تواجه مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجين" معركةً مصيريةً في اجتماعٍ حاسمٍ بجنيف يوم الخميس.
سيناقش المنظمون والدول المشاركة ما إذا كان ينبغي السماح لإسرائيل بالاستمرار في المسابقة، وسط احتجاجاتٍ على طريقة إدارة حكومتها لحربها على غزة، واتهاماتٍ بممارسات تصويتٍ غير عادلة.
وأعلنت دولٌ، منها أيرلندا وإسبانيا وهولندا وسلوفينيا، أنها ستقاطع مسابقة الأغنية الأوروبية إذا شاركت إسرائيل. في حين أشارت ألمانيا إلى أنها ستنسحب إذا استُبعدت إسرائيل.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أن حاول متظاهرون مناهضون لإسرائيل تعطيل مسابقتي 2024 و2025، مُشيرين إلى معارضتهم لعدد القتلى الفلسطينيين في غزة.
خلال نهائيات هذا العام في بازل، سويسرا، حاول شخصان اقتحام المسرح وإلقاء طلاء على المتسابقة الإسرائيلية، يوفال رافائيل، إلا أن طاقم العمل أوقفهما وأُلقي القبض عليهما لاحقاً.
وحصلت رافائيل في النهاية على المركز الثاني في المسابقة، بعد فوز ساحق في تصويت الجمهور.
إلّا أن النتيجة أثارت ردود فعل عنيفة من دول أخرى، زعمت أن حكومة إسرائيل عززت مكانتها من خلال حملة إعلانية مدفوعة الأجر واسعة النطاق، تحث الناس في جميع أنحاء أوروبا على التصويت لأغنيتهم.
ولم ترد إسرائيل على هذه الاتهامات، لكنها تُصرّ باستمرار على أنها واجهت حملة تشويه عالمية.
وفي الشهر الماضي، أعلن منظمو مسابقة يوروفيجن تشديد قواعد التصويت في المسابقة للحد من تأثير الحكومات على النتائج.
ودون تسمية إسرائيل، صرّح اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU) بأنه "سيُثبّط حملات الترويج غير المتناسبة"، لا سيما إذا "قامت بها أو دعمتها جهات خارجية، بما في ذلك الحكومات أو الهيئات الحكومية".
كما أعلن أن كل مشجع سيتمكن من الإدلاء بعشرة أصوات فقط، بدلاً من عشرين صوتاً؛ وأنه سيتم اتخاذ خطوات لتحسين الكشف عن "أنشطة التصويت الاحتيالية أو المنسقة".
وقال اتحاد الإذاعات الأوروبية: "نأمل بشدة أن تُطمئن حزمة الإجراءات الأعضاء بأننا اتخذنا إجراءات صارمة لحماية حيادية ونزاهة مسابقة الأغنية الأوروبية".
من المأمول أن تكون القواعد الجديدة كافية لتهدئة مخاوف المشاركين بشأن مشاركة إسرائيل في المسابقة.
وسيتم عرضها على أعضاء اتحاد الإذاعات الأوروبية، بمن فيهم المدير العام السابق لبي بي سي تيم ديفي، في الاجتماع العام نصف السنوي للمنظمة يوم الخميس.
وإذا لم يقتنعوا بكفاية التغييرات، فسيتم إجراء تصويت على مستقبل مشاركة إسرائيل.
وتقول ناتاليا غورشاك، رئيسة مجلس إدارة قناة "آر تي في" السلوفينية، لبي بي سي نيوز بأنها تتوقع أن يكون هذا التصويت لصالح إسرائيل.
وإذا حدث ذلك، قد ترفض سلوفينيا المشاركة في المسابقة أو بثها.
وتضيف غورشاك: "أعلم أن الجماهير في سلوفينيا تشعر بخيبة أمل. أنا أيضاً من المشجعين، والأمر مؤسف للغاية لأن فيينا - حيث ستعقد المسابقة - قريبة جداً منا ولن نتمكن من الذهاب إليها. لكن مع ذلك، علينا الالتزام بمبادئنا، وأعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح. أحيانًا نحتاج إلى أن نكون على الجانب الصحيح من التاريخ، وهذه هي اللحظة التي نكون فيها على الجانب الصحيح من التاريخ".
ووصف خبير في مسابقة يوروفيجن، بول جوردان، الوضع بأنه "أزمة حقيقية ليوروفيجن واتحاد الإذاعات الأوروبية".
وقال: "لا يوجد فائزون هنا. ومن المؤسف حقاً أن شيئاً كان من المفترض أن يكون غير سياسي قد أصبح في الواقع لعبة سياسية".
وكان من المقرر إجراء تصويت على مشاركة إسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني، إلّا أنه أُلغي بعد إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقد سافر رولاند فايسمان، المدير العام لهيئة الإذاعة النمساوية، التي ستستضيف مسابقة العام المقبل في فيينا، إلى إسرائيل للقاء الفريق المشارك في مسابقة يوروفيجن والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
وهناك، صرّح للصحفيين بأن إسرائيل "جزء لا يتجزأ من يوروفيجن"، إلّا أن آخرين يختلفون معه في هذا الرأي.
ففي إسبانيا، إحدى الدول الخمس الكبرى التي تُساهم بتمويل المسابقة وفيها جماهير كبيرة لها، تعهدت بالانسحاب إذا شاركت إسرائيل، قائلةً إن إسرائيل استغلت المسابقة لأغراض سياسية.
وفي حديثه أمام لجنة برلمانية، قال رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية إنه يرى مشاركة إسرائيل "غير مقبولة"، واصفاً أفعالها في غزة بـ"الإبادة الجماعية".
وأضاف: "بصفتي رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية، ما زلت أعتقد أن يوروفيجن مسابقة، لكن حقوق الإنسان ليست مسابقة".
ونفت إسرائيل باستمرار اتهامات الإبادة الجماعية في غزة، حيث تجاوز عدد القتلى 70 ألفاً، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع.
وفي حال نجاح التصويت ضد إسرائيل، فمن المرجح أن تنسحب ألمانيا وأن تمتنع عن بث المسابقة، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع البث لوكالة رويترز للأنباء.
إلى ذلك، أعربت مصادر داخل هيئة البث الإسرائيلية "كان" عن اعتقادها بأن المناقشات حول استبعاد إسرائيل غير مبررة، مؤكدةً أن الهيئة ملتزمة تماماً بقواعد اتحاد الإذاعات الأوروبية.
ويوم الأربعاء، وقبل انعقاد الاجتماع العام لاتحاد الإذاعات الأوروبية، أصدرت الهيئة بياناً صحفياً أكدت فيه أنها ماضية قدماً في استعداداتها لاستضافة مسابقة عام 2026.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة