في إنجازٍ جديد يؤكد تسارع البرنامج الفضائي الصيني، أعلنت وكالة الفضاء الصينية عن نجاح مهمة "شنتشو-21" في الالتحام بمحطة الفضاء الصينية تيانغونغ خلال 3 ساعات ونصف فقط من الإطلاق، وهي أسرع عملية التحام في تاريخ البرنامج الفضائي الصيني حتى الآن.
انطلقت المركبة من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية شمال غرب البلاد، حاملة على متنها 3 رواد فضاء في مهمة تمتد لنحو 6 أشهر، تهدف إلى إجراء سلسلة من التجارب العلمية المتقدمة.
تشمل التجارب، وعددها 27 تجربة، مجالات مثل البيولوجيا الفضائية، والطب، وعلوم المواد، ومن أبرز هذه المشاريع إرسال 4 فئران إلى الفضاء لدراسة تأثير الجاذبية الصغرى على الوظائف الحيوية للكائنات الحية.
التحام "شنتشو-21" بمحطة تيانغونغ بعد 3 ساعات ونصف فقط يظهر تطورا كبيرا في تقنيات الملاحة المدارية، ففي السابق، كانت مثل هذه العمليات تستغرق نحو 6 إلى 8 ساعات.
هذه السرعة تقلل زمن تعرض الرواد للإجهاد بعد الإطلاق، وتسمح ببدء التجارب العلمية بسرعة أكبر.
وقد تم ذلك بفضل الاعتماد على نظام ذكي للملاحة الذاتية، قادر على إجراء تصحيحات دقيقة في المسار دون تدخل بشري مباشر، وهو تطور يقرب الصين خطوة إضافية من تحقيق مهمات فضائية مؤتمتة بالكامل.
تمثّل محطة تيانغونغ (ويعني اسمها "القصر السماوي") حجر الزاوية في برنامج الصين الفضائي طويل المدى. والمحطة مكوّنة من 3 وحدات رئيسية: تيانهه، كوحدة مركزية للمعيشة والتحكم، ووحدتي المختبر: ونتيان ومنغتيان.
ومن خلال تدوير الطواقم كل 6 أشهر، أصبحت تيانغونغ الآن محطة مأهولة بشكل دائم، على غرار محطة الفضاء الدولية التي تتقاسمها روسيا والولايات المتحدة وشركاؤهما.
من الناحية الإستراتيجية، تعكس المحطة، ونجاحاتها المتتالية، رغبة الصين في تحقيق استقلال تام بالفضاء، خصوصا بعد استبعادها من المشاركة في محطة الفضاء الدولية.
وتسعى بكين أيضا إلى فتح محطتها أمام تعاون دولي محدود مع دول آسيوية وأفريقية، ما يجعل تيانغونغ منصة جديدة للبحث العلمي خارج الاحتكار الغربي التقليدي.
وفي هذا السياق، أكّدت وكالة الفضاء الصينية أن برنامجها القمري المأهول يسير وفق الجدول الزمني لاستهداف هبوط روّاد صينيين على القمر بحلول عام 2030.
ومن ثم فمهمة "شنتشو-21" تعد تدريبا حيا في مدار الأرض، تمهيدا لتطبيق أنظمة الدعم الحياتي والتحكم في المركبات الفضائية على مسافات أبعد.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة