آخر الأخبار

اعتقالات عقب احتجاجات في إيران والموساد يدعو لتكثيف الحراك

شارك
، دعا الموساد الإسرائيلي المتظاهرين الإيرانيين إلى تكثيف حراكهم الاجتماعي، مؤكداً أنه معهم "على الأرض"صورة من: Fars News Agency/AP/picture alliance

ذكرت وسائل إعلام إيرانية اليوم الأربعاء (31 ديسمبر/كانون الأول 2025) أن السلطات نفذت الاعتقالات الأولى خلال مظاهرات في العاصمة طهران وغيرها من المدن.

وأفادت صحيفة الشرق بأن أربعة طلاب اعتقلوا في جامعة طهران. ولم يتضح على الفور من كان مسؤولاً عن الاعتقالات أو أين احتُجز الطلاب. وذكرت المنصة الإعلامية أمير كبير التي يديرها الطلاب في وقت سابق أن قوات الأمن حاصرت الجامعة وأن الطلاب المحتجين محاصرون في الحرم المركزي.

وتحدثت السلطات الإيرانية اليوم الأربعاء عن "هجوم" على مبنى حكومي في جنوب إيران. وأفادت السلطات الإيرانية بتعرض مبنى حكومي في جنوب إيران لهجوم في اليوم الرابع من الاحتجاجات على غلاء المعيشة والأزمة الاقتصادية.

انطلقت حركة احتجاجية عفوية ضد غلاء المعيشة بين أصحاب المحلات التجارية قبل أن تمتد إلى بعض الجامعات. صورة من: Social Media/ZUMA/IMAGO

ونقل موقع "ميزان" القضائي عن رئيس السلطة القضائية في مدينة فسا حامد أوستوفار قوله: "تضررت البوابة الرئيسية لمبنى محافظ المدينة في هجوم نفذه عدد من الأفراد"، من دون تحديد ملابسات الهجوم أو الإشارة إلى الاحتجاجات. وتقع المدينة على بُعد 780 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران، حيث انطلقت حركة احتجاجية عفوية ضد غلاء المعيشة الأحد بين أصحاب المحلات التجارية، قبل أن تمتد إلى بعض الجامعات.

وبدأت المظاهرات يوم الأحد الماضي في العديد من المقاطعات التجارية بطهران، الناتجة عن الأزمة الاقتصادية الجارية وعدم قدرة الحكومة على السيطرة على الانهيار السريع للعملة. وسريعا جرى ترديد الشعارات السياسية المناهضة للنظام الإسلامي، حتى أن بعض المتظاهرين دعوا إلى عودة الملكية.

رد فعل شرطي عنيف

وبحسب شهود عيان، اندلعت المظاهرات في مدن إيرانية رئيسية أخرى في اليوم الثاني، صاحبها رد فعل شرطي عنيف. وتعهد الرئيس مسعود بزشكيان بإجراء إصلاحات اقتصادية في رسالة مقتضبة وأعلن استعداده للدخول في حوار وهو ما تجاهله المتظاهرون.

وكتب بزشكيان في تغريدة له على حسابه بموقع إكس: "إنّ معيشة الشعب هي شاغلي اليومي. لدينا إجراءات أساسية على جدول الأعمال لإصلاح النظام النقدي والمصرفي والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين. وقد كلّفتُ وزير الداخلية بالاستماع إلى المطالب المشروعة للمتظاهرين من خلال الحوار مع ممثليهم، حتى تتمكن الحكومة من العمل بكلّ ما أوتيت من قوة لحلّ المشاكل والاستجابة بمسؤولية".

وتحدثت وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة بشكل كبير عن المظاهرات، دون الإشارات إلى الشعارات القاسية ضد القيادة السياسية. وبعدما اكتسبت المظاهرات زخماً، تحدثت قوى الأمن عن "مؤامرة أجنبية من أعداء إيران" بهدف خلق اضطرابات وعدم استقرار في البلاد.

الموساد يؤكد دعمه مظاهرات إيران "على الأرض"

من جانبه، دعا الموساد الإسرائيلي (جهاز المخابرات الإسرائيلي) الأربعاء المتظاهرين الإيرانيين إلى تكثيف حراكهم الاجتماعي، مؤكداً أنه معهم "على الأرض"، فيما اتسعت رقعة التظاهرات الثلاثاء إلى عشر جامعات على الأقل.

وتوجه جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي إلى المتظاهرين الإيرانيين في بيان بالفارسية عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" بالقول "اخرجوا إلى الشوارع معاً. لقد حان الوقت. نحن معكم".

وأضاف البيان الذي بثته إذاعة الجيش باللغة العبرية الأربعاء: "ليس فقط من بعيد أو بالكلام، بل نحن معكم أيضاً على الأرض". ويأتي هذا النداء عقب محادثات عُقدت هذا الأسبوع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هدد الرئيس الأمريكي بعدها إيران بشن المزيد من الضربات عليها في حال أعادت بناء برامجها النووية أو الصاروخية البالستية.

واتهمت الجمهورية الإسلامية اسرائيل مراراً بتنفيذ عمليات تخريب لمنشآتها النووية وباغتيال علماء وعسكريين وسياسيين على أراضيها. وأثبت الموساد بالفعل طوال عقود قدرته على التغلغل حتى أركان السلطة في الجمهورية الإسلامية.

وشنت إسرائيل في يونيو/حزيران 2025 هجوما غير مسبوق على إيران استهدف مواقع عسكرية ونووية إضافة إلى مناطق سكنية. وأشعل الهجوم حرباً استمرت 12 يوماً، ردت خلالها إيران بهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية يومها أن الهجوم نُفِّذ بواسطة طائرات مسيّرة أُدخِلَت سلفا إلى إيران، إلى جانب صواريخ وطائرات مقاتلة. وفي يوليو/تموز 2024، تعرضت إيران لاختراق خطير باغتيال إسرائيل في طهران رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وشهدت إيران الثلاثاء تمدداً لحركة الاحتجاج ضد غلاء المعيشة وتدهور الوضع الاقتصادي، مع انضمام طلاب في عشر جامعات على الأقل إلى التظاهرات، فيما دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان للإنصات إلى "المطالب المشروعة " للمتظاهرين. غير أن موجة السخط الحالية إزاء غلاء المعيشة لا تزال في هذه المرحلة أضيق بكثير مقارنة بالاحتجاجات الواسعة التي هزت إيران أواخر عام 2022 عقب وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني أثناء احتجازها.

شهدت إيران الثلاثاء تمدداً لحركة الاحتجاج ضد غلاء المعيشة وتدهور الوضع الاقتصادي، مع انضمام طلاب في عشر جامعات على الأقل إلى التظاهراتصورة من: Fars News Agency/ZUMA/IMAGO

محافظ جديد للبنك المركزي

على جانب آخر، عيّنت إيران اليوم الأربعاء محافظاً جديداً للبنك المركزي، بعد استقالة المحافظ السابق في أعقاب انخفاض قياسي في قيمة العملة مقابل الدولار الأمريكي، مما أثار احتجاجات واسعة النطاق. وأدى انهيار الريال، العملة الإيرانية، إلى اندلاع أكبر احتجاجات في البلاد، منذ ثلاث سنوات.

وذكر تقرير صادر عن وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أن حكومة الرئيس مسعود بزشكيان عين عبد الناصر همتي، وزير الاقتصاد السابق، محافظاً جديداً للبنك المركزي للجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويحل محل محمد رضا فرزين، الذي استقال أمس الأول الإثنين.

ويقول خبراء إن معدل التضخم الذي يبلغ 40% أدى إلى حالة من الاستياء الشعبي. وبلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 1,38 مليون ريال اليوم الأربعاء، مقارنة بـ430 ألف ريال، عندما تولى فرزين منصبه عام 2022. وأغلق العديد من التجار وأصحاب المحلات متاجرهم وخرجوا إلى شوارع طهران ومدن أخرى للاحتجاج.

تحرير: عماد حسن

DW المصدر: DW
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا