كشفت دراسة جديدة، أجرها معهد WEHI الأسترالي، عن التأثيرات المباشرة للنظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة على صحة الأمعاء، لتصبح الأولى من نوعها التي تبرز هذا الرابط الحاسم.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي أجريت في المرحلة ما قبل السريرية على نماذج حيوانية، أن تناول عدد قليل من الوجبات الغنية بالدهون المشبعة قادر على إثارة التهابات داخل الجسم، حتى وإن تأخرت الأعراض الجسدية لسنوات على شكل أمراض مزمنة.
وقال الدكتور سيريل سيليت، أحد كبار الباحثين في الدراسة: "كل وجبة نتناولها تترك أثرا على صحة الأمعاء، وكلما ارتفعت نسبة الدهون المشبعة، تراكم الالتهاب تدريجيا، ما يضعف دفاعات الجسم الداخلية ويمهد الطريق لالتهاب مزمن، قد لا تظهر أعراضه لسنوات".
ورغم عدم وجود علامات جسدية فورية، مثل زيادة الوزن، رصد الباحثون تغيرات مجهرية في أنسجة الأمعاء لدى الفئران بعد تناول بضع وجبات دهنية، ما يبرهن على أن الالتهاب يمكن أن يتطور بصمت.
وأظهرت الدراسة أن النظام الغذائي عالي الدهون يؤدي إلى انخفاض سريع في مستويات بروتين IL-22، وهو عنصر أساسي في حماية الأمعاء من الالتهاب وتنظيم استجاباتها المناعية.
وأشار الباحث لي شيونغ، المعد المشارك في الدراسة، إلى أن الدهون المشبعة لا تسبب الالتهاب فقط، بل تعطّل أيضا قدرة الجسم على مكافحته.
وقال: "يعد IL-22 خط الدفاع الأول للأمعاء. واكتشفنا أن الفئران فقدت هذا البروتين الحيوي خلال يومين فقط من تناول الأطعمة الغنية بالدهون، ما أدى إلى خلل في وظائف الأمعاء، رغم أن الفئران لم تظهر أي أعراض واضحة".
كما لاحظ الفريق أن الدهون غير المشبعة – مثل تلك الموجودة في المكسرات والأفوكادو – تعزز إنتاج IL-22، وهو اتجاه يعتقد أنه ينطبق على البشر أيضا.
وتمكن الباحثون من استعادة صحة الأمعاء لدى الفئران عبر رفع مستويات IL-22، ما يشير إلى إمكانية تطوير تدخلات علاجية مستقبلية للبشر تعتمد على تعزيز هذا البروتين أو الحفاظ على مستوياته طبيعيا.
ويأمل الفريق أن تساهم نتائجهم في تعديل الإرشادات الغذائية مستقبلا لتشجيع استهلاك الدهون غير المشبعة وتفادي الدهون المشبعة، خاصة بين الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض التهابية مزمنة.
نشرت الدراسة في مجلة Immunity.
المصدر: ميدكال إكسبريس