شهدت مدينة كلوقي بمحافظة قدير بولاية جنوب كردفان، أمس الجمعة، وقفة احتجاجية نظمتها لجنة مناهضة السيانيد، للتنديد باعتقال عضو اللجنة الشيخ أخرش.
واعتقلت الاستخبارات العسكرية بمدينة تجملا في ولاية جنوب كردفان أول أمس الخميس الناشط الشيخ أخرش، على خلفية مواقفه المناهضة لعمل الشركات التي تستخدم مادة السيانيد في معالجة مخلفات التعدين المعروفة بـ”الكرتة” بمحلية قدير.
ووقف المحتجون أمام مقر المحافظة رافعين شعارات تطالب بإطلاق سراحه فورًا، مؤكدين أن سياسة الاعتقالات والمضايقات التي تنتهجها السلطات تهدف إلى تخويف الناشطين المناهضين لاستخدام السيانيد في معالجة “الكرتة”.
وقالت اللجنة، في بيان حصلت عليه “دارفور24″، إن قضية السيانيد ليست قضية سياسية، وإنما مطلبية وحقوقية وبيئية تهم جميع سكان المحافظة.
وأشارت إلى أن معارضة استخدام هذه المادة السامة مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات. وحذّر البيان من محاولات السلطات تلفيق تهم سياسية للمناهضين، وتصويرهم على أنهم معارضون سياسيون لسياسات النظام.
ودعا الجماهير في القرى والفرقان وأحياء المدينة إلى المشاركة في مسيرة سلمية يوم الإثنين المقبل، رفضًا لوجود الشركات العاملة في معالجة “الكرتة” بالسيانيد، والمطالبة بتفكيكها وترحيلها فورًا، بالإضافة إلى إطلاق سراح الشيخ أخرش المحتجز لدى الاستخبارات العسكرية بمدينة أبوجبيهة.
وأكد البيان أن هذه الإجراءات القمعية لن تثني الأهالي عن التمسك بمطالبهم، بل ستزيد من إصرارهم على الاستمرار في حراكهم السلمي حتى تحقيق أهدافهم.
وكانت لجنة مناهضة السيانيد بمحلية قدير قد نفذت وقفة احتجاجية يوم الاثنين 11 أغسطس أمام مقر المحلية، وأمهلت المدير التنفيذي للمحلية مدة 48 ساعة لاتخاذ قرار بترحيل الشركات التي تعمل على معالجة “الكرتة” بمادة السيانيد شديدة السمية، أو تقديم استقالته فورًا، مهددةً بالتصعيد السلمي بكافة الطرق التي تراها مناسبة في حال تجاهل المطلب.
وأعلنت لجنة مناهضة السيانيد، في بيان حصلت عليه “دارفور24” في وقت سابق، عن رفضها لـ “مقترح المدير التنفيذي ممثلًا عن لجنة الأمن الداعي لقيام استفتاء شعبي في المحافظة حول قيام الشركات أو لا”.
وشددت على أن قضية البيئة وسلامة الأراضي والمراعي والحيوانات ليست مكانًا للتفاوض أو المساومة.
وحصلت “دارفور24” في وقت سابق على وثائق تكشف أسماء الشركات التي تعمل في استخلاص الذهب عبر السيانيد، من بينها شركة باجون للأعمال المتقدمة، المملوكة لوالي جنوب كردفان السابق آدم الفكي.
يُشار إلى أن استخدام السيانيد في عمليات التعدين يُعتبر قضية جدلية في العديد من محليات ولاية جنوب كردفان، حيث تصاعدت الاحتجاجات خلال السنوات الماضية نتيجة للتلوث الذي تسببه هذه المادة الكيميائية، والتي تؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي، ونفوق المواشي، وتهديد مصادر المياه الجوفية.
دارفور 24