كشفت وسائل اعلام محلية، اليوم الأربعاء، عن تدهور مقلق في الوضع الوبائي بعدد من ولايات السودان، في ظل استمرار الحرب وما خلّفته من انهيار واسع في الخدمات الأساسية، خاصة القطاع الصحي، حيث أعلنت لجنة الطوارئ الصحية عن ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بمرض الملاريا، عقب تجاوز معدلات العدوى العتبة الوبائية، وذلك بعد فترة قصيرة من انحسار المرض.
وأوضح التقرير وفق وكالة الأنباء السودانية سونا، الذي قُدم خلال اجتماع مركز عمليات الطوارئ، أن الزيادة في حالات الملاريا تعود إلى جملة من العوامل المرتبطة بتردي البيئة الصحية، وتوقف حملات المكافحة، ونزوح أعداد كبيرة من المواطنين إلى مناطق تفتقر إلى المياه النظيفة والخدمات الطبية، وهي أوضاع تفاقمت بفعل الصراع المسلح الذي تقوده ميليشيا الدعم السريع في عدد من الولايات.
وفي السياق ذاته، سجلت إصابات مؤكدة بمرض الكبد الوبائي في ولاية نهر النيل، ما يثير مخاوف من توسع دائرة انتشار الأمراض الوبائية في ظل ضعف أنظمة الرصد والاستجابة السريعة، وشح الكوادر الطبية، وتراجع الإمدادات الدوائية.
وتشير مصادر صحية إلى أن استهداف المرافق الطبية، وتعطيل سلاسل الإمداد، ونهب المستشفيات والمخازن الدوائية في مناطق النزاع، ساهم بشكل مباشر في خلق بيئة خصبة لعودة الأمراض التي كانت تحت السيطرة، وعلى رأسها الملاريا وأمراض الكبد الفيروسية، الأمر الذي يضاعف من معاناة المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن.
وفي محاولة لاحتواء تداعيات الوضع الصحي المتدهور، أعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن خطوة استراتيجية تتمثل في إدخال اللقاح ضد مرض الكبد الوبائي “ب” ضمن برنامج التطعيم الروتيني، على ثلاث مراحل، اعتبارًا من يناير 2026.
وقال مدير برنامج التحصين بالوزارة، إسماعيل العدني، إن المرحلة الأولى من البرنامج ستشمل ولايات الشمال والوسط والشرق، على أن تنطلق المرحلة الثانية في فبراير لتغطي ولايات كردفان الثلاث، بينما تستهدف المرحلة الثالثة بقية الولايات المتأثرة.
وأكد العدني أن إدخال اللقاح يأتي استجابة لارتفاع معدلات الإصابة، وحرصًا على تعزيز الوقاية المجتمعية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه تنفيذ البرامج الصحية في ظل استمرار الانفلات الأمني، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة.
المصدر:
الراكوبة