سيطرت أحداث الشرق الأوسط على اهتمام الصحف العالمية، خاصة في ظل تطورات الأوضاع في سوريا والمخاوف من عودة خطر تنظيم الدولة، بالإضافة إلى وجود شركة أمن أمريكية خاصة في غزة لتفتيش العائدين من الجنوب إلى الشمال، وأخيرا حلم العثور على مقبرة الإسكندر الأكبر، الذي مازال يراود الكثيرين حول العالم.
والبداية من سوريا وتحذير صحيفة التلغراف البريطانية من أن "قنبلة داعش الموقوتة" تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط، وذلك في تحليل مطول للكاتبة ليز كوكمان، من الحسكة في إقليم شمال وشرق سوريا.
ودخلت ليز إلى مخيم الهول، الذي يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة، وتحرسه قوات سوريا الديقراطية (قسد) ذات الأغلبية الكردية، وتصف من بداخله بأنهم "أكبر تجمع لبقايا دولة الخلافة الدموية التي حكمها داعش ذات يوم".
ونقلت ليز تحذيرات قوية من أن مخيم الهول وغيره مثل مخيم روج الأصغر في الشمال وسجون أخرى غير معروفة تضم آلاف "الإرهابيين الموالين للتنظيم"، الذي مازال "متعطشا للدماء" على وشك الانهيار.
وقالت إنه منذ سقوط داعش قبل ست سنوات، لم تجد الحكومات الأجنبية حلا طويل الأجل للمشاكل الأمنية وخطر عودة التنظيم، وذلك رغم وجود مواطنين أجانب ومنهم بريطانيين.
يُعتقد أن حوالي 20 امرأة بريطانية و40 طفلاً و10 رجال كان ضمن صفوف داعش محتجزين هناك.
ويشير تحليل الصحيفة إلى أن المخاوف المتعلقة بعودة التنظيم تزايدت مؤخرا، مع دخول سوريا مرحلة جديدة من "عدم اليقين بعد سقوط بشار الأسد، بالإضافة إلى تحذيرات من هروب "إرهابي داعش" المحتجزين في شمال شرق سوريا، نتيجة لخفض دونالد ترامب للمساعدات الأجنبية الخارجية.
وأشارت إلى أنه بالفعل تم إيقاف التمويل الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية لعدة أيام، مما أدى إلى عدم حضور الحراس المحليين إلى العمل. وقد أعادت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الإثنين التمويل لمدة أسبوعين، لكن لا يزال من غير الواضح ما الذي سيحدث بعد انتهاء الإجراء المؤقت.
وقال تشارلز ليستر، مدير برنامج مكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط، "لا يمكن التهاون مع التهديد...هذا هو أكبر عدد من الإرهابيين المسجونين في أي مكان في العالم على الإطلاق..ويظل داعش مصمماً على شن هجمات هروب جماعية".
ويصف خالد إبراهيم، وهو مسؤول في المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي بحكم الأمر الواقع في شمال شرق سوريا، المنشآت في جميع أنحاء المنطقة بأنها "قنابل موقوتة".
وأشارت الكاتبة إلى ان العديد من البلدان، وخاصة في أوروبا، كانت مترددة في إعادة مواطنيها، لأن بعض قادة أوروبا يعتبرون إعادتهم "انتحارا سياسيا"، خوفا من تعزيز التطرف ونقص الأدلة في ساحة المعركة لمحاكمة المشتبه بهم في الإرهاب.
وهناك تحدي أخر يتمثل في تركيا التي تعتبر قوات قسد حليفة لحزب العمال الكردستاني الانفصالي (PKK)، الذي يشن تمردًا منذ عقود ضد الدولة التركية.
كما أن أنقرة تدعم عددا من "المتمردين" الذين ساعدوا في الإطاحة بنظام الأسد الاستبدادي، ولديها علاقات مع هيئة تحرير الشام، وهو ما زاد من "النفوذ التركي وتأثيرها على مستقبل سوريا".
على الرغم من نفوذها المتزايد، هدد أعضاء إدارة ترامب القادمة بفرض عقوبات على تركيا بسبب الهجمات في شمال شرق البلاد، قائلين إنها تهدد المهمة الرئيسية المتمثلة في منع عودة داعش.
وختمت الصحيفة تقريرها بأن الوضع الراهن "غير مستقر"، ولا يوجد حل واضح في الأفق. وفي الوقت نفسه، ويبقى السؤال - إلى متى يمكن أن تصمد معسكرات السجن، وماذا يحدث إذا انهارت دفاعاتها؟
"مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا" - جيروزاليم بوست
"نفوذ قطر المتنامي في المنطقة فرصة أم تهديد إقليمي لإسرائيل؟ " - جيروزاليم بوست
"تهديدات وكلاء إيران لإسرائيل لا تزال قائمة في الشرق الأوسط" – جيروزاليم بوست
تناولت صحيفة تايمز أوف إسرائيل الإسرائيلية التطورات في غزة مع عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين حمس وإسرائيل برعاية مصرية قطرية أمريكية، وقالت إن شركة أمنية أمريكية تستعين بمحاربين قدامى في القوات الخاصة لإدارة نقطة تفتيش رئيسية بين الجنوب والشمال في غزة.
وبحسب التقرير المطول لجوناثان لنداى وآرام روستون، فإن شركة الأمن الخاصة الأمريكية يو جي سوليوشن، تعمل إلى جانب أفراد الأمن المصريين لإجراء عمليات تفتيش عند نقطة التفتيش حيث يتقاطع ممر نتساريم مع شارع صلاح الدين.
وأعلنت الشركة الأمريكية الصغيرة عن تعيين 100 من القوات الخاصة الأمريكية السابقين للمساعدة في إدارة نقطة تفتيش في غزة، وفقا لمتحدث باسم الشركة ورسالة بريد إلكتروني تطلب موظفين من الجنود السابقين، اطلعت عليها رويترز، وبالفعل دخل مقاولون أمريكيون مسلحون إلى غزة.
وتأسست الشركة الأمريكية في 2023 في ديفيدسون بولاية نورث كارولينا، وتدفع لكل موظف في غزة أجر يومي يبدأ من 1100 دولار مع دفعة مقدمة قدرها 10000 دولار، وبالإضافة لتوفير 500 ألف دولار في التأمين ضد الوفاة العرضية وبتر الأطراف، ويرتفع الأجر اليومي لأطباء القوات الخاصة الأمريكية السابقين إلى 1250 دولارا.
وقال المتحدث باسم الشركة، الذي أكد صحة البريد الإلكتروني، إنهم سيعملون على نقطة التفتيش عند تقاطع رئيسي في المناطق الداخلية بغزة، لكنه لم يذكر المتحدث عدد المقاولين الموجودين بالفعل في غزة.
وقالت الصحيفة إن الجنود مدربين لمواجهة المخاطر ومنها الاشتباك مع "الإرهابيين أو الفلسطينيين" الغاضبين من دعم واشنطن للهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقال المتحدث باسم الشركة إن هناك قواعد اشتباك تحكم متى يمكن للموظفين إطلاق النار، لكنه رفض الكشف عنها، "لدينا الحق في الدفاع عن أنفسنا".
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل طالبت بأن يتضمن الاتفاق استخدام شركة أمنية خاصة تعمل مع "شركة أو قوات أمنية مصرية" للمساعدة في الحفاظ على الأمن وتدفق المساعدات الإنسانية في غزة.
وقال مصدر مصري إن المصريين عند نقطة التفتيش هم من القوات الخاصة التي تدربت في الأشهر الأخيرة بما في ذلك على مكافحة الإرهاب.
وقال المتحدث باسم الشركة الأمريكية: "نحن نركز فقط على المركبات"، وذكر بريد إلكتروني للشركة أن مهمتها الأساسية هي "إدارة نقاط التفتيش الداخلية للمركبات وتفتيشها".
وبحسب الصحيفة فقد أدى استخدام الولايات المتحدة لشركات الأمن الخاصة في الماضي إلى كارثة. ففي عام 2007، أطلق متعاقدون مع شركة بلاك ووتر المنحلة، النار على 14 مدنيا في ساحة النسور ببغداد، مما أشعل أزمة دبلوماسية وأثار غضب العراقيين. وأدين أربعة من أفراد بلاك ووتر في محكمة أمريكية وعفا عنهم ترامب في ولايته الأولى.
في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أثار عالم الآثار المصري زاهي حواس مجددا التساؤل حول سر مقبرة الإسكندر الأكبر، وقال إن العثور على المقبرة حلما للأثريين في كل مكان بالعالم. وهناك البعض الذي يعتقد أن الإسكندر الأكبر دفن في الإسكندرية، والبعض الآخر يعتقد أنه دفن في سوريا.
وقال حواس إن أولى الحفريات للوصول إلى المقبرة كانت على يد طباخ يوناني يعمل في أحد المطاعم اليونانية بالإسكندرية. بدأ هذا الطباخ في إقناع بعض الأثرياء من التجار اليونانيين بالإسكندرية، أنه يعرف مكان مقبرة الإسكندر الأكبر. ولذلك قام بعضهم بإمداده بالأموال وبدأ في الحفائر في محطة الرمل. واستطاع أن يحصل على تصريح! واستمر يحفر لسنوات بالقرب من محطة الرمل، ولم يعثر على أي دليل للمقبرة.
أما المرة الثانية، فكانت أيضاً من بعض المغامرين وفي شارع النبي دانيال الشهير بالإسكندرية، حيث توجد به مقبرة اعتقدت خطأ أنها خاصة بالإسكندر الأكبر.
والمرة الثالثة كانت لسيدة يونانية استطاعت بطريقة ما غير معروفة أن تحصل على تصريح لعمل حفائر في واحة سيوة. وهناك يوجد معبد الوحي الشهير الذي كشف عنه عالم الآثار الألماني شتاين دورف. وجاءت هذه السيدة لتعلن أن بهذا المعبد يوجد قبر الإسكندر الأكبر، وللأسف الشديد قامت هذه السيدة بمؤتمر صحافي ومعها رئيس هيئة الآثار في ذلك الوقت، ليعلنوا أمام العالم كله أنهم كشفوا مقبرة الإسكندر الأكبر! وكان هذا الإعلان أكبر مهزلة في تاريخ الآثار، حسب الكاتب.
وعن قصته هو مع مقبرة الإسكندر الأكبر يقول عالم الآثار المصري، إنها تعود لتكريمه في مهرجان سينمائي ببلدة ساحلية جميلة بإيطاليا تعرف باسم كورتونا، وكان من ضمن المدعوين مشاهير هوليوود منهم ريتشارد درايفز ورالف أوليفر. ووقت العشاء قال له الممثل الشهير: «إنني أعرف مكان مقبرة الإسكندر الأكبر!».
وأضاف حواس "حاولت الرد عليه، وطلبت منه ألا يتحدث عن الآثار، وأكدت له أن ما يقوله ليس له أساس من الصحة. بل وقلت له إن فيلم الإسكندر الذي أنتجه كان فيلماً مملاً للغاية ولم أشاهد فيه غير 15 دقيقة."