مقطع فيديو تداولته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادعى ناشروه أنه يُظهر تعذيب مواطنين سودانيين خلال الاشتباكات الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويُظهر أشخاصًا داخل حفرة يتعرضون لإطلاق نار من مدفع.
بالتحقق من الادعاء، وجد “مسبار” أنه مضلل، إذ إن مقطع الفيديو مجتزأ من مسلسل، وليس لتعذيب مواطنين سودانيين بالحرق خلال الاشتباكات الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
عثر مسبار على مشاهد تتطابق مع مقطع الفيديو المتداول، وهي مجتزأة من ملخص الحلقة 41 من مسلسل “محمد: سلطان الفتوحات”، وتُظهر فخًا نصبه ساتلميش آغا لجون غراند ضمن الأحداث الدرامية للمسلسل. ونُشر ملخص الحلقة في أبريل/ نيسان الفائت.
وبالتدقيق في المقطع المتداول، تبيّن أنه يتطابق مع المشهد المعروض عند الدقيقة 6:04 من ملخص الحلقة 41 من مسلسل “محمد: سلطان الفتوحات”، حيث تظهر حركة أقدام الأشخاص داخل النفق بالترتيب نفسه، وتبدو فوهة مدفع النار في الموضع ذاته مع انطلاق اللهب عند بداية تحركهم، إضافة إلى الحواجز الخشبية المحيطة بالنفق.
كما يتطابق شكل المدفع ومنصته مع السلاح المستخدم في المشهد نفسه، مع تطابق زاوية التصوير واتجاه فوهة المدفع، إضافة إلى العناصر المحيطة به، مثل الإطار المعدني على الأرض والخلفية الترابية وموقع التصوير.
ويُلاحظ في خلفية المشهد وجود دلو معدني قديم أعلى النفق، إلى جانب شكل الأبنية وحجارتها، وهي تفاصيل تعزز أن الفيديو مقتطع من مشهد درامي في المسلسل وليس من السودان.
وعند مراجعة الحلقة 41 كاملة، تبيّن لمسبار أن مشاهد النفق وإطلاق النار المعروضة فيها مطابقة للمقطع المتداول، إلى جانب مشاهد أخرى من زوايا مختلفة، وهو ما يعزز أن الفيديو مقتطع من حلقة المسلسل.
يأتي تداول الادعاء بالتزامن مع استمرار الأزمة الإنسانية في الفاشر ، عاصمة شمال دارفور، وسط تقارير دولية توثق ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين خلال سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وذكر تقرير صادر عن خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان بتاريخ السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أن قوات الدعم السريع ارتكبت فظائع واسعة النطاق في الفاشر، تضمنت عمليات قتل جماعي وعنفًا جنسيًا ممنهجًا ضد النساء والفتيات، وذلك بعد حصار دام 540 يومًا وانتهى بسيطرة القوات على المدينة في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
وأشار التقرير إلى أن الهجوم تسبب في أزمة إنسانية كارثية، إذ ما يزال نحو 8.6 ملايين نازح داخلي وأكثر من 3 ملايين لاجئ محرومين من الحماية والمساعدات الإنسانية، في واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.
ويُشار إلى أن السودان يشهد منذ أبريل 2023 حربًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم ولايات دارفور باستثناء بعض المناطق التي ما تزال خاضعة للجيش أو لحركات مسلحة محلية.
المصدر:
الراكوبة