شهدت مدينة الفاشر هذا الأسبوع موجة نزوح واسعة للمدنيين، جراء الاشتباكات العنيفة والقصف المدفعي الكثيف بين الجيش والقوة المشتركة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، ما أجبر المئات على النزوح إلى داخل المدينة وخارجها.
وتفرض قوات الدعم السريع حصارًا مشددًا على الفاشر من جميع الاتجاهات، في محاولة للسيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، وذلك بعد سيطرتها عام 2023 على فرق نيالا وزالنجي والجنينة والضعين.
وقال شهود عيان إن عددًا من السكان غادروا منازلهم إلى أحياء أخرى داخل المدينة، من بينها أبوشوك الحلة والدرجة الأولى غربًا، بينما توجه آخرون إلى مدن مليط وكتم وجبل مرة وطويلة.
وأوضحت آمنة عبدالرحمن، من حي الشرفة شمال شرق المدينة، لـ”دارفور24″، أن عشرات الأسر نزحت من أحياء ديم سلك والنصر المجاورة لهم، متجهة نحو أحياء الدرجة الأولى وأبوشوك الحلة.
وأشارت إلى أن القصف المدفعي المكثف أجبرهم على الفرار، فضلًا عن تفاقم الأزمة المعيشية والنقص الحاد في الغذاء والدواء.
وكشف شاهد عيان آخر، يدعى موسى محمد إبراهيم، لـ”دارفور24″، عن مغادرة عشرات الأسر لمنازلهم في حي الوادي جنوب المدينة، عقب توغل قوات الدعم السريع في الحي يوم الثلاثاء الماضي.
وأشار إلى أن بعض السكان اضطروا للنزوح سيرًا على الأقدام أو عبر الدواب باتجاه طويلة وجبل مرة.
وفي بيان موجز نشرته لجان مقاومة الفاشر على صفحتها بـ”فيسبوك”، واطلعت عليه “دارفور24″، أكدت تسلل قوات الدعم السريع منذ أمس إلى داخل مخيم أبوشوك للنازحين شمال المدينة.
وأوضحت أن هذه القوات نفذت عمليات تصفية مباشرة بحق عدد من المواطنين دون أي مقاومة أو سبب واضح، كما اعتقلت آخرين واقتادتهم إلى جهات مجهولة، دون معرفة مصيرهم حتى الآن.
وبحسب مقطع فيديو متداول نشرته عناصر مقاتلة من قوات الدعم السريع، ظهر وجودها داخل محطة مياه بمخيم نيفاشا. وقد تحققت “دارفور24” من صحة الفيديو، الذي أظهر قوات نخبة تابعة للدعم السريع في الجهة الشمالية الشرقية من المخيم، حيث تقع محطة المياه.
وكانت مدينة الفاشر قد شهدت يوم الاثنين الماضي معارك عنيفة بين طرفي القتال استمرت أكثر من ست ساعات، في أربعة محاور من المدينة، استخدمت خلالها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة والمدافع.
دارفور 24