آخر الأخبار

سوريون عالقون في السودان يطالبون بآلية إجلاء

شارك

يصف آلاف السوريين المقيمين في السودان أوضاعهم الحالية بـ”الصعبة”، مع استمرار الاشتباكات وتصاعد حدة النزاع في عدة مناطق، ووجهوا مناشدات للجهات المعنية، مطالبين بتأمين ممرات آمنة أو إيجاد آلية تمكنهم من مغادرة البلاد.

وقال سوريون مقيمون في السودان لعنب بلدي، إنهم يواجهون “أقسى أنواع الحياة”، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء مع تفشي الأمراض، واضطرار العديد منهم للإقامة في خيام أو مساكن مؤقتة بعد نزوحهم من مناطق الاشتباكات، وخاصة في العاصمة الخرطوم.

وتحدث بعض المتضررين عن غرامات مالية تراكمت عليهم بسبب تجاوز فترات الإقامة، وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من 4000 دولار أمريكي، بينما لا يستطيع كثيرون تجديد جوازاتهم، بسبب فقدانها في السفارة السورية بالخرطوم قبل إغلاقها، أو بمكتب شؤون الأجانب المعني بتجديد الإقامات.

ورغم توجيه الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بتشكيل فريق لمتابعة أوضاع السوريين في السودان، لم يتم إرساله حتى لحظة إعداد هذا التقرير، بحسب المصادر التي تحدثت إلى عنب بلدي.

تواصلت عنب بلدي مع مكتب العلاقات العامة في الحكومة السورية لمعرفة الخطوات التي أجرتها وزارة الخارجية في مسألة السوريين العالقين في السودان، لكنها لم تتلقّ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.

وطالب السوريون في السودان الحكومة السورية الحالية بوضع آلية واضحة للإجلاء، تكون ممولة من الدولة، خاصة في ظل العجز المادي الذي يعاني منه معظم العالقين، وأعربوا عن خشيتهم من تكرار سيناريو الإجلاء الذي تم في عهد النظام السابق، حين اضطر كل شخص لتأمين تكاليف عودته بنفسه، والتي بلغت آنذاك نحو 350 دولارًا أمريكيًا للتذكرة الواحدة.

وأشار بعضهم إلى أن الأوضاع الحالية لا تحتمل مزيدًا من التأخير، داعين الجهات المعنية للتحرك العاجل قبل أن تزداد الكارثة الإنسانية تعقيدًا.

غرامات وظروف “مأساوية”

“أبو همام”، شاب سوري مقيم في مدينة بورتسودان، قال لعنب بلدي، إنه وبعد جهود كبيرة بذلتها عائلته، تمكن من تجديد جواز سفره وإرساله إليه، على أمل مغادرة السودان، إلا أن السلطات السودانية منعته من السفر، مطالبة إياه بدفع غرامات وضرائب بلغت 4000 دولار أمريكي.

يقول الشاب، “من أين لي أن أؤمن هذا المبلغ؟ لقد خسرت كل ما أملك”، واصفًا هذا الإجراء بأنه غير مقبول في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها الأجانب عامة، والسوريون على وجه الخصوص.

وتساءل عن الحلول المتاحة، “ما الذي يمكننا فعله من أجل العودة إلى سوريا؟ هل يمكن لذوي العالقين أن ينظموا وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية للمطالبة بعودة أبنائهم؟”.

وبعد انتشار خبر عن نية الحكومة السورية إرسال وفد إلى السودان، سارع أبناء الجالية السورية إلى إنشاء مجموعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وجمعوا فيها أسماءهم وأرقام هواتفهم، أملًا بالتواصل مع الوفد، لكن، لم يصل أي وفد، وهو ما زاد من شعور الناس بالحيرة واليأس، واصفًا تلك الوعود بأنها “إبرة تخدير”.

“الناس أرهقها التعب، لم تعد تجد ما تأكله”، يقول أبو همام، مضيفًا أن الغالبية فقدت جوازات سفرها، إما بسبب الأوضاع الأمنية أو لكونها بقيت في السفارة أو منتهية الصلاحية، الأمر الذي فاقم من صعوبة الحركة والسفر وتراكم الغرامات.

وأشار إلى أن المخيمات التي تؤوي لاجئين سوريين وسودانيين تعاني من نقص حاد في المساعدات حتى في “لقمة” الأكل، كما أن فرص العمل شبه معدومة.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا