رندا عبدالله
حذّرت د. أديبة إبراهيم السيد، أخصائية الباطنية والأوبئة وعضو فرعية خصوصي أم درمان باللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان من أن الأوضاع الضحية في البلاد وصلت إلى مستوى كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى فى ظل تفاقم معاناة الأطباء والمرضى داخل المستشفيات ومراكز الايواء، وتردي البيئة وتلوث مياه الشرب وتكدس النفايات.
وقالت د أديبة إن المجاعة الطاحنة التي تعصف بعدد من الولايات بالتزامن مع دخول موسم الخريف وظهور البرك والمياه الراكدة ساهمت في تكاثر أعداد البعوض وانتشار الملاريا في مختلف أقاليم السودان ” بكل انواعها” ما أدى الى وفاة أعداد كبيرة من المواطنين خاصة مع غياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه وارتفاع تكاليف المعيشة وسوء التغذية الأمر الذى أضعف مناعة السكان وجعلهم أكثر عرضة للأمراض الوبائية.
وكشفت الاحصائيات التي أوردتها عن تسجيل نحو 1.846.000 حالة إصابة بالملاريا في مختلف الأقاليم حتى الآن، إضافة إلى 321,000 حالة وفاة مرتبطة بالمرض، مؤكدة أن الأوضاع تزداد خطورة يوماً بعد يوم.
وأضافت أن المستشفيات العاملة تعاني من نقص حاد في جميع الأدوية الأساسية، بما في ذلك أدوية الملاريا والأدوية المنقذة للحياة فضلًا عن نقص الكوادر الطبية والفنية، وشح المعامل والمعدات الطبية. وأشارت إلى أن الوضع أكثر سوءاً في ولايات دارفور وجنوب كردفان حيث أُغلقت العديد من المستشفيات بسبب الحرب والحصار، بينما تشهد مستشفيات العاصمة الخرطوم، والجزيرة والنيل الأبيض وغرب كردفان بيئة متردية ومشكلات مشابهة في نقص الكوادر والمستلزمات.
ودعت د. أديبة وزارة الصحة والجهات المختصة إلى التدخل العاجل لمعالجة الأزمة، كما ناشدت المواطنين بالعمل على دفن البرك الراكدة، وصب الزيت على المياه المجمّعة لقتل يرقات البعوض واستخدام الناموسيات، والرش بالمبيدات متى ما توفرت. كما وجّهت نداءً عاجلاً للمنظمات الطوعية والأممية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الإنسانية، لتقديم المساعدات اللازمة والعمل على الحد من انتشار الوباء قبل تفاقم الكارثة.
مداميك