( CNN )-- قالت الشرطة في ساعة مبكرة من صباح الخميس، إن مطارا في شمال الدنمارك تم إغلاقه بسبب طائرات بدون طيار غير مرخصة في مجاله الجوي، وهو ثاني إغلاق لمطار دنماركي بسبب طائرات مسيرة هذا الأسبوع، بينما تواجه أوروبا تصاعد الهجمات الإلكترونية والاشتباه بانتهاكات روسية للمجال الجوي.
وبحسب وكالة "رويترز"، أفادت الشرطة بأنه تم رصد "أكثر من طائرة بدون طيار" تحلق بالقرب من مطار ألبورغ، وهو أيضا قاعدة عسكرية عاملة، حوالي الساعة 9:45 مساءً بالتوقيت المحلي، الأربعاء، وظلت قريبة حتى قبيل الساعة الواحدة من صباح الخميس. وأكدت الشرطة أن الطائرات المسيرة لم تعد موجودة في المنطقة.
وقال مفوض الشرطة الوطنية الدنماركية، ثوركيلد فوجد، لشبكة CNN إن الشرطة لم تحدد بعد الجهة المسؤولة عن الحادث الأخير، لكنها تحقق في عدة فرضيات.
ويأتي رصد الطائرات بدون طيار بعد يومين من رصد طائرتين أو ثلاث طائرات مسيّرة كبيرة، مما أدى إلى توقف جميع عمليات الإقلاع والهبوط لما يقرب من أربع ساعات في مطار العاصمة كوبنهاغن، فيما وصفته رئيسة الوزراء بأنه "هجوم خطير على البنية التحتية الحيوية الدنماركية"، بحسب وكالة "رويترز".
ويأتي ذلك أيضا عقب هجوم إلكتروني كبير على مزود أنظمة تسجيل الوصول والصعود إلى الطائرات خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أدى إلى تعطيل العمليات في العديد من أكثر المطارات ازدحاما في أوروبا، بما في ذلك مطار هيثرو في لندن.
وقال ثوركيلد فوجد إنه ليس واضحا ما إذا كانت الطائرات بدون طيار بالقرب من ألبورغ وكوبنهاغن مرتبطة ببعهضا البعض، لكن النمط كان متشابها. وتُعتبر كلتا الحالتين "طائرات بدون طيار غير مرخصة تحلق فوق منطقة المطار، وتخرق أمن المطار، وتنتهك المجال الجوي".
وفي حادث منفصل هذا الأسبوع، اضطرت السلطات النرويجية إلى إغلاق مطار أوسلو لمدة 3 ساعات تقريبا بعد رصد طائرة بدون طيار، مما تسبب في المزيد من الفوضى بحركة السفر.
وفي تصريحات لهيئة الإذاعة الدنماركية العامة ( DR )، الثلاثاء، أشارت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن إلى احتمال وقوف روسيا وراء حدوث الاضطراب في كوبنهاغن، والذي ربطته بحوادث أخرى لطائرات بدون طيار في بولندا ورومانيا، وفقا لما ذكرته "رويترز".
وقالت فريدريكسن لهيئة الإذاعة الدنماركية العامة: "لا أستطيع أن أنكر بأي شكل من الأشكال أن روسيا هي المسؤولة".
ووصف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، التلميحات حول تورط روسيا بأنها "لا أساس لها من الصحة".
أوروبا في حالة تأهب قصوى
وتشهد أوروبا حالة تأهب قصوى بعد سلسلة من الخروقات الروسية للمجال الجوي لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي الأسبوع الماضي، اعترض حلف (الناتو) 3 طائرات روسية دخلت المجال الجوي الإستوني، مما أجبرها على الفرار، وفقا لوزارة خارجية إستونيا ومتحدث باسم الحلف.
وأعلنت وزارة الخارجية الإستونية أن 3 طائرات مقاتلة روسية من طراز ميغ-31 دخلت المجال الجوي الإستوني فوق خليج فنلندا دون إذن، وظلت هناك لمدة 12 دقيقة.
وقالت قيادة عمليات حلف الناتو إن مقاتلات F-35 الإيطالية المتمركزة في إستونيا ضمن عملية "الحارس الشرقي" التابعة لحلف الناتو، بالإضافة إلى طائرات سويدية وفنلندية، ردت على الاختراق. وقالت رئيسة وزراء إستونيا كريستين ميشال إنه تم إجبار الطائرات الروسية "على الفرار" في وقت لاحق.
ونفت روسيا لاحقا دخول طائراتها المجال الجوي الإستوني، وأكدت أنه تم تنفيذ الطلعة "بما يتوافق تماما مع القواعد الدولية" و"دون انتهاك لحدود الدول الأخرى".
وفي حوادث منفصلة وقعت في وقت سابق من هذا الشهر، أسقطت مقاتلات تابعة لحلف الناتو ما وصفه التحالف بأنها طائرات روسية بدون طيار انتهكت المجال الجوي البولندي والروماني خلال هجوم على أوكرانيا المجاورة.
وكانت هذه العملية هي المرة الأولى التي يطلق فيها حلف الناتو النار منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، والذي بدأ في فبراير/شباط 2022. وندد التحالف العسكري بسلوك موسكو "الخطير للغاية"، وتعهد بتعزيز دفاعاته على حدوده الشرقية.
وبعد أيام، أعلنت رومانيا أن طائرة روسية بدون طيار اخترقت مجالها الجوي، مما دفع بوخارست إلى إرسال طائرات مقاتلة.
وكادت طائرتان من طراز إف-16 أن تسقطا الطائرة، لكن الطيارين قررا عدم إطلاق النار بعد تقييم المخاطر الجانبية.
وبعد حادثة كوبنهاغن، الثلاثاء، قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على مواقع التواصل الاجتماعي: "بينما لا تزال الحقائق قيد التحقيق، من الواضح أننا نشهد نمطا من التهديد المستمر على حدودنا".
وقالت إن "بنيتنا التحتية الحيوية معرضة للخطر. وإن أوروبا سترد على هذا التهديد بقوة وعزم".