الراكوبة: رشا حسن
قال القيادي في الحزب الشيوعي السوداني كمال كرار إن عملية التفاوض بين طرفي الصراع تبدو وشيكة لأكثر من سبب، منها عدم إحراز أي طرف لانتصار حاسم، وأن فشل الحسم العسكري يحتم التفاوض، بالإضافة إلى وجود مؤشرات تدل على اقتراب المفاوضات التي بدأت فعليًا بصورة غير مباشرة عبر قنوات أمريكية.
وأشار كرار في تصريح لـ”الراكوبة” إلى أن فشل الحرب نفسها في كسر عزيمة الشعب السوداني وإصراره على استكمال الثورة، وعدم اعترافه بسلطتي الأمر الواقع، تُعد من الدوافع التي ستجبر الطرفين المتحاربين وداعميهما على اتخاذ مسار تفاوضي، بجانب الأزمة الإنسانية الهائلة وموجات النزوح التي شكّلت ضغطًا على دول الجوار والمجتمع الدولي للتدخل من أجل وقف إطلاق النار وابتدار تسوية.
وأوضح كرار أن فشل الأطراف الخارجية في تحقيق أهدافها عبر الحرب حتم عليها تغيير التكتيك من عسكري إلى تفاوضي، مشيرًا إلى أن خوف أوروبا وأمريكا من التغلغل الروسي والإيراني في السودان دفعهما للضغط من أجل وقف الحرب لحماية مصالحهما الاستراتيجية.
وبيّن كرار أن هذه الحرب عبثية لا منتصر فيها ولا مهزوم، بل الخاسر هو الوطن والمواطن، وبعد قرابة عامين ونصف على اندلاعها لا يلوح في الأفق أي انتصار حاسم أو هزيمة ماحقة.
وأضاف أن الحرب نفسها صارت بالوكالة نظرًا لكثافة التدخلات الخارجية فيها، وأنها لا تتوقف لأن الغاية منها لم تتحقق حتى الآن، فيما تسعى الأطراف الضالعة فيها لتحقيق المزيد من المكاسب في اليوم التالي للحرب.
وأوضح أن الجميع سيجلسون على مائدة التفاوض، وكروت الضغط ستكون البندقية والمكاسب الميدانية، لذلك يستمر الكر والفر هنا وهناك استباقًا للمفاوضات، بينما يتجنب الطرفان المعارك الفاصلة غير مضمونة العواقب.