آخر الأخبار

انتقاد إعلامي وسخرية شعبية في السودان لخطاب كامل إدريس بمجلس الأمن

شارك

شهدت الساحة السياسية السودانية جدلاً واسعاً بعد الخطاب الذي قدّمه رئيس الوزراء كامل إدريس أمام مجلس الأمن، وما تبعه من ردود فعل ناقدة داخل الأوساط الإعلامية والسياسية.

قال الصحفي السوداني عثمان ميرغني، إن خطاب رئيس الوزراء كامل إدريس أمام مجلس الأمن الدولي لم يقدّم جديداً، واعتبره مضيعة للوقت، في تعليق مباشر على المبادرة التي طرحها إدريس للسلام ووقف الحرب.

وطرح إدريس خلال الجلسة مبادرة تتضمن وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الدعم السريع من المناطق التي تسيطر عليها، وتسهيل عودة النازحين، ونزع سلاح قوات الدعم السريع، وإعادة دمج المقاتلين السابقين وتأهيلهم، وتوفير فرص عمل لهم، إلى جانب إطلاق حوار سوداني داخلي حول التحول الديمقراطي وتحقيق عدالة شاملة غير انتقائية.

وقال مراقبون إن البنود التي قدمها رئيس الوزراء تكررت في مبادرات سابقة طرحها الجيش وقائده عبد الفتاح البرهان ومسؤولون حكوميون آخرون، مشيرين إلى أن هذه الطروحات قوبلت بالرفض لأنها لا تتوافق مع موازين القوى على الأرض، خاصة في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق واسعة من البلاد.

وأضاف مراقبون أن المبادرة تبدو محاولة لإعادة إنتاج مقترحات قديمة سبق رفضها دولياً، معتبرين أنها لا تقدم حلولاً عملية لإنهاء الحرب.

وتداول مستخدمون سودانيون على منصات التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة للمبادرة، واعتبر كثيرون أنها تكرر مطالب غير قابلة للتنفيذ، خصوصاً ما يتعلق بانسحاب قوات الدعم السريع من المناطق التي تسيطر عليها ونزع سلاحها.

وكتب أحد المعلقين أن الحديث عن انسحاب كامل لقوات الدعم السريع من جميع مواقعها غير واقعي، بينما رأى آخرون أن البنود المطروحة لا تختلف عن تصريحات الجيش منذ بداية الحرب. وقال مستخدمون إن المبادرة لا تراعي الواقع الميداني، وإنها تفتقر إلى أي جديد يمكن أن يغيّر مسار الصراع.

وتأتي هذه التطورات في وقت حددت فيه الولايات المتحدة مهلة تمتد عشرة أيام للتوصل إلى هدنة إنسانية في السودان مع بداية العام المقبل. وأعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الهدف هو وقف القتال قبل دخول العام الجديد، مشيراً إلى اتصالات مكثفة مع السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، لدفع الأطراف نحو اتفاق يسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

وقال روبيو إن الطرفين خرقا التزاماتهما السابقة، معبّراً عن قلقه من تقارير حول تعرض قوافل إنسانية لهجمات، مؤكداً أن الوضع في السودان خطير وأن تفاصيله ستتضح لاحقاً.

وذكر مصدر سوداني مطلع أن البرهان تلقى خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض دعوة عاجلة للالتزام بخريطة الطريق التي وضعتها الرباعية، وأنه طلب أسبوعاً للتشاور مع حلفائه قبل الرد. وأوضح المصدر أن المقترح المقدم للبرهان يتوافق مع الخطة التي تعمل عليها الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، وأن تصريحات روبيو جاءت في هذا السياق.

وأشار المصدر إلى أن زيارة البرهان للسعودية تزامنت مع وجود كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس، الذي أجرى جولة شملت السعودية والإمارات ومصر.

وارتفع مستوى الاهتمام الأميركي بالحرب بعد تدخل سعودي مباشر، وطلب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من الرئيس دونالد ترمب التحرك لوقف القتال. وقالت وزارة الخارجية السودانية إن البرهان أكد خلال زيارته للرياض استعداده للعمل مع السعودية والرئيس ترمب ومبعوثه مسعد بولس لإنهاء الحرب.

وبحسب المصدر ذاته، تمثل تصريحات البرهان تحولاً في موقف الحكومة السودانية التي كانت قد رفضت سابقاً مقترح الآلية الرباعية لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، فيما جددت دول الرباعية التزامها بالعمل ضمن هذه المبادرة للوصول إلى تسوية سياسية متفاوض عليها.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا