في يومها العالمي..هذا ما تكشفه الشوكولاتة عن أذواق الشعوب

يعرف عشاق الشوكولاتة ذلك جيدا: يمكن أن تكون الفروقات في مذاق هذه الحلوى اللذيذة كبيرة. ليس فقط من علامة تجارية إلى أخرى، بل أيضا من بلد إلى آخر. وكذلك تختلف تفضيلات المستهلكين حسب المناطق.

الشوكولاتة الأمريكية: حلوة، كثيفة، وغالبا محشوة

في مستعمرات أمريكا الشمالية وصل الكاكاو في القرن السابع عشر من أمريكا اللاتينية كمشروب. أما الشوكولاتة الصلبة والحلوة التي تحظى اليوم بشعبية فقد جلبها صانعو الشوكولاتة السويسريون إلى العالم الجديد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ورغم الأصل المشترك إلا أن طعم الشوكولاتة السويسرية والأمريكية مختلف تماما.

ففي الولايات المتحدة تعتمد أنجح العلامات التجارية على طول مدة الصلاحية ونكهة قد تكون غير مألوفة للذوق الأوروبي. ويعود ذلك جزئيا إلى استخدام حمض الزبدة الذي يمنح الشوكولاتة الأمريكية طعما حامضا قليلا وهو ما يعتبر مزعجا غالبا للذوق الأوروبي. كما أن محتوى السكر العالي بالإضافة إلى المواد المضافة مثل شراب الذرة أو الدهون النباتية يُشكل الطابع المميز لنكهة الشوكولاتة الأمريكية.
وتوضح خبيرة الشوكولاتة الألمانية يوليا موزر قائلة: "بالإضافة إلى ذلك فإن الألواح الكبيرة والسميكة والمحشوة تحظى بشعبية كبيرة هناك".

الشوكولاتة الأوروبية: التركيز على التقاليد

في أوروبا الغربية وخاصة في سويسرا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا تحظى الجودة العالية والاستمتاع الراقي بأهمية كبيرة. فعلى سبيل المثال تُنظم تركيبات الشوكولاتة في الاتحاد الأوروبي بشكل أكثر صرامة مقارنة بالولايات المتحدة: يجب أن تحتوي الشوكولاتة بالحليب على ما لا يقل عن 25٪ من المواد الصلبة للكاكاو، كما أن زبدة الكاكاو تُعتبر الدهون الرئيسية المسموح بها.

يعتمد المصنعون على طرق تقليدية مثل "الكونشينغ" Conchieren وهي عملية تمنح الشوكولاتة قوامها الناعم والكريمي.
وتقول يوليا موزر: "تقدير الشوكولاتة الجيدة في تزايد لدينا، رغم أن شوكولاتة الحليب ما تزال الأكثر استهلاكا لأننا تعودنا عليها منذ الطفولة". وتتابع: "أما الشوكولاتة الداكنة فلا تُصبح شائعة إلا في سن البلوغ:.

أسواق نامية في الهند وأفريقيا مع تفضيلات خاصة

في الهند وأجزاء أخرى من آسيا تُعتبر الشوكولاتة منتجا حديثا نسبيا في عالم المتعة الغذائية. فقد بدأت الصناعة هناك فقط في منتصف القرن العشرين. ومع ذلك تنمو السوق الآن بسرعة كبيرة ويبدأ في إزاحة الحلويات التقليدية خصوصا بين فئة الشباب.
وتقول يوليا موزر: "تُعد الشوكولاتة الهندية حاليا بمثابة نصيحة سرّية للمختصين، حيث تتميز حبوب الكاكاو هناك بنكهات فاكهية خاصة ولمسة جوزية".

افريقيا وخصوصا غرب أفريقيا أكبر منتج للكاكاو في العالم

لكن استهلاك الشوكولاتة في تلك المنطقة لم يُشكّل في عام 2018 سوى حوالي 4٪ فقط من السوق العالمية. وتُرجع يوليا موزر ذلك أيضا إلى درجات الحرارة المرتفعة التي تتسبب في ذوبان ألواح الشوكولاتة بسهولة:
"يستمتع الناس هناك عادة بلُبّ فاكهة الكاكاو الطازج أو يصنعون معجونا من الحبوب المُحمّصة لتحضير شوكولاتة سائلة منها".
لكن في دول مثل غانا، ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم بعد ساحل العاج يزداد الاهتمام بالشوكولاتة المصنوعة محليا.

نكهات شوكولاتة أيقونية في اليابان

أما في اليابان فتوجد أغرب نكهات الشوكولاتة من وجهة نظر غربية: فهناك تُعدّ أصناف "كيت كات" بنكهات مثل صلصة لماتشا الصويا أو الوسابي رموزا شهيرة منذ سنوات وتحظى بشعبية واسعة.

الجانب المظلم في صناعة الشوكولاتة

رغم كل الفرح والمتعة التي توفرها نكهات الشوكولاتة اللذيذة والفريدة لا يجب نسيان الجانب المظلم لتاريخها: فانتشار الكاكاو من أمريكا اللاتينية إلى بقية أنحاء العالم مرتبط ارتباطا وثيقا بالاستعمار والاستغلال.
فقد كانت القوى الاستعمارية الأوروبية هي من قامت بزراعة نبتة الكاكاو في مستعمراتها الاستوائية لتلبية الطلب المتزايد في أوروبا. وكان يتم زراعة الكاكاو وجمعه بمساعدة السكان الأصليين البا في ظروف غير إنسانية.
ولا يزال العديد من مزارعي الكاكاو اليوم ضحايا لقوانين السوق العالمية، إذ يعيش الكثير منهم في فقر مدقع رغم العمل الشاق بسبب الأسعار المنخفضة التي تفرضها شركات التجارة والتي لا تضمن لهم أجورا كافية.

كاترينا أبيل

أعده للعربية: م.أ.م