دشنت مجموعة من المؤسسات الإعلامية السودانية حملة لحماية المدنيين السودانيين الذين يعانون ويلات حرب 15 ابريل الوحشية و تداعياتها الكارثية، تشارك فيها “أفق جديد، طيبة برس، خرطوم هايلايت، هلا 96، مداميك، سودان تربيون، إنفورم انستتيوت، صحيفة ديسمبر” … وفي ما يلي تورد مداميك بيان حملة الحياة أولاً :
الحرب التي أشعلها فلول النظام البائد في 15 أبريل 2023، بهدف استعادة سلطتهم المفقودة، هي حرب ضد المدنيين أولاً قبل أن تكون حربًا على السلطة والموارد.
منذ يومها الأول، اختارت أطراف النزاع تحويل تجمعات المدنيين إلى مسرح للقتال، فصارت الشوارع والطرقات ساحات مواجهة تُستخدم فيها المدفعية الثقيلة والطيران، وتحولت منازل المواطنين إلى مواقع للاحتماء والتمترس. كما امتد الاستهداف إلى المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء والمياه، لتصبح أهدافًا “مشروعة” في نظر المتحاربين، ما أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وأصبح المدنيون هدفًا مباشرًا لانتهاكات جسيمة شملت: القتل العمد، الإعدام خارج القانون، الاختفاء القسري، الاعتقال التعسفي على أساس الانتماء العرقي أو السياسي، إضافة إلى التعذيب الجسدي والنفسي بدوافع عنصرية ودينية.
وارتُكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بل وجرائم إبادة جماعية، فضلاً عن العنف الجنسي المتمثل في الاغتصاب والاستعباد الجنسي للنساء والفتيات. كل ذلك جرى في مناخ يفيض بخطاب الكراهية والأخبار المضللة.
الأدهى أن المتحاربين وثقوا جرائمهم بكاميرات هواتفهم وبثوها عبر وسائل التواصل لإثارة الذعر. بل جرى تجريم المدنيين الذين لم يغادروا بيوتهم ووُصفوا بـ”المتعاونين”، ثم عوقبوا بالقتل والتعذيب ونهب الممتلكات، في ظل شلل كامل لأجهزة العدالة.
حتى عندما تحرك المجتمع الدولي، وشُكِّلت لجنة لتقصي الحقائق في انتهاكات وجرائم الحرب بالسودان، لم تتمكن من أداء مهامها بسبب منع دخولها أو تردي الأوضاع الأمنية.
وبسبب هذه الحرب ضد المدنيين، بلغت حصيلة الضحايا أكثر من 150 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، بينما نزح أكثر من 8 ملايين شخص داخل السودان، واضطر نحو 4 ملايين إلى اللجوء خارج البلاد. وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة، حيث تهدد المجاعة 23 مليون سوداني، ويواجه 5 ملايين خطر الجوع الشديد، في وقت يواصل فيه طرفا الحرب منع وصول المساعدات الإنسانية ونهبها بل وقصف قوافل الإغاثة.
في مواجهة هذا الواقع المرير، تنطلق اليوم حملة “الحياة أولاً”، انطلاقًا من مسؤوليتنا كمؤسسات إعلامية، وتهدف إلى:
رفع الوعي بمعاناة المدنيين، بما في ذلك النزوح، نقص الغذاء، وانهيار الخدمات الصحية.
توثيق الشهادات الميدانية والقصص الإنسانية، وتقديمها مهنياً للرأي العام.
ممارسة ضغط إعلامي على أطراف النزاع والجهات الإقليمية والدولية لإعطاء الأولوية لحماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية آمنة.
خلق صوت إعلامي موحد ومتضامن لتعزيز تأثير الحملة والوصول إلى جمهور أوسع.
إن حماية المدنيين التزام قانوني وأخلاقي، تفرضه القوانين الوطنية والدولية، خاصة مبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية.
هذه القواعد تحظر استهداف المدنيين، وتُلزم أطراف النزاع بالتمييز بينهم وبين المقاتلين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وعبر هذه الحملة، نوجه نداءً واضحًا: على أطراف النزاع وقف استهداف المدنيين فورًا والالتزام بالقانون الدولي الإنساني. على المجتمعين الدولي والإقليمي التدخل العاجل لحماية المدنيين ومنع الهجمات العشوائية على الأحياء والمرافق الحيوية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. المشاركون في الحملة:
مجلة أفق جديد
طيبة برس
خرطوم هاي لايت
إذاعة هلا
مداميك
سودان تربيون
نقلا عن (مداميك)