ظهر الفنان المصري عادل إمام في صورة عائلية جمعته بأفراد أسرته، خلال عقد قران حفيده، ابن المخرج رامي إمام.
ونشر الحساب الرسمي للفنان محمد إمام، نجل عادل إمام، يوم الأحد، صورة يظهر فيها النجم المصري متوسطاً أفراد عائلته، مشيراً إلى أنها التُقطت خلال عقد قران عادل رامي إمام.
كما شارك الحساب الرسمي لعادل إمام على فيسبوك الصورة ذاتها.
ولم تمرّ هذه الصورة دون أن تثير تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، إذ لطالما فضّل عادل إمام البقاء بعيداً عن الأضواء والظهور العلني، ما أطلق تكهنات بين جماهيره حول صحته خلال السنوات الماضية، وصلت إلى حدّ إطلاق شائعات بوفاته في أكثر من مناسبة.
وشارك أحد الحسابات على منصة إكس صوراً متعددة لعادل إمام رفقة أسرته على مرّ السنوات، معلقاً بالقول إن حياة النجم المصري كانت مكرّسة لعائلته والفن.
وينبع سر الاهتمام الواسع بأخبار عادل إمام من شهرته الواسعة التي حققها عبر مسيرة فنية طويلة، برز فيها كنجم لامع في السينما المصرية والمسرح خلال سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وصولاً إلى بداية الألفية.
وجسّد عادل إمام ظاهرة فنية تمثلت بقدرته على تمثيل مجموعة متنوعة من الأدوار، تعددت بين الكوميديا والدراما، وكانت سمته الأبرز فيها حسّه الساخر، وقدرته على الارتجال فوق المسرح، وتجسيده للمفارقات والتناقضات الاجتماعية، واختياره أدواراً انطلقت أحياناً من البيئة المصرية الشعبية.
وكتب الصحفي المصري محمّد منير عبر منصة إكس، مفسّراً حجم التفاعل مع صورة عادل إمام، أن التفاعل الكبير دليل على أن عادل إمام "سيظل نجماً لا ينطفئ ولو طال غيابه".
وعبّر حساب صالح الشحّي عن فرحته بظهور عادل إمام بعد فترة من الغياب، قائلاً: "وأخيراً شاهدنا أيقونة السعادة والفرح".
وُلد عادل إمام لأسرة بسيطة في القاهرة سنة 1940، وانطلقت مسيرته الفنية نهاية ستينيات القرن الماضي بأدوار صغيرة في البداية، لكنها كانت أدواراً كافية للفت الانتباه لقدراته الفنية.
وفي السبعينيات بدأ عادل إمام في حجز مكانه بين نجوم السينما في مصر، كما أن دوره في مسرحية "مدرسة المشاغبين" سنة 1973 شكّل نقطة تحوّل في بروزه على الشاشة في العالم العربي.
وتصاعدت مسيرة عادل إمام الاحترافية في ثمانينيات القرن الماضي، ولمع في أعمال حُفرت في ذاكرة متابعي السينما العربية، مثل المشبوه، والحرّيف، والمتسوّل، وفيلم الهلفوت الذي ظهرت فيه الممثلة إلهام شاهين، والفيلم الدرامي، الحب في الزنزانة، الذي تشارك البطولة فيه مع النجمة الراحلة سعاد حسني، كما برز رفقة الممثل سعيد صالح في بطولة فيلم سلام يا صاحبي، إضافة إلى مسرحية الواد سيّد الشغّال.
وشارك مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يعود لنهاية التسعينيات، يظهر فيه عادل إمام وسط عدد من الفنانين وهو يغني في حفل زفاف ابنه رامي بطريقة احتفالية وهزلية، مردداً كلمات: "بجوّز ابني، بجوّز ابني"، وفي نهاية الفيديو مقطع آخر لرامي إمام نفسه خلال حفل عقد قران ابنه، وهو يغني الكلمات ذاتها التي رددها والده قبل أكثر من 25 عاماً.
لكن اللافت في الضجة التي أحدثتها صورة عادل إمام أنها لم تقتصر على العالم العربي، إذ يبدو أنها لاقت صدىً كذلك حتى في إسرائيل.
وكتب الصحفي المتخصص بالشأن العربي في هيئة البث الإسرائيلية روعي كاتس، تغريدة عبر منصة إكس، أشاد فيها بعادل إمام ووصفه بأنه أحد أعظم الممثلين المصريين، وتجاوز ذلك بالقول إن ظهور عادل إمام "لا يقلّ دراماتيكية عن ظهور خامنئي"، في إشارة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الذي ظهر لأول مرة منذ التصعيد بين إيران وإسرائيل خلال تجمع ديني شيعي لإحياء ليلة عاشوراء.
وشهدت التسعينيات استمراراً لمسيرة النجم المصري الحافلة، بأدائه أدواراً في عدد من الأفلام، نذكر منها: شمس الزيناتي، والإرهاب والكباب، وبخيت وعديلة، والمسرحية السياسية الساخرة، الزعيم.
وامتدت مسيرة عادل إمام الفنية لتشمل العقد الأول من الألفية الثالثة، فأدى البطولة في عدد من الأعمال، كان من أبرزها، السفارة في العمارة، والتجربة الدنماركية، ومرجان أحمد مرجان، وزهايمر، وفيلم حسن ومرقص الذي تشارك البطولة فيه مع النجم الراحل عمر الشريف.
وبعد عام 2010، اتجه عادل إمام أكثر نحو الشاشة الصغيرة، وجسّد أدوار البطولة في عدد من المسلسلات، نذكر منها، فرقة ناجي عطا الله الذي مثّل فيه مع ابنه محمد إمام، والعرّاف، ومسلسل فالنتينو الذي أخرجه ابنه رامي إمام.