آخر الأخبار

محلل إسرائيلي: حماس لن ترفع الراية البيضاء وجيشنا يهدم ولا ينتصر

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قال المحلل الإسرائيلي آفي يسسخاروف إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن ترفع الراية البيضاء مهما امتدت العمليات العسكرية الإسرائيلية ومهما بلغ حجم الدمار في قطاع غزة .

وحذر من أن الاحتلال يغرق في حرب عبثية لا هدف حقيقيا لها، وسط تآكل ثقة الجمهور بالحكومة الإسرائيلية وقيادتها التي ترفض السعي إلى حل سياسي ينهي الحرب ويعيد الرهائن.

وقال يسسخاروف، المتخصص في الشؤون الشرق أوسطية، إن "من يعتقد أن كبار مسؤولي حماس الباقين سيخرجون من الأنفاق رافعين أيديهم مستسلمين، فإنه لا يعرف هذه الحركة"، مؤكدا أن "حماس لا ترفع الراية البيضاء، ولن تفعل ذلك".

كما أكد، في المقال الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، عدم جدوى هدم المباني في تسريع القضاء على حماس، وقال "لن يسرّع هذا النشاط الهندسي الضخم في إطلاق سراح الرهائن ولن يدفع بحل في غزة على غرار إسقاط حماس".

وأضاف أن هناك خلطا بين هدم المباني والأحياء والبلدات، وانهيار حماس.

بل إنه رأى أن التدمير المنهجي للأحياء في مدينة غزة لن يكون إلا ميزة إستراتيجية لحماس. وقال إن "المزيد من الأطفال في غزة سينضمون إلى حماس، وسيبنون على أنقاض القطاع مستقبل الحركة لعقود قادمة".

وسخّف المحلل الإسرائيلي مواصلة أنصار نتنياهو المتحمسين بيع القصص والاختراعات بأن إسرائيل على بعد خطوة واحدة من "النصر الكامل"، مشيرا إلى أن الهجمات على مسؤولين كبار في حماس وشخصيات بارزة في الجهاد الإسلامي لن يكون لها تأثير على حماس أو حتى إقناع الشارع الإسرائيلي بجدوى ذلك.

التدمير أصبح غاية

وبدأ يسسخاروف مقاله بالحديث عن الدمار الهائل الذي ألحقته الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة، قائلا إن القطاع "أصبح أحد أكبر مواقع الهدم العقاري في العالم، والجيش الإسرائيلي هو المقاول"، واصفا حجم التدمير بأنه "على نطاق توراتي حقا"، من دون أن يكون لذلك مردود حقيقي على مسار الحرب أو أهدافها.

إعلان

وتابع: "القتال يجري على الأرض في كثير من الأحيان من دون وجود عدو ذي نوايا، وأحيانا حتى من دون سكان في المناطق المستهدفة. ببساطة، تدمير هائل للعقارات من غير المرجح أن يساعد في التخلص من حماس، لكن تنبعث منه رائحة الانتقام".

وأوضح أن "التدمير أصبح غاية في حد ذاته"، مشيرا إلى أنه في الأيام الأخيرة "قامت القوات الإسرائيلية بهدم مئات المباني في خان يونس لتمهيد طريق عسكري أطلق عليه الجيش اسم "ماغن عوز"، وزعم الجيش أن هذا الطريق "سيؤدي إلى هزيمة لواء خان يونس"، وسخر يسسخاروف من هذه المقولة قائلا إن الجيش زعم سابقا أن قادة هذا اللواء قد قُضي عليهم من قبل!

واعتبر المحلل الإسرائيلي أن الروايات التي يروّج لها أنصار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن اقتراب "النصر الكامل" ما هي إلا "قصص واختراعات"، قائلا إنهم "يواصلون بيع هذه الرواية المضللة في الوقت الذي يقتل فيه المزيد من الجنود، وآخرون ينهون حياتهم بسبب الفظائع التي عايشوها خلال القتال".

وتوقف يسسخاروف عند ظاهرة انتحار الجنود، قائلا إن "المزيد من الجنود ينهون حياتهم بسبب التجارب التي مروا بها"، مشيرا إلى أن "معظم المواطنين في إسرائيل يسألون أنفسهم الآن: لماذا ترفض هذه الحكومة وزعيمها صفقة شاملة لإطلاق سراح الرهائن؟".

وانتقد المقال بشدة تعاطي الحكومة مع ملف الحرب، قائلا إن "المزيد والمزيد من الآباء والأمهات الذين يخدم أبناؤهم في غزة يجدون صعوبة في تصديق أن أبناءهم يُطلب منهم دخول القطاع مرة أخرى، في جولة أخرى ليس لها أي غرض سوى تدمير الأحياء والمنازل".

وحذر من أن استمرار هذا النهج "لن يؤدي إلا إلى زيادة المعاناة في قطاع غزة، وسيموت المزيد من الأطفال والنساء، وهذا لا يفيد سوى الدعاية المعادية لإسرائيل ويزيد من الكراهية لها في أنحاء العالم".

تسوية لإزاحة حماس

وهاجم يسسخاروف الحكومة الإسرائيلية بسبب ما وصفه بانشغالها "بقوانين الانقلاب والتهرب من الخدمة العسكرية"، بدلا من إعداد خطة "لليوم التالي"، قائلا: "عندما بدأت الحرب، توسل كل من يرى الواقع بعينيه إلى الحكومة كي تضع خطة بديلة لنظام حماس، لكنها تجاهلت ذلك. كان الائتلاف منشغلا بالبقاء في الحكم بأي ثمن".

وأكد أن الحكومة الحالية "لم تعد خطة لما بعد الحرب، ولم تهيئ بديلا سياسيا لحكم حماس في غزة، ولم تعمل على الدفع بحل يضمن إنهاء الحرب، وكل ما فعلته هو إلقاء اللوم على الجيش ووسائل الإعلام والمعارضة، بينما المسؤول الحقيقي عن التورط في وحل غزة هو السياسة الفاشلة لهذه الحكومة".

ورأى المحلل الإسرائيلي أن الحل الوحيد لإنهاء هذه الحرب هو "التوصل إلى تسوية مع الدول العربية والسلطة الفلسطينية تؤدي إلى إزاحة حماس من الحكم ونزع سلاحها"، زاعما أن "مثل هذا الترتيب ممكن لو أرادت الحكومة العمل من أجله، لكن يبدو أن لا نية لديها لذلك".

واختتم يسسخاروف مقاله بالقول إن "الجمهور الإسرائيلي الذي يخدم ويدفع الضرائب ويؤمن بالدولة، وليس بزعيمها، لن يتحمل هذه الحرب إلى الأبد، وفي نهاية المطاف حتى حكومة نتنياهو ستضطر إلى التوقف، لأن لا أحد مستعد للاستمرار في جولة لا تنتهي من القتال العقيم والدمار العبثي من دون أمل".

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل سوريا أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا