وقعت سلطة الامر الواقع اتفاقية تعاون واسعة النطاق مع روسيا لتحديث منظومة النقل في البلاد، بما في ذلك السكك الحديدية والموانئ والمطارات والطيران المدني. وتشمل الصفقة كذلك توسعة التجارة والتعاون المالي وبرامج التدريب للبنك المركزي السوداني.
وقال خبراء في الاقتصاد الدولي ان هذه الصفقة تمثل تركيزًا مكثفًا من جانب روسيا على توسيع نفوذها وعملياتها كبديل للقوى الغربية في أنحاء القارة الأفريقية.
وأشاروا الي ان روسيا تسعى من خلال توسيع نطاق وجودها في السودان إلى الحصول على الفرص الاقتصادية والوصول الاستراتيجي إلى منطقة القرن الأفريقي، وهي منطقة ذات أهمية جيوسياسية متزايدة. كما تعكس أيضًا طموحات موسكو الأوسع في القارة مع استمرارها في زيادة حضورها في أفريقيا من خلال مشاريع الطاقة وامتيازات التعدين والتعاون في مجال الأسلحة والشراكات المالية، وغالبًا ما تضع نفسها.
وانتقد الخبراء هذه الاتفاقيات واعتبروها غير أخلاقية تأتي في وقت حرج للسودان، الذي يُعاني حاليًا من آثار الصراع المُطوّل بين الفصائل العسكرية المُتناحرة الذي أدّى إلى تدمير البنية التحتية، ونزوح ملايين الأشخاص، ودفع الاقتصاد إلى أزمة.
واكدوا ان هذه الاتفاقيات توضح كيف تتنافس القوى العالمية من خلال الصفقات الثنائية على النفوذ في الدول الأفريقية التي انهكتها الصراعات الداخلية وأشاروا الي تتزامن هذه الاتفاقيات مع تجديد الحكومات الافريقية دعواتهم لإقامة شراكات عالمية أكثر عدالة وإصلاح المؤسسات الدولية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك .
في المقابل وصف مسؤولون روس الاتفاقيات بأنها جزء من جهد أوسع لتعزيز العلاقات الأفريقية الروسية في ظلّ تغيّر التوجهات الدولية.
واكدوا أن الدعم الروسي قد يُسهم في إعادة بناء القطاعات الأساسية واستعادة طرق التجارة التي تعطلت بسبب القتال. وفي السياق رحّب ممثلو سلطة الامر الواقع بالتعاون مع روسيا، واكدوا أن هذه الشراكة من شأنها تعزيز جهود التنمية الوطنية وتسهيل التعافي من الأزمة الراهنة. بينما أشارت السلطات السودانية إلى الاتفاق كخطوة نحو إحياء قطاع الطيران المدني وإعادة ترسيخ مكانة السودان كمركز إقليمي للنقل الي ذلك نقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن وزير الموارد الطبيعية الروسي تأكيد توقيع الاتفاق. واصفا إياه بانه توسيع التعاون التجاري والمالي مع السودان ويهدف إلى معالجة التحديات الاقتصادية والبنية التحتية المستمرة في السودان والتي تفاقمت بسبب الجرب الاهلية وينص علي تحديث منظومة النقل ، بما في ذلك السكك الحديدية والموانئ والمطارات والطيران المدني.
وتابع قائلا :”بالإضافة إلى الالتزامات المتعلقة بالبنية الأساسية، اتفق الجانبان على برامج تدريبية للبنك المركزي السوداني”.
واضاف :”التعاون المستقبلي سيمتد الي ما هو أبعد من الزراعة. بحيث يشمل التبادلات في المعادن والأسمدة والآلات والأدوية، مع تأكيد الحكومتين على ضرورة تنويع العلاقات الاقتصادية وبناء المرونة في الاقتصاد السوداني”.
مداميك