سافر بمفرده لأنه لم يُرِد أن يعطي انطباعاً للرئيس شي جين بينغ بأن الاتحاد الأوروبي يعتمد خطاباً صدامياً…

ماكرون حظي بجميع مظاهر التكريم الدبلوماسي، دون أي هفوة، بل مع لمسات من الود. لكن في النهاية غادر دون أي مكاسب.

تماماً كما حدث في أفريل 2023 حين كان برفقة فون دير لاين. تلك الزيارة استفزّت الرئيس ترامب إلى حد كبير، ولم يتردّد حينها في انتقاد ماكرون والأوروبيين.

ترامب نفسه الذي سافر إلى سيول نهاية أكتوبر الماضي للقاء الرئيس الصيني. ما يعني أنه لا يمكن الوثوق بانفعالات الجمهوري.

لم يفت أحداً مشهد المديح والابتسامات الصادرة عن الرئيس الأمريكي أمام نظيره الصيني الذي بقي صلباً لا يتزحزح. ومنذ تلك اللحظة، أصبحت الأمور واضحة: الزعيم الفعلي للعالم هو شي، وليس ترامب. وقد تأكّد ذلك من خلال تراخي البيت الأبيض في ملف تايوان، وفتور الإدارة الأمريكية في وثيقة «استراتيجية الأمن القومي 2025» التي انتقدت الاتحاد الأوروبي بشدة، لكنها لم تمسّ الصين (ولا الأنظمة الخليجية).

ما يُرعب الأمريكيين والأوروبيين هو القوة العسكرية الصينية

ما يفزع الأمريكيين والأوروبيين على حد سواء هو القوة العسكرية الصينية التي تحقق تقدماً مذهلاً.

و إلى جانب ذلك، هناك أداء ثاني أكبر اقتصاد في العالم. إذ تجاوز الفائض التجاري الصيني — الذي كان أصلاً ضخماً — لأول مرة حاجز 1000 مليار دولار سنة 2025، حسب البيانات الرسمية الصادرة الاثنين 8 ديسمبر.

بكين تقول: شكراً جزيلاً يا واشنطن

ترامب كان يظن أنه قادر على إنهاك منافسه المباشر بالرسوم الجمركية. لكن ما فعله فعلاً هو دفع الصينيين لإعادة توجيه تجارتهم الخارجية نحو مناطق أخرى: أوروبا، إفريقيا، والشرق. وقد نجحت العملية لدرجة أن تراجع الصادرات إلى الولايات المتحدة عُوّض بشكل يفوق كل التوقعات. يمكن لبكين أن تقول شكراً كبيرة لواشنطن.

الفائض الإيجابي في تجارة الصين مع بقية العالم بلغ 1080 مليار دولار بين جانفي ونوفمبر الماضيين، وفق إدارة الجمارك. وتقول زيشون هوانغ، من «كابيتال إيكونوميكس»: «لقد تجاوز الفائض التجاري للصين هذا العام نظيره في العام الماضي، ونتوقع أن يرتفع أكثر العام المقبل».

الصادرات الصينية ارتفعت بـ5.9% في نوفمبر على أساس سنوي، وهي نسبة تفوق التوقعات بكثير. أما التراجع بـ28.6% نحو الولايات المتحدة خلال الفترة ذاتها فهو هامشي. حتى إن الأداء العام للصادرات فاق توقعات وكالة بلومبرغ التي راهنت على زيادة لا تتجاوز 4%. مع العلم أن أكتوبر 2025 سجّل انخفاضاً بـ1.1% على أساس سنوي.

في المقابل، لم ترتفع الواردات سوى بـ1.9% في نوفمبر، أقل بكثير من نسبة 3% التي توقعتها بلومبرغ. ما يعني أن الاستهلاك الداخلي يتباطأ، فيما يواصل الصينيون بيع منتجاتهم بكثافة في الخارج. وهذا ما يثير غضب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكن ما الذي يستطيعون فعله غير محاولات فاشلة عبر الرسوم العقابية؟ محاولات تجلب تلقائياً ردوداً انتقامية موجعة للغاية، خصوصاً للأمريكيين.

يقول الرئيس الفرنسي لصحيفة لي زيكوس: «السياسة الحمائية لإدارة ترامب تزيد من مشاكلنا عبر إعادة توجيه التدفقات الصينية بشكل ضخم نحو أسواقنا».

و بعد ماكرون، اتجه وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول إلى بكين، حيث يبقى حتى يوم الثلاثاء. ولأي هدف؟ ربما لنفس الغاية التي قصدها ماكرون: محاولة إقناع الصين بشراء المزيد من المنتجات الأوروبية، خاصة السيارات الألمانية التي كان الصينيون يعشقونها… قبل بروز عمالقة الصين: BYD وSAIC وGeely وChery وGreat Wall وغيرها.

الاتحاد الأوروبي يغلي ويضغط بكل ما أوتي من قوة، لكن ذلك لم يمنع الصين من استعادة موقعها كشريك تجاري أول لألمانيا، على حساب الولايات المتحدة. أما الخلاصة فجاءت صادمة للأوروبيين على لسان الوزير الفرنسي السابق لوك فري، في قناة LCI، أمس الأحد 7 ديسمبر:

«في عام 2035، ستفرك الصين يديها… وستسحقنا».

اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح.

يرجى ترك هذا الحقل فارغا

تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا