يُعد الاستثمار المسؤول في الفلاحة في تونس توجهًا ضروريًا يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز صمود المجتمعات الريفية، ودعم الاستدامة البيئية، يتم التركيز فيه على الممارسات التي تضمن التنمية المستدامة للقطاع الفلاحي مع مراعاة الجوانب الاجتماعية والبيئية.
يستند الاستثمار المسؤول في الفلاحة إلى المبادئ التي وضعتها منظمات دولية مثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وتشمل اساسا الأمن الغذائي والتغذية عبر المساهمة في ضمان توفر الغذاء الكافي والمغذي للسكان المحليين والاستدامة البيئية من خلال تبني ممارسات تحافظ على الموارد الطبيعية، مثل ترشيد استهلاك المياه (خاصة في ظل شح الأمطار) وحماية التنوع البيولوجي والتنمية الاقتصادية في اطار دعم الاقتصاد عبر زيادة الإنتاجية وتحسين سلاسل القيمة، مع التركيز على المناطق ذات الأولوية.
تثمين ريادة المشاريع المسؤولة
وتدعم وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية الاستثمارات الخاصة الهادفة إلى النهوض بالإنتاج وتحسين الإنتاجية. وتشمل المشاريع التي تندرج في إطار الاستثمار المسؤول الزراعات ذات القيمة المضافة وتحويل وتثمين المنتجات والتكنولوجيات الحديثة ومشاريع الشباب وريادة الأعمال.
انطلقت، الثلاثاء الفارط، بالعاصمة، أشغال ورشة العمل الإقليمية تحت عنوان “تعزيز الاستثمار المسؤول وتشجيع ريادة الأعمال للشباب في القطاع الفلاحي وأنظمة الغذاء”، ببادرة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”.
وتهدف هذه الورشة، التي سجلت حضور خمسين مشاركا من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والسنغال، إلى ضبط وعرض ومناقشة الممارسات الجيّدة الرامية إلى تعزيز الاستثمار المسؤول وريادة الأعمال الشبابية في القطاع الفلاحي وأنظمة الغذاء في شمال وغرب إفريقيا، إلى جانب تعزيز تبادل المعارف والخبرات بين مختلف الأطراف المعنية في الدول الشريكة.
وضمت الورشة فاعلين أساسيين من الوزارات الرئيسية، ووكالات دعم الاستثمار للمؤسسات الصغرى والمتوسطة، إضافة إلى باعثين من الشباب وممثلين عن الجماعات المحلية.
وتتنزل هذه الورشة، في إطار برنامج “المسرّع الزراعي 2.0” الذي وضعته الفاو، بغاية تعزيز الاستثمارات المسؤولة في قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية في تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والسنغال، وذلك وفق ما صرحت به المديرة العامة لوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية، إنجي الدقي.
تعزيز التعاون جنوب/جنوب
وأضافت الدقي، في هذا الصدد، أن الاستثمارات المسؤولة تعد، اليوم، محركا أساسيا للتحول الاقتصادي، إذ توفر أداء ثلاثيا، يتعلّق بما هو اقتصادي، عبر ضمان مردودية مثلى، واجتماعي، من خلال جني الأرباح لفائدة المجموعات والشباب والمستهلكين، وبيئي بفضل الإدارة الرشيدة والمستديمة للموارد الطبيعية.
من جهته أوضح المكلّف بتسيير مكتب “الفاو” في تونس وشمال إفريقيا، محمد العمراني، أن هذه الورشة تمثل فرصة لتعزيز التعاون جنوب/جنوب وبناء المزيد من التآزر بين الجهات الفاعلة في تطوير الاستثمار الزراعي المسؤول، إضافة إلى تعميق الحوار بين المؤسسات وداخل البلدان.
في مواجهة عدة تحديات، تتبنى تونس مجموعة من الاستراتيجيات للتكيف مع التغير المناخي وضمان استدامة قطاع فلاحي مسؤول وذلك بالأساس من خلال إعادة النظر في الخارطة الزراعية حيث تعمل سلط الاشراف على تغيير الخرائط الزراعية لتتناسب مع التغيرات المناخية الجديدة بالتوازي مع تعزيز الإنتاج المستدام والمسؤول عبر وضع استراتيجية جديدة تهدف إلى تحسين الإنتاجية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية. وتهدف هذه الاستراتيجيات إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان الأمن الغذائي في ظل الظروف المتغيرة. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل كبير على استخدام التقنيات الحديثة في إدارة الموارد الزراعية.
وتعمل تونس على تعزيز هذا التوجه من خلال تنظيم ورش عمل إقليمية ومنتديات دولية حول الاستثمار الفلاحي المسؤول لتبادل الخبرات وتحديد التحديات وتقديم حوافز مالية وتسهيلات في إطار قانون الاستثمار لدعم المشاريع ذات الأولوية اضافة الى توفير الدعم للفلاحين في توفير مستلزمات الانتاج وتيسير التمويل لضمان نجاح المواسم الفلاحية.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية