في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في محاولة للحد من نفوذ حزب الله المدعوم إيرانيا، لاسيما بعدما مني بخسائر فادحة في "حرب إسناد غزة" التي فتحها مع إسرائيل العام الماضي، يبدو أن واشنطن تضغط من أجل عدم تسليم حليفه، رئيس البرلمان، نبيه بري، وزارة المالية.
فبينما يواصل رئيس الوزراء المكلف نواف سلام مباحثاته من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، أفاد خمسة أشخاص مطلعين بأن أميركا تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لعدم السماح لحزب الله أو حلفائه من حركة أمل التي يتزعمها بري، بترشيح وزير المالية المقبل للبلاد.
كما كشفوا أن المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى سلام وإلى الرئيس اللبناني، جوزيف عون، الذي تمتع بدعم الولايات المتحدة كقائد للجيش، مفادها أنه لا ينبغي ضم حزب الله إلى الحكومة المقبلة، وفق ما نقلت وكالة رويترز، اليوم الجمعة.
فيما أوضح ثلاثة من المصادر أن رجل الأعمال اللبناني الأميركي مسعد بولس، الذي عينه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستشارا لشؤون الشرق الأوسط، كان أحد الأشخاص الذين نقلوا تلك الرسالة إلى الجانب اللبناني.
وقال مصدر مطلع على الأمر، ومقرب من حزب الله، إن هناك "ضغوطاً أميركية كبيرة على سلام وعون لقص أجنحة حزب الله وحلفائه".
فيما أوضح ثلاثة أشخاص آخرين على دراية مباشرة بالمسألة أن السماح لحزب الله أو حركة أمل بترشيح وزير للمالية سيضر بفرص لبنان في الحصول على أموال أجنبية للمساعدة في تغطية فاتورة إعادة الإعمار الضخمة الناجمة عن حرب العام الماضي، التي سوت فيها الضربات الجوية الإسرائيلية مساحات واسعة من الأراضي في الجنوب والبقاع (شرقا) والضاحية الجنوبية لبيروت بالأرض.
إلى ذلك، كتب ممثلا مجلس النواب الأميركي دارين لحود وداريل عيسى، الجمهوريان اللذان يرأسان جمعية الصداقة الأميركية اللبنانية، رسالة إلى ترامب هذا الأسبوع، طلبا فيها ربط المساعدات المالية وإعادة الإعمار للبنان "بتنفيذ خطوات وسياسات حاسمة".
كما شددا على وجوب ألا تسمح الحكومة اللبنانية الجديدة لأي من أعضاء حزب الله، أو وكلائهم السياسيين، بالعمل ضمنها.
يشار إلى أن هذا التدخل الأميركي المباشر في المشهد السياسي اللبناني، يهدف إلى الاستفادة من التحولات في ميزان القوى في لبنان والشرق الأوسط عامة، مع تراجع قوة وقدرات حزب الله الذي تعرض لضربات قاصمة من قبل إسرائيل، وخسر حليفه المهم في سوريا، بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.