في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
لا يزال صدى التهدديدات التي أطلقها أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، وتلويحه بالحرب الأهلية في حال مس سلاحه يتردد في الشارع اللبناني، وعلى مواقع التواصل ووسائل الإعلام.
فتذكير اللبنانيين بالحرب التي عانوا منها الأمرين لم يمر مرور الكرام.
وإذ تقاطرت الردود الرسمية والسياسية من رئيس الحكومة نواف سلام إلى العديد من الوزراء والنواب والسياسيين، تصاعدت التساؤلات أيضا حول خيارات الحزب وما الخطوة التي يمكن أن يقدم عليها؟
في حين رأى حزب القوات اللبنانية في تصريحات للعربية/للحدث "ألا مخاوف من تهديدات حزب الله لأنه لا يمتلك القدرة على ذلك".
كما اعتبر أن الحزب "غير قادر على الرد على ضربات إسرائيل ولن يقدر على تهديد لبنان".
وعن زيارة علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، إلى لبنان قبيل خطاب قاسم، رأى أن لاريجاني فوجئ بتماسك الموقف اللبناني تجاه التدخلات الخارجية وسلاح حزب الله.
بدوره، اعتبر السياسي والنائب السابق فارس سعيد أن تصعيد حزب الله مجرد "هوبرة"، أي ضجيج دون جدوى. وأشار في تغريدة على حسابه في إكس إلى أنه في حال حرك الحزب أنصاره في الشارع فإن شارعا آخر يضم أغلب اللبنانيين سيتحرك أيضا.
في حين رأى المحلل السياسي علي الأمين في مقابلة مع العربية/الحدث أن الحزب بات في مأزق يكمن بعملية الانتقال من حزب عسكري إلى حزب سياسي، رغم أنه وافق على اتفاق وقف إطلاق النار الواضح في مسألة حصر السلاح ضمن أمور أخرى.
بينما رأى مراقبون آخرون أنه يمكن للحزب أن يسحب الوزراء الأربعة المحسوبين عليه وعلى حليفته "حركة أمل"، وتعطيل عمل البرلمان، حيث له كتلة وازنة مع حلفائه، كرد على قرار نزع السلاح.
مأزق #حزب_الله يكمن في عملية الانتقال من حزب عسكري إلى حزب سياسي. رغم أنه وافق على اتفاق #وقف_اطلاق_النار الواضح في مسألة حصر #السلاح ضمن أمور أخرى.
— علي الامين (@alyalamine) August 15, 2025
وهؤلاء الذين يعترضون في الشارع إنّما يعترضون على قطع لقمة عيشهم ورواتبهم وليس على حصر السلاح بسد #الدولة. pic.twitter.com/TWCsiOtj4v
كما قد يسعى إلى إثارة الفوضى عبر تحريك مناصريه في الشارع والظهور المسلح من أجل إشاعة جو من الترهيب والاصطدام مع الجيش.
لكن أي صدام في الداخل ستكون له تداعيات كبرى على السلم الأهلي، وسيقلب الأغلبية اللبنانية ضده لاسيما إذا تواجه مع الجيش.
وفي السياق، قال الباحث في الشأن اللبناني لدى مجموعة الأزمات الدولية دايفيد وود "أعتقد أن حزب الله يريد أن يقلّل قدر الإمكان من احتمال دخوله في مواجهة مع الجيش، لأنه يعلم أن البلد كله سيكون ضده، باستثناء مؤيديه، وسيشكّل ذلك كارثة حقيقية على صورته"، وفق ما نقلت فرانس برس.
إلى ذلك، يمكن لحزب الله أن يصعّد مجددا ضد إسرائيل. لكن خوضه "أي حرب سيكون مدمراً أيضا لأنه لا يملك خطوط إمداد، بعد أن خسر الكثير مع انهيار النظام السوري السابق وتأثر قدراته الاستخباراتية واللوجستية"، وفق ما شرح المحلل العسكري رياض قهوجي.
فيما رجّح الباحث في مركز "أتلانتيك كاونسل" نيكولاس بلانفورد أن "يحاول حزب الله كسب الوقت" في المرحلة المقبلة، إذ "يستحيل أن يوافق على نزع سلاحه بالكامل" لاسيما وسط استمرار الهجمات الإسرائيلية وعدم انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخميس في الجنوب اللبناني.
أما السيناريو الأكثر تفاؤلا فقد يكمن في موافقة حزب الله على نزع سلاحه في النهاية والانصراف إلى العمل السياسي على غرار ما فعلت الميليشيات التي شاركت في الحرب الأهلية.
وكانت الحكومة اللبنانية أقرت قبل نحو أسبوعين حصر السلاح بيد الدولة، وكلفت الجيش بوضع خطة لتسليم سلاح حزب الله على أن تقدم أواخر الشهر الحالي، ويصار إلى تنفيذها مع نهاية العام (2025).
فيما رفض حزب الله هذا القرار مؤكداً أنه يعتبره "غير موجود"، وشدد على أنه لن يتخلى عن سلاحه ومستعد للمواجهة.
بينما نفذ أنصاره ومؤيدوه على مدار أيام عدة، مسيرات بالدراجات النارية في مناطق مختلفة تنديدا بقرار الحكومة ودعماً للحزب.