آخر الأخبار

اختبار جديد للتوازن بين أميركا وروسيا.. توماهوك بمرمى موسكو

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

روسيا تحذر واشنطن من مخاطر تمكين أوكرانيا من صواريخ توماهوك

تتجه الأنظار مجددًا نحو جبهة الصراع الروسي–الأوكراني، بعد أن كشفت دراسة صادرة عن المعهد الأميركي لدراسة الحرب (ISW) أن تزويد كييف بصواريخ كروز "توماهوك" سيحدث تحوّلًا نوعيًا في قدراتها الهجومية.

الدراسة قدّرت أن حصول أوكرانيا على هذه الصواريخ يفتح أمامها نطاق استهداف يصل إلى نحو ألفي هدف داخل العمق الروسي، بما يشمل قواعد جوية ومنشآت صناعية حيوية ومراكز إنتاج الطائرات المسيّرة.

وتشير التحليلات إلى أن مدى الصواريخ الجديد، الذي يتراوح بين 1600 و2500 كيلومتر، يمنح أوكرانيا قدرة على ضرب أهداف استراتيجية عميقة، وهو ما اعتبرته موسكو تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء.

تحذيرات روسية حادة

ردّ موسكو لم يتأخر، فـالكرملن حذّر واشنطن من “عواقب وخيمة” في حال المضي قدمًا بتسليح كييف بتوماهوك.

رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي ذهب أبعد، معتبرًا أن هذه الخطوة “قد تفتح الباب أمام حرب عالمية ثالثة”، محملًا الولايات المتحدة مسؤولية أي تصعيد نووي محتمل.

التحذيرات أعادت إلى الأذهان سوابق روسية مماثلة، حين لوّحت موسكو بالرد على تسليم أوكرانيا هايمرز وأتاكامز وطائرات F-16، لكن تلك التهديدات لم تمنع الغرب من المضي في دعم كييف، ولم تُترجم إلى تصعيد مباشر من جانب روسيا حتى الآن.

ومع ذلك، يبدو أن توماهوك تمثل، في نظر موسكو، اختبارًا مختلفًا بحكم مداها وقدرتها على اختراق منظومات الدفاع الروسية، ما جعل القيادة الروسية تتحدث هذه المرة بلغة “الرد الحازم” وليس “التحذير فقط”.

ريابكوف: الزخم السياسي استُنفد

في السياق ذاته، أشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إلى أن الزخم الذي نشأ عقب لقاء الرئيسين بوتين و ترامب “قد استُنفد تمامًا”، مضيفًا أن إدخال صواريخ توماهوك إلى الميدان “سيغيّر الوضع التكتيكي في أوكرانيا، لكنه لن يوقف الأهداف الروسية الاستراتيجية”.

ريابكوف شدّد على أن استخدام هذه الصواريخ يتطلب “مشاركة أميركية مباشرة على الأرض”، ما يعني أن موسكو تعتبر تزويد كييف بها انخراطًا عسكريًا أميركيًا فعليًا في الحرب.

بوش: توماهوك قد تصل إلى الكرملين

في حديثه إلى “التاسعة” على سكاي نيوز عربية، قدّم أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأكاديمية للعلوم السياسية في موسكو، نزار بوش، قراءة أكثر حدة للمشهد.

قال بوش إن الحديث عن “مرور موسكو على هذه التطورات مرور الكرام” خطأ كبير، مشيرا إلى أن كل دفعة تسليح غربي سابقة — من ستورم شادو إلى F-16 — واجهتها روسيا بتصعيد ميداني وضربات دقيقة أدت إلى تدمير هذه الأنظمة “على الأرض الأوكرانية”.

وأضاف: “نحن أمام مرحلة جديدة وخطيرة جدًا. صواريخ توماهوك بمدى 1600 إلى 2500 كيلومتر يمكن أن تستهدف الكرملن نفسه إن اخترقت الدفاعات الروسية. لا توجد دولة في العالم محصّنة تمامًا، حتى الولايات المتحدة لم تتمكن من صد كل الطائرات المسيّرة الحوثية رغم حمايتها لإسرائيل”.

واعتبر بوش أن الخطر الحقيقي يكمن في أن هذه الصواريخ يمكن تزويدها برؤوس نووية، كما أن إطلاقها قد لا يكون بقرار أوكراني بحت، بل “بإشراف أوروبي وأميركي مباشر”.

ويرى أن هذا التطور “يعني دخولًا شبه مباشر للولايات المتحدة في الحرب”، لكنه عبّر عن ثقته بوجود “عقلاء في واشنطن” قد يوقفون هذا المسار قبل الانفجار.

بين موسكو وواشنطن.. لاعب أوروبي مشاغب

تحليل بوش أشار إلى أن الدور الأوروبي بات عامل اضطراب إضافي في التوازن القائم. إذ قال: "الأوروبيون، رغم دفء العلاقات بين بوتين وترامب مؤخرا، يحاولون إفشال أي مسار تهدئة. يريدون جر واشنطن إلى مواجهة مفتوحة مع موسكو".

ورأى أن بعض الدول الأوروبية تسعى لإطالة أمد الحرب لاستنزاف روسيا “اقتصاديا وعسكريا وبشريا”، بهدف دفعها لاحقًا إلى طاولة المفاوضات “من موقع ضعف”. لكنه وصف هذا السيناريو بأنه “حلم إبليس بالجنة”، مؤكدًا أن روسيا لن تتراجع عن أهدافها المعلنة منذ بداية عمليتها العسكرية.

أوروبا في مرمى “الحرب الهجينة”

على الجانب المقابل، جاء الاتهام الأوروبي لروسيا ليضيف طبقة جديدة من التعقيد. فقد اتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين موسكو بشن “حرب هجينة” ضد أوروبا عبر هجمات بطائرات مسيرة وبالونات مجهولة المصدر وانتهاكات متكررة للمجال الجوي الأوروبي.

فون دير لاين دعت إلى ردّ أوروبي موحّد وتعزيز منظومات الدفاع والرصد، مشددة على ضرورة “محاسبة المسؤولين فور توافر الأدلة”. الرسالة الأوروبية بدت إشارة إلى أن القارة العجوز تستعد لمرحلة أمنية جديدة تتجاوز حدود الصراع في أوكرانيا نحو مواجهة مباشرة مع التهديد الروسي المحتمل.

على حافة اختبار الردع

بين صواريخ توماهوك التي تهدد بالوصول إلى قلب موسكو، وتحذيرات روسيا من “الرد المباغت”، تبدو الأزمة الأوكرانية على وشك دخول طور أكثر خطورة.

الولايات المتحدة توازن بين دعم كييف واسترضاء الداخل، أوروبا تخشى الانجرار إلى مواجهة شاملة، وروسيا تلوّح بردع “استراتيجي” قد يتجاوز الميدان الأوكراني نفسه.

النتيجة حتى الآن: مرحلة انتظار مشحونة، يراقب فيها الجميع ما إذا كانت الصواريخ ستبقى على الورق، أم أن أول إطلاق لها سيكون شرارة اختبار جديد لمعادلة الردع بين موسكو وواشنطن.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل دونالد ترامب حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا