يقول باحثون إن ثمة اختلافاً في الرأي بين الأطباء والجمهور بشأن أعراض الإمساك، مما يفوّت على بعض من الذين يعانون من هذه الحالة فرصة الحصول على النصائح والعلاجات المناسبة.
وخلصت دراسة إلى أنه بينما يؤمن الأطباء بأن تباعد فترات التبرّز يشكل علامة مهمة لوجود خلل أو مرض، لا يؤمن بذلك إلا أقل من ثلث العامة.
وقال فريق البحث الذي أعد الدراسة من كلية كينغز كوليدج في لندن، إنه ثمة حاجة ماسة لوضع تعريف جديد للإمساك، يعتمد على التجارب التي يمر بها المرضى.
وقالت منظمة "غاتس يو كيه" الخيرية المعنية بهذه الأمور: "هذا يعني أن النقاش حول موضوع التبرز لم يعد محرّماً".
والإمساك حالة واسعة الانتشار، إذ يعاني منه واحد من كل سبعة أشخاص ليست لديهم أي مشاكل صحية أخرى.
وغني عن القول إن الإمساك يعني الصعوبة في التغوّط، لكن الطرق المتّبعة في تشخيصه تختلف اختلافاً واسعاً.
ويقول باحثون إن قائمة الأعراض أدناه، قد تساعد في بلورة تعريف جديد للإمساك:
شمل بحث كينغز كوليدج 2557 شخصاً و411 طبيباً عاماً و365 مختصاً في أمراض الجهاز الهضمي.
وتوصل فريق البحوث إلى أن الأعراض التي تراها غالبية الناس على أنها أعراض للإمساك ليست مدرجة في أي من معايير التشخيص المعتمدة رسمياً.
ومن هذه الأعراض:
كما كشف البحث أن الأطباء والعامة غير متفقين على الظواهر والأعراض التي ينبغي رصدها وتتبعها.
فالأطباء يولون أهمية خاصة بتباعد فترات التبرز باعتبارها عرضاً من أعراض الإمساك، لكن نصف العامة فقط من الذين يقولون إنهم مصابون بالإمساك، عانوا من هذا العرض.
قالت رئيسة فريق البحوث، إيريني ديميدي، التي تعمل في كينغز كوليدج: "قد يشير البحث الذي أجريناه إلى أنّ أولئك الذين يطلبون المساعدة لعلاج أعراض الإمساك التي يعانون منها لا يحصلون في كل الحالات على التشخيص والعلاج اللازمين".
وأضافت ديميدي أن غياب الأطعمة الغنية بالألياف والسوائل هو السبب الرئيسي للإمساك، لكن الإمساك قد يكون عرضاً لأمراض أخرى، كسرطان الأمعاء الغليظة، أو داء الرتوج (انفتاق الغشاء المخاطي للأمعاء)، أو الداء الزلاقي (مرض يصيب الجهاز الهضمي كرد فعل على التعرض لمادة الجلوتين الموجودة في الخبز).
وقالت ديميدي إنه "من المهم دائماً أن تستشير الطبيب إذا لاحظت وجود أي أعراض معوية".
وتقول جولي هارينغتون، التي تعمل مع جمعية "غاتس يو كيه" الخيرية، إن الاستماع لما يقوله المرضى عن الإمساك "أمر مهم جداً".
وتضيف: "المرضى هم الخبراء نتيجة التجربة، وعندما يتفقون مع المختصين تكون تلك غاية المراد".
وتقول إن هناك أكثر من شكل للإمساك، وإن الذين يعانون منه تظهر عليهم أعراضٌ مختلفة.
وتشرح: "تشخيص مشاكل الأمعاء أقل ترجيحاً من تشخيص أمراض أجهزة الجسم الأخرى، لأن الذين يعانون منها ينتظرون عادة من 6 إلى 12 شهراً قبل مراجعة الطبيب، ويعود السبب في ذلك إلى الشعور بالقلق والإحراج".
وتضيف: "يجب أن تكون على اتصال وثيق بجسمك".
من الصعب الإجابة على هذا السؤال، فالوتيرة تختلف اختلافاً كبيراً بين شخص وآخر.
لكن البحث أظهر أن المعدل بين غير المصابين بالإمساك يبلغ سبع عمليات تبرز في الأسبوع الواحد.
إلا أن خبراء يقولون إن الوتيرة الطبيعية تتراوح بين ثلاث مرات تبرز في اليوم وثلاث مرات في الأسبوع.
لذا، من الضروري أن يتعرف المرء على ما هو طبيعي بالنسبة له، ومن ثم الانتباه إلى أي تغيير قد يحدث.
وبحسب الإرشادات التي أصدرتها خدمة الضمان الصحي في بريطانيا، فإن معظم الناس بإمكانهم التعرف على الحالة بأنفسهم ويحاولون التصدي لها بزيادة تناول الأطعمة المحتوية على الألياف والإكثار من شرب السوائل.
ومن الأغذية الغنية بالألياف الخبز الأسمر، والمعكرونة السمراء، والفواكه، والمكسرات، والحبوب، والبقول.
ومن الأمور التي قد تساعد في التخلص من الإمساك ممارسة الرياضة وتناول الوجبات بانتظام.
واذا أخفقت كل هذه الاجراءات، يمكنك اللجوء إلى تناول الأدوية المليّنة.
لكن من الضروري مراجعة الطبيب إذا استمرت المشكلة، وإذا كانت هناك أعراض أخرى.